وسلمان الفارسى
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
سلمـان الفارســى
من بلاد فارس يجىء البطل هذه المرة – فهو عن الله تعالى سابق الفرس فسلام عليك
أيها الباحث عن الحقيقة وسلام عليك يوم ان عرفتها فأمنت بالله تعالى لقد حفل
التاريخ الاسلامى قديمة وحديثة بنماذج رائعة من المهتدين الذين
ارتفعت همتهم فى البحث عن الدين الحق وبذلوا فى سبيل ذلك النفس
والنفيس فصارا مضرب الامثال وحجة لله على خلقه أن من انطلق باحثاً عن الحق
مخلصاً لله تعالى فإن الله – عز وجل – يهديه إليه ويمن عليه بأعظم نعمة فى
الوجود … نعمة الاسلام انظر علو الهمة للشيخ محمد اسماعيل صـ217 إن
صاحبنا اليوم ايها الاحباب الكرام ابن الاسلام سابق الفرس الى الاسلام – نحن على موعد مع الصحابى
الذى سلك الدروب والشعاب والبلدان باحثاً عن الحق – الصحابى الذى لا
يخاف فى الله لومة لائم – وكان رضى الله تعالى عنه غزير العلم – الزاهد الورع
المتواضع هو الصحابى الذى قال النبى "ص" عنه انه منا اهل البيت – انه الصحابى
الذى كان صاحب فكرة الخندق فى يوم الخندق وكان خفيف الظل "ض" انه
سابق الفرس ورائق العرس – الكادح الذى لا يبرح والزاخر الذى لا ينذح – الصحابى
الحكيم والعابد الكريم – انه ابن الاسلام رافع الآلوية والآعلام أحد
الرفقاء والنجباء ومن اليه تشتاق الجنة من الغرباء الثابت على الشدائد الطامع فى
سلمان الباحث عن الحقيقة
( سلمان الباحث عن الحقيقة )
المكان : شجرة ملتفة وارفة الظلام – تجشم امام دار متواضعة ب" المدائن " يجلس
تحت ظلماً صاحب الدار – شيخ كبير تعلوه الهيبة ويزينه الوقار – قد أحاط به
جلساؤه الآخيار ينصتون لحديثه – وقصته الرائعة ورحلته المباركة فى
البحث عن الحقيقة ها هو ذا يروى لهم كيف غادر دين قومه الفرس الى النصرانية ثم
إلى الإسلام وكيف ضحى فى سبيل " الحقيقة الكبرى " بثراء بيه الباذخ ورمى نفسه فى
أحضان الفاقة بحثاً عن خلاص عقله وروحه إنه يروى كيف بيع فى سوق الرقيق وهو فى
طريق بحثه عن الحقيقة إن هذا القصاص الذى يقص علينا قصة بحثه عن الحقيقة إنه سلمان
الفارسى قال : كنت رجلاً فارسياً من أهل قرية منها يقال لها ( جى ) وقيل من رامهزمز –
قال وكان أبى رئيس قريته وكنت أحب خلق الله اليه قال واجتهد فى المجوسية
حتى كنت قيم النار أى موقد نار المجوس الذى لا يتركها تخبوا ساعة –
قال وكان أبى قد شغلنى فى بناء له قال فخرجت اريد ضيعة أبى فمررت بكنيسة من
كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون فدخلت عليهم أنظر ما يضعون
قال فلما رأيتهم أعجبنى صلاتهم قال قلت هذا والله خبر من الدين الذى نحن عليه
قال فما تركتهم حتى غابت الشمس ثم رجعت إلى أبى فقال أين كنت ؟ قال مررت
بقوم يصلون فى كنائسهم فأعجبنى صلاتهم – فقال أبوه ليس فى هذا الدين خير – دينك ودين
أبائك خير منه قال قلت كلا والله إنه خير من ديننا – فجعل أبوه قيداً
فى رجله ثم حبسه فى بيته – قال فمر على تجار من الشام فألقيت الحديد والقيد عن رجلى ثم
قدمت إلى الشام وسألت عن أفضل أهل هذا الدين ؟ قالوا الأسقف فى الكنيسة
قال فجئته فقلت إنى قد رغبت فى هذا الدين واحببت أن أكون معك أخدمك
فىكنيستك واتعلم منك واصلى معك قال دخل فدخلت معه قال : فكان رجل سوء
يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا إليه منها أسياء إكتنزه لنفسه ولم
يعطه للمساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب ورقرق – فضة – قال وأبغضه
بغضاً شديداً لما رأيته يضع ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت
لهم حقيقة وعرفتهم على على مكان القلال قالوا لاندفنه وصلبوه ثم
رجموه بالحجارة – ثم أتوا برجل أخر فجعلوه مكانه قال سلمان فما رأيت أحداً
يصلى أفضل منه ولا أزهد فى الدنيا منه ولا أرغب فى الأخرة منه – قال
فأحببته حتى حضرته الوفاة فقلت إلى من توضى أن اذهب … فقال رجل بالموصل 100سم مدينة
– ذهب إليه وذكر ما كان من الراهب السابق فأبقاه معه حتى حضرته
الوفاة .. قال بمن توضى ان الحق به ؟ قال رجل بنصيبين … إلا رجلاً
بمعمورية الخ قال يا بنى لما حضرته الوفاة قد أظلك زمان نبى هو مبعوث
بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة
بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق به فافعل . فلما مات قال مر
بقوم فقلت تحملونى إلى أرض العرب واعطيكم بقرتى [ كانت له]قالوا نعم وحملونى ثم
باعونى إلى رجل من اليهود قال فكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن تكون
البلد الذى وصف لى صاحبى – فبينما أنا عنده قدم عليه ابن عم له من
المدينة من بنى قريظة فابنا عنى منه فاحتملنى إلى المدينة فو الله ما هو إلا
أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبى فأقمت بها وبعث الله رسوله فأقام بمكة ما
أقام لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق ثم هاجر إلى المدينة
فو الله لفى رأس عذق لسيدى أعمل فيه بعض العمل وسيدى جالس إذا أقبل ابن
عم له حتى وقف غية فقال فلان : قاتل الله بنى قيلة والله إنهم الأن
لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة يزعمون أنه نبى قال : فيهما
سمعتها أخذتنى العرواء – لأى الرعدة – حتى ظننت أنى سأسقط على سيدى
قال : ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لإبن عمه ذلك ماذا تقول ؟ ماذا تقول ؟
قال فغضب سيدى فكلمنى كلمة شديدة ثم قال : مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك
قال: قلت لاشئ إنما أردت أشثبت عما قال .. قال سلمان وكان عندى شئ قد جمعته
فلنا أمسيت أخذته ثم به إلى رسول الله "ص" وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له
- إنه قد بلغنى أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذو حاجة وهذا شئ كان عندى للصدقة
فرأيتكم أحق به من غيركم فقال الرسول "ص" لأصحابه "كلوا " وأمسك يديه
فلم يأكل : قال سلمان فقلت فى نفسى : هذه واحدة ثم انصرفت عنه فجمعت
شيئاوتحول رسول الله "ص" إلى المدينة فجئته وقلت له هذا شئ جئتك به
فإنى رأيتك لاتاكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها .قال : فأكل رسول الله
"ص" منها وأمر الصحابة فأكلوا معه قال سلمان فقلت فى نفسى : هاتان
اثنتان – قال سلمان ثم أتيت الرسول وكان ببقيع الغرقد وقد تبع جنازة واحداً
من الصحابة وكان عليه شملتان وهو جالس فى أصحابه قال فسلمت عليه ثم
استدرت انظر إلى ظهره لأرى الخاتم قال فعلم النبى أنى إستشبت فى شئ وصف لى :
فألقى رداءة عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته فانكيت عليه أقبله وأبكى
فقصصت عليه حديثى .. فأعجب رسول الله أن يسمع ذلك أصحابه / ثم شغل سلمان الرق حتى
فاته مع رسول الله بدر واحد قال : ثم قال لى رسول الله كاتب يا سلمان
فكاتبت صاحبى على ثلاثمائة نخلة .وأربعين أوقية فقال رسول الله "ص"
لأصحابه أعينوا أخاكم فأعانونى فجمعت لى ثلاثمائة وأية فقال الرسول "ص" اذهب
ذكر نبذة من فضائله رضى الله عنه
ذكر نبذة من فضائله " رضى الله تعالى" :
1- روى أحمد ومسلم عن عائذ بن عمرو أن أبى سفيان مر على سلمان وبلال وصهيب فى
نفر – فقالوا : ما أخذت [ سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها . فقال ابو
بكر تقولون هذا الشيخ قريش وسيدها ثم أتى النبى "ص" فأخبره فقال " يا
أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك فأتاهم أبو بكر
فقال يا اخوتاه أغضبتكم ؟ قالوا لا يا أبا بكر يغفر الله لك .
2- روى البخارى ومسلم " قال رسول الله "ص" / وقد وضع يده على سلمان / لو كان
الإيمان عند الثريا لنا له رجال أو رجل من هؤلاء .
3- ذكر بن الجوزى فى صفة الصفوة أن المهاجرين والأنصار احتجوا فى سلمان وكان رجلاً
قوياً فقال المهاجرون : سلمان منا وقالت الأنصار بل سلمان منا. فقال رسول الله
" سلمان منا أهل البيت " .
علمه وزهده وتواضعه
علمـه : لقد امتن الله عز وجل على ( سلمان ) "ض" بسعة العلم ولعل من
تدبر وتأمل قصة إسلامه يتبين له الامر واضحاً جلياً – فعن زادان قال : كنا
عند علىّ قلنا : حدثنا عن سلمان قال : من لكم بمثل لقمان الحكيم ذاك امرؤمنا
والينا أهل البيت أدرك العلم الآول والعلم الاخر بحر لا ينزف { الحديث اخرجه ابن
سعد وأبو نعيم فى الحلية والاستيعاب } وقد اخرج الطبرى فى تفسيره . والدر
المنثور – تفسير سورة الرعد – عن قتادة قال فى قوله تعالى { ومن عنده علم
الكتاب } قال : سلمان وعبد الله بن سلام . ولقد روى الطبرانى وابو نعيم فى
الحلية عن ابى البخرى قال سئل علىّ "ض" عن سلمان ؟ قال لقد أدرك العلم
الآول والعلم الآخر بحره يدرك قعره وهو منا أهل البيت .
ولقد كان علمه – رضى الله تعالى عنه نافعاً الى أصحابه فقد مكث ابو الدرداء وكأنه لا
حاجة له بالدنيا كما قالت زوجته وهى تشتكيه الى سلمان – رضى الله
تعالى عنهم أجمعين .
فدخل ابو الدرداء وضع طعاماً الى سلمان وقال لا أكل حتى تأكل قال فإنى
صائم قال ما أنا بأكل حتى تأكل فأكل فلما جاء لليل أراد أن يقدم الليل
قال سلمان نم فنام فلما كان آخر الليل قام سلمان وقال لابى الدرداء قم
الآن فقاما فصليا – ثم قال سلمان – ان لربك عليك حقاً ولنفسك عليك
حقاً ولآهلك عليك حقاً فأعط كل ذى حق حقه فأتى النبى "ص" فذكر ذلك له
فقال النبى "ص" صدق سلمان – اخرجه البخارى والترمذى { كان يقوم الجمعة ويصومها فى
رواية اخرى }
? بل لقد كان كلما ازدادت المحن والفتن والابتلاءات على أصحاب النبى
"ص" كان سلمان "ض" يذكرهم بنصرة الله لأوليائه المؤمنين الصابرين على
المحن والابتلاءات .. فيقول : كانت امرأة فرفون تعذب فإذا انصرفوا
أظلتها الملائكة بأجنحتها وترى بيتها فى الجنة وهى تعذب قال وجوع
لابراهيم أسدان من أرسلا عليه فجعلا يلحسانه ويسجدان له اخرجه أبو نعيم فى
الحلية – ونقلاً من السير للذهبى – وهكذا فإن العلم من أعظم أسباب
الثياب فى الدنيا والآخرة وبخاصة اذا كان العالم عاملاً مريداً وجه الله
.
? زهده : أيها الاحباب افتحوا اعينكم جيداً لتروا هذا الشيخ الذى جلس يضع الخوص اوعية
ومقاتل فعن الحسن قال : كان عطاء سلمان من بيت المسلمين خمسة ألاف وكان اميراً
على زهاء ثلاثين ألفاً من المسلمين وكان يخطب الناس فى عباءة يفترش
بعضها ويلبس بعضها فكان ينفق عطاءة ويأكل من سفيف يديه هذه الرواية بتصرف من صفة
الصفوة ان سلمان لما تزوج امرأة من كندة فلما كان ليلة البناء مشى معه أصحابة
حتى أتى بيت المرأة فلما بلغ البيت قال : لاصحابه ارجعوا أجركم الله
ولم يدخلهم . فلما نظر الى البيت فوجده منجداً قال محموم بيتكم أم
تحولت الكعبة فى كندة ؟ فلم يدخل حتى ندع كل ستر فى البيت غير ستر
الباب فلما دخل البيت رأى متاعاً كثيراً : فقال لمن هذا ؟ قالوا متاعك
ومتاع امرأتك فقال ما بهذا أوصانى خليلى .. الحديث
ولقد قال الحسن : كان سلمان يأكل من سفيف يده "ض"
جهاده رضى الله عنه
جهاده رضى الله تعالى عنه : هل ينسى العسكريون فى جميع أنحاء المعمورة فكرته
الناضجة فهو صاحب فكرة الخندق الامر الذى لم يكن العرب قد سمعوا بها من قبل
– ففى يوم الاحزاب كما قال ابن القيم – رحمه الله – وكان سبب غزوة الخندق أن اليهود
لما رأوا انتصار المشركين على المسلمين يوم أحد – خرج منهم سلام بن ابى
الحقيق وغيره خرجوا لتأليب قريش بمكة يحرضونهم على غزو رسول الله "ص" ووعدوهم من انفسهم
بالنصر والمعاونة فأجابتهم قريش ثم خرجوا إلى غطفان فدعوهم فاستجابوا
لهم وخرجوا إلى قبائل العرب يحرضونهم فاستجاب لهم من استجاب – فخرجت قريش
وقائدهم أبو سفيان فى أربعة ألاف – وخرجت بنو اسد وفزارة وبنو سليم واشجع
وبنو مرة وغطفان – { انظر زاد المعاد }
لقد اشتد الخطب على المؤمنين حينما غدرت يهود بنى قريظة ونكثوا عهدوهم كعادة اليهود فى
كل زمان ومكان – حتى صور للقرأن السلمين – بقوله { واذا زاغت
الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون – هنالك ابلىّ
المؤمنون وزلزلوا زلزال الاسد فجمع النبى "ص" أصحابه ليشاورهم فى
الامر – وهنا يتقدم البطل سلمان الفارسى بتلك الفكرة العظيمة – وهى حفر
خوفه من المظالم والرحمة وخفة ظله
خوفـه مـن المظالـم :
كان رضى الله تعالى عنه يخشى من المظالم أيما خشية وكان يحذر أصحابه من الجور والظلم
والبعد عن العدل بين الناس فلقد خرج مالك فى " موطنه " وابو نعيم فى حليته
عن يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء كتب الى سلمان : هلم الى الارض المقدسة فكتب إليه : إن
الارض لا تقدس احداً وانما يقدس المرء عمله وقد بلغنى أنك جعلت
طبيباً فإن كنت تبرىء فنعمّالك وان كنت متصبباً فاحذر ان تقتل
إنساناً فتدخل النار – هكذا يكون الخوف من الظلم .. لذا قال لجرير يا
جرير أتدرى ما ظلمه النار ؟ قال : لا اعلم – قال : ظلم الناس .
? الرحمة : أيها الاخوة الاحباب ان الرحمة هى قلب الايمان النابض ومن غيرها
يفرغ الايمان من روحه – ولقد كان الصحابة جميعاً رحماء كما وصفهم القرأن ..
رحماء بينهم .لقد دخل على سلمان يوماً صاحباً له فوجده يعجن فسأله أين الخادم
فقال { بعثناها فى حاجة فكر هنا أن نجمع عليها عملين .. قلت : هكذا تكون الرحمة
يا ادعياء الرحمة – هكذا تكون الشفقة يامن تتسرفون بالفاظ جوفاء خاوية
من الرحمة فى حقيقة الامر وان بد الظاهر خلاف ذلك فياادعياء حقوق
الانسان ويامن تنادون بالرفق بالحيوان تعالوا لتتعلموا الرحمة ولتأخذوها من
نبعها الصافى من محمد وصحبه .
? خفة ظله : وكان سلمان رضى الله تعالى عنه يتمتع بخفة ظل شديدة فعلى الرغم من انه العابد
التقى الورع المخبت البكاء الا أنه كان يتحين الفرص ليدخل البسمة على قلوب الصحابة
"ض" فلقد روى الهيثمى فى المجمع قال اخبر به الطبرانى ورجاله الصحيح غير محمد بن
منصور الطوسى وهو ثقة عن ابى وائل قال نهبت أنا وصاحب لى الى سلمان
فقالا ان رسول الله "ص" نهانا عن التكلف لتكلفت لكم فجاءنا بخبز وملح
وحان وقت الرحيل
وحـان وقـت الرحيل :
وهكذا ظل ذلكم الباحث عن الحقيقة شمساً فى سماء الكون تنشر النور والدفء على من
حولها –فها هو العابد الزاهد المجاهد الحكيم أن له أن يرحك عن تلك
الحياة – ان للعملاق أن يسافر من دنيا الناس ليعيش حياة أخرى حيث النعيم
المقيم – فعن ثابت والحديث صحيح رواه ابن ماجة والحاكم وصححه وافقه الذهبى
عن أنس قال : دخل سعد وبن مسعود على سلمان عند الموت فبكى فقيل له : ما يبكيك؟
قال عهد عهده على الينا رسول الله "ص" لم تحفظه قال" ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب"
قال ثابت : فبلغنى أنه ما ترك إلا بضعة وعشرين درهما نفقيه كانت عنده "ض"
? وخرج أبو نعيم فى الحلية وقال الهثيمى رواه الطبرانى :
عن بقيرة إمرأة سلمان أنها قالت : لما حضره الموت : دعانى وهو فى علية
له – كان لها أربعة أبواب فقال : افتحى هذه الأبواب فإن لى اليوم زوار ألا
أدرى من أى هذه الأبواب يدخلون على – ثم دعا بمسك فقال – أنضحيه حول
فراشه – قالت فاطلعت عليه فإذا هو قد أخذ روحه فكأنه نائم على فراشه – وفى
قول أخر قال إغلقى على الباب وانزلى قالت ففعلت وبعد حين صعدت إليه
فإذا روحه المباركة قد فارقت جسده الطاهر – لقد صعدت إلى الله على أجنخة الشوق اليه إذا كانت
على موعد هناك مع الرسول محمد "ص" وصاحبيه أبى بكر وعمر – ومع ثلة مجيدة من الشهداء
الأبرار لقد برح الشوق الظامئ بسليمان وأن له اليوم يرتدى وينهل .
( عمره عند موته )
قال العباسى بن يزيد البحرانى : يقول أهل العلم : عاش سلمان ثلاث مئة
وخمسين سنة – فأما مئتان و خمسون فلا يشكون فيه – قال الإمام الذهبى
- ومجموع امره وأحواله وغزوه وهمته وتصرفه وسفه للجريد وأشياء مما
تقدم ينبئ بأنه ليس بمعمر ولاهرم فقد فارق وطنه وهو حدث – أى صغير – ولعله قدم الحجاز وله
أربعون سنة أو أقل فلم ينشب أن سمع بمبع النبى "ص" ثم هاجر فلعله عاش بضعة
وسبعين سنة وما أراه بلغ المائة ومن كان عنده علم فليفدنا – وقد ذكرت والكلام لا
يزال للذهبى –فى تاريخى الكبير أنه عاش مائتين وخمسين سنة وأنل
والساعة لا أرتضى ذلك ولا اصححه [ أنظر أسير اعلام النبلاء الذهبى
المجدد الأول ]


