هضبة الجولان
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الجولان هي هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من جنوب وجبل الشيخ من شمال، والتي تطل بحيرة طبرية ومرج الحولة وتبعد 50 كم إلى الغرب من مدينة دمشق. تقدر المساحته الإجمالية للهضبة بـ 1860 كم 2. تمتد مسافة 74 كم دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كم.
| فهرست | 
[تحرير] الوضع السياسي
حتى شهر يونيو (حزيران) 1967 كانت الجولان جزءا من سوريا وهذا عقب اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا اللتين احتلتا بلاد الشام من الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
في حرب الأيام الستة التي اندلعت في يونيو 1967 بين إسرائيل وكل من سوريا، الأردن ومصر احتل الجيش الإسرائيلي 1200 كم2 من مساحة الهضبة بما في ذلك مدينة القنيطرة. في أكتوبر 1973 اندلعت الحرب ثانية وشهدت المنطقة معارك عنيفة بين الجيشين السوري والإسرائيلي. في هذه الحرب استرجع الجيش السوري مساحة قدرها 684 كم2 من أراضي الهضبة لمدة بضعة الأيام، ولكن الجيش الإسرائيلي أعاد احتلال هذه المساحة قبل نهاية الحرب.
في اتفاقية الهدنة التي وقع الجانبين عليها بتوسيط أمريكي تقرر إعادة مدينة القنيطرة والقرى المجاورة لها (رويحينة، بئر عجم، المدارية، بريقة وكودنة)إلى سوريا وإقامة قوة خاصة للأمم المتحدة (UNDOF) لمراقبة الهدنة وممارسة الاتفاقية. أدت الحرب إلى دمار مدينة القنيطرة، ويمكن لزائرها اليوم أن يكتشب بسهولة بالغة أن التدمير كان متعمداً بالتأكيد، إذ لم ينج من منازل القنيطرة سوى القليل القليل، والبيوت الكثيرة الأخرى يظهر لمن يلقي عليها نظرة أن يدرك بأن جرافة أو مجنزرة ضخمة ضربت أعمدة كل بيت من مختلف جوانبه متسبباً في تداعيه إلى الأرض (وهو نفس الأسلوب الذي تعتمده حتى الآن السلطات الإسرائيلية عند هدم المنازل في الضفة والقطاع). ومقابل اتهام سوريا لإسرائيل بتدمير المدينة ترد إسرائيل المثل متهمة سوريا بتعمدها تدمير القنيطرة! وقد قررت الحكومة السورية عدم ترميم القنيطرة بعد الانسحاب الإسرائيلي منها في محاولة لإبراز الدمار الذي ألحقه بها الاحتلال الإسرائيلي، لذلك لم يتمكن سكانها من العودة إليها حتى الآن.
في 1981 قرر الكنيست الإسرائيلي ضم الجزء الخاضع للسيطرة الإسرائيلية من الجولان إلى دولة إسرائيل بما يسمى قانون الجولان. أما المجتمع الدولي فلا يعترف بضم الجولان إلى إسرائيل ورفضه مجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة في قرار 497رقم [1]. تشير وثائق الأمم المتحدة ووسائل الإعلام العربية إلى المنطقة باسم "الجولان السوري المحتل" بينما تعتبره السلطات الإسرائيلية محافظة إسرائيلة.
تشكل المنطقة التي ضمتها إسرائيل 1 % من مساحة سورية و 14 % من مخزونها المائي. يرى الاسرائيليون أهمية كبيرة في السيطرة على هضبة الجولان لما تتمتع به الهضبة من خطورة على دولة اسرائيل. فبمجرد الوقوف على سفح الهضبة، يستطيع الانسان تغطية شمال إسرائيل بالعين المجردة لما تتمتع به الهضبة من ارتفاع نسبي. الجولان هو مصدر ثلث مياه بحيرة طبريا التي تمثل مصدر المياه الأساسي لإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
[تحرير] السكان
عدد سكان الجولان في الجانب الإسرائيلي من خط الهدنة 1974 يقدر ب40 ألف نسمة، منهم 18،5 ألف درزي، 17،5 ألف يهودي و2700 علوي.
وكان عدد سكان الجولان، بما في ذلك مدينة القنيطرة، قبل حرب حزيران 1967 نحو 135 ألف نسمة، هُجّر معظمهم من قراهم والتجؤوا عندما احتلتها اسرائيل إلى محيط العاصمة السورية دمشق. في 1974 أعادت إسرائيل مدينة القنيطرة لسوريا، ولكن حتى الآن لم يتم ترميم المدينة التي دمرت في الحرب، ولم تسمح الحكومة السورية بعودة سكانها الأصليين إلى المدينة.
وبقي في المنطقة التي تسيطر إسرائيل عليها بعض السكان الدروز من التجمعات السكانية العربية بلدات وقرى مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا وعين قنية. كذلك تقع على الحدود بين الجولان ولبنان قرية الغجر التي سكانها من العلويين وكانوا يملكن على الجنسية السورية، أما اليوم فأغلبيتهم يملكون الجنسية الإسرائيلية.
أغلبية من بقي في الجولان وهم من الدروز رفضوا حمل الهوية الإسرائيلية وأعلنوا إضرابا عاماً إثر قانون الضم الذي أقره الكنيست الإسرائيلي في 1981، وصدر حرم من مشايخ الدروز يحرم الجنسية الإسرائيلية. اليوم يحوز الأغلبية الساحقة منهم على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل، حيث يتمكنوا من ممارسة أغلبية الحقوق الممنوحة للمواطنين الإسرائيليين ما عدا التصويت للكنيست وحمل جوازات سفر إسرائيلية. حسب السجلات الإسرائيلية لم يسلم المواطنة الإسرائلية الكاملة إلا 677 من الدروز و2700 من العلويين سكان قرية الغجر، ومن بينهم لم يمارسوا حق التصويت للكنيست في عام 2006 إلا نسبة 35%.
وما زال أغلبية أهل الجولان الدروز يرفضون الجنسية الإسرائيلية وبعضهم يذهبون إلى سوريا للتعلم في جامعاتها. ومنهم من يخرج إلى الأردن للقاء أقاربه السوريين وفي كل عام بعيد الإستقلال وذكرى الإضراب يقيمون إحتفالاً يقابل في الجهة المقابلة من الجانب السوري. تستعمل مكبرات الصوت للتخاطب بين سكان الجولان الذين فصل خط الهدنة بينهم. ترفض إسرائيل الاعتراف بالمواطنة السورية حيث يكتب في بطاقات "ليسيه باسيه" (laissez-passer) التي تصدرها لهم "المواطنة غير واضحة".
[تحرير] النازحون
يطلق وصف نازح في سورية على كافة سكان الجولان الذين تعرضوا للتهجير بسبب الاحتلال. وهم يسكنون في دمشق وضواحيها وريفها. وتنتشر غالبيتهم في تجمعات بنيت على عجل وبشكل عشوائي عقب التهجير، وكانوا يظنون أنهم عائدون إلى ديارهم خلال أيام أو أقل، وأكثرهم الآن في أحياء مساكن برزة والمهاجرين ومخيم اليرموك وحي الحجر الأسود وقدسيا ودمر. بعض النازحين عادوا بحذر قرى الجولان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من منطقة القنيطرة عقب اتفاقية الهدنة التي وقعت سوريا وإسرائيل عليها بعد حرب أكتوبر 1973 (حرب تشرين). ومن أشهرها مدينة خان أرنبة وقرى بئرعجم وبريقة والحميدية.
[تحرير] المستوطنون الإسرائيليون
متذ 1967 أقامت إسرائيل في الجولان بعض المستوطنات التي يسكنها يهود إسرائيلييون. أكبر تجمع استيطاني يهودي في الجولان هو كتسرين (קצרין) الذي أقيم سنة 1977، ويعتبر مركزا إدارياً وتجارياً للمنطقة. يسكن في كتسرين 6500 مستوطن، ثلث منهم من اليهود الروس الذين هاجروا إلى إسرائيل في التسعينات.
على كتف جبل الشيخ لأقيم موقع سياحي للتزلج في موسم الشتاء.


