ميثولوجيا إسكندنافية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الميثولوجيا الإسكندنافية (1) ميثولوجيا نوردية (2) (بالنرويجية:Norrøn mytologi وبالانجليزية: Norse mythology) هي معتقدات وأساطير سكان المناطق الإسكندنافية (النرويج، السويد، الدنمارك، آيسلندا) قبل تحولهم إلى المسيحية. تشترك الميثولوجيا النوردية مع المعتقدات التي كانت تؤمن بها القبائل الجرمانية في الشمال وتعد هذه النسخة التي كتبت في أيسلندا الأفضل بين نظيراتها الجرمانية والأنكلوساكسونية.
تُنوقلت الأساطير عن طريق النقل الشفوي وكذلك عن طريق الشعر الذي يعرف باسم إيدا (بالانجليزية:Edda) وعن طريق بعض الكتب التي كتبت في القرون الوسطى خلال وبعد انتشار المسيحية.
لعبت هذه الأساطير دوراً كبيراً في حياة الأفراد وخاصة في المناطق الريفية، ومازالت بعض التقاليد المتعلقة بها تمارس في وقتنا الحاضر، وبعضها قد تم استخدامه في الوثنية الجديدة الألمانية. شكلت هذه الأساطير منبعاً لعدد من الكتاب والمؤلفين في مجالات الخيال والبحث، وصُنعت عدة أفلام تتحدث عنها.
| فهرست | 
[تحرير] مصادر الأسطورة
نُقل معظم هذه الميثولوجيا شفهياً من جيل إلى جيل، وكثير منها فُقد. غير أن جزءاً منها دُون وسُجل عن طريق علماء المسيحيه، خصوصا قصائد ويداس وسجلات هيمسكرينغلا التي جمعها سنوري ستورلوسون والذي كان يعتقد أن الألوهيه قبل المسيحيه كانت تقتفي آثار أناس تاريخيين حقيقيين. وهناك أيضاً كتابات غيستا دانوروم الدنماركية من أعمال ساكسو غراماتيكوس، حيث أن الآلهة النرويجية بقوة يوهيميريزيد. من المصادر المهمه أيضاً قصائد إيداالنثريه التي كتبت في أوائل القرن الثالث من قبل الشاعر الرائد سنوري ستورلوسون والذي كان زعيماً قبلياً وسياسياً في آيسلندا. تحكي قصائد إيدا النثرية قصصاً شعرية تذكر الآلهة الإسكندنافية بشكل متسلسل ومتماسك. وتعد المصدر الرئيسي للأساطير الإسكندنافية، بالرغم من أن شكل الميثولوجيا الإسكندنافية لم يكتمل إلا في العصر الجرماني الأوروبي. (3)
أُعيدت كتابة قصائد إيدا النثرية بعد حوالي خمسين عاماً منذ ظهورها لتكون قصائد شعرية بدلاً من كونها نثرية، ومن ثم سميت بقصائد إيدا الشعرية (بالانجليزية: Poetic Edda)، وتتكون من تسعة وعشرين قصيدة طويلة، منها إحدى عشرة معنية بالآلهة الألمانية. بقية القصائد تحكي قصص أبطال أسطوريين مثل سيغورد ألفولسونغ (البطل سيغفريد حسب قصيدة نيبيلونغينليد الألمانية). بالرغم من أن عدداً من الباحثين والخبراء يعتقدون أن قصائد إيدا الشعريه كتب عقب قصائد ايدا النثريه وغيرها من القصائد الا ان اللغة الشعريه والحكايات في القصائد تبدو وكأنها نظمت قبل عدة قرون من كتابتها.
وإلى جانب هذه المصادر تعتبر الاساطير الموجودة في الفولكلور الإسكندنافي مصدراً للميثولوجيا النوردية. (4) ويمكن الاستدلال على ذلك عن طريق بعض الاساطير الواردة في الأدب الجرماني. ومن الأمثله على ذلك الحكايه المتعلقه بمعركة فينسبورغ الأنكلو ساكسونية والعديد من التلميحات إلى الحكايات الاسطوريه الوارده في قصيدة ديور. ولذلك عندما يواجه الباحثون قصصاً ومراجع غير مكتملة، يتمكنون من استنتاج الحكايات الكامنة. كما أن هناك مئات من الأماكن في إسكندنافيا مسماة بأسماء الآلهة.
بعض النقوش الصخريه الأثريه مثل روك رونستون أو صخرة رونستون (بالانجليزية: Rök Runestone) وكذلك تعويذة كفينيبي (بالانجليزية:Kvinneby amulet) تعتبر من المصادر للميثولوجيا النوردية. كذلك توجد بعض الصخور التي تحتوي على نقوش لصور صغيره تسرد الحكايات الواردة في الميثولوجيا الإسكندنافية. وهي ما تسمى بصخور الرون أو رونستونس (بالانجليزية: Runestones). أيضاً يوجد ما يسمى بالصخور التصويرية (بالانجليزية: Image stones) وهي عبارة عن رسومات حجريه كبيره تصور أجزاء من الميثولوجيا النوردية. تشمل الأمثله على الدلائل التي وجدت مرسومة على الصخور قصة رحلة الصيد التي قام بها ثور (بالانجليزية:Thor's fishing trip ) وأيضا قصة فولسونغا البطولية. مشاهد لأودن وسليبنير. وكذلك مشهد لأودين يُفتَرس من قبل فنرير. وعلى إحدى الصخور المتبقيه لليوم صخرة هونستاد (بالانجليزية:Hunnestad Monument) يظهر هيروكين سائراً في جنازة بولدر(DR 284).
وفي الدانمرك توجد صخرة تصويرية تصور لوكي بملابسه الأنيقه وكذلك في بريطانيا هناك صخرة غوسفورث كروس والتي رُسم عليها العديد من الصور المثيره للأهتمام. هناك أيضاً صور صخريه أصغر تصور تماثيل مثل التي تصور الآلهةأودن (بعين واحدة)، ثور (مع المطرقه)، وفرير.
[تحرير] الكونيات
اعتقد الإسكندنافيون بوجود تسعة عوالم هي:
- أسكارد (Asgard): عالم الآسر (Æsir) مثل أودن وفريك وثور.
- فاناهيمر (Vanaheimr): عالم الفانير مثل نجورد وفرير وفريجيا.
- جوتنهيم (Joutenheim): عالم العمالقة.
- مدجارد (Midgard): عالم الإنسان أو عالمنا.
- موسبلهيم (Muspelheim): عالم النار ويقطنه سورت وهو من العمالقة.
- نيفيلهيم (Niflheim): عالم الجليد وتقطنه هل.
- ألفهيم (Alfheim): عالم الجن.
- سفارتالهيم (Svartálfheim) عالم جن الظلام
- نيدافلير (Nidavellier) عالم الأقزام مثل ثور.
- يكدراسيل (Yeggdrasil) وهي الشجرة التي تجمع هذه العوالم جميعها. فعلى قمتها يوجد عالم أسكارد وعند أحد جذورها يوجد عالم نيفيلهيم، ويوجد عالم موسبلهيم على الجذر الآخر.
[تحرير] الكائنات الخارقة
في الأساطير النوردية هناك ثلاث مجموعات تعتبر كائنات خارقة أو آلهة وهي مجموعات آسر وفانيل وجوتن.
[تحرير] الآسر
هم الآلهة الذين عاشوا في عالم أسكارد وعُرفوا بآلهة الحرب. عاش الآسر تحت قيادة أودن إله الحكمة والحرب وزوجته فريك، ولهام من الأبناء: بالدر (إله الجمال)، وهود (الإله الأعمى)، وهرمود (رسول الآلهة). ومن الآلهه أيضا ثور (إله البرق والرعد) وغيرهم.
[تحرير] الفانير
عاشوا في عالم فاناهيمر تحت قيادة نجورد إله البحر و الريح و أبنائه فرير إله الخصوبة و فريا إلاهة الحب و الجنس. كانوا يعتبروا كرموز جالبة للصحة و الخصوبة و الحظ، و كانوا أيضا بارعين في السحر. و كانوا مسالمين.
[تحرير] الجوتن
أو العمالقة و عاشوا في عالم جوتنهيمر. كانوا في نزاع و حروب مع الآلهة، الآسر و الفانير. ترجع الأساطير إلى أنه كان هناك نوعان من العمالقة، عمالقة الجليد و عمالقة النار. يعرف العمالقة بأنهم جالبي الفوضى و الدمار و لهذا السبب كانو على حرب مع الآلهة.
[تحرير] العلاقة بين الآسر و الفانير
نشبت حرب ضروس بين الآسر و الفانير بسبب تعذيب الآسر لكولفيك (إلاهة الشفاء) و ذللك بسبب حبها و شغفها بالذهب، فكانت دائما تردد تلك الكلمة، مما جعل الآسر يضجرون فقرروا قتلها. تم حبس كولفيك في قاعة أودين و تم طعنها بالرماح و حرق جسدها بنيران سحرية 3 مرات و لكنها كانت تُبعث من جديد في كل مرة.
غضب الفانير من الآسر لتعذيبهم إلاهة من الفانير فطلبوا المثل و لكن الآسر لم يهمتموا بالأمر و قاموا و شنوا حربا على الفانير. استمرت الحرب طويلا، بعض المصادر ذكرت أن الآسر انتصروا[1] في المعركة و بعض المصادر ذكرت الفانير [2] و بعضها أوردت أن أحدا لم ينتصر [3].
بعد انتهاء الحرب قرر الطرفان عمل انهاء النزاع و تبادل بعض الرهائن حتى يتم توطيد العلاقة بين الطرفين. حيث ذهب كل من نجورد و ابنيه فرير و فريا إلى معسكر الآسر. بينما ذهب كل من فيلي و ميمير (الأكثر حكمة في الآسر) إلى الفانير. تبع هذا التبادل طقس معين وهو أن قام كل معسكر بالبصق في إناء و من ذلك المزيج و جد كفاسير (الأكثر حكمة في الفانير) و ذهب بعدها إلى معسكر الآسر.
[تحرير] أصل العالم
تتضح بداية العالم وأصله حسب رؤية الميثولوجيا الإسكندنافية في مقدمة قصائد إيدا، في قصيدة فولسبا (وتعني نبوءة فولفا)، حيث تقول القصيدة أن أودن قام باستحضار روح فولفا، وأراد منا كشف الماضي والمستقبل، فكرهت الروح أسئلته، وظلت تجيبه لماذا تسألني؟. وكانت الروح تخبر أودن بالماضي والمستقبل، وتسأله إن كان يريد معرفة المزيد، فكان يجيبها أنه كملك الآلهه يجب أن يتسلح بالعلم والمعرفة. وبعد أن كشفت الروح الماضي والمستقبل، اختتمت كلامها قائلة: إني أغرق الآن، ثم اختفت في غياهب النسيان.
[تحرير] بداية العالم
حسب الأساطير، بدأت الحياة من النار والثلج. كان هناك فراغ كوني يدعى كيننكاكاب، وكان هناك عالمان يحدانه، من الجنوب موسبليهيم عالم النار، ومن الشمال نيفيلهيم عالم الجليد. بدأت الحياة عند التقاء رياح موسبليهيم بثلج وجليد نيفيلهيم، مما شكل الكائن الأول أو العملاق الأول يمير ( أول عمالقة الجليد) والبقرة أودهومبلا. من أحد أقدام يمير نشأ عملاق آخر، ومن إبطيه نشأ عملاقان ذكر وأنثى، ومن عرقه نشأ سورت، عملاق ناري رحل بعدها إلى عالم موسبليهيم، بعدها، بدأ نسل العمالقة في التكاثر، وكان يمير وأولاده يشربون من حليب البقرة أودهومبلا.
كانت البقرة تتغذى بلعق الأملاح عن إحدى الصخور. مما جعلها تشكل بوري، جد أودن. تزوج بوري من إحدى العملاقات و أنجب بور. و بدوره تزوج بور من بستلا ابنة عملاق الجليد بولثا وأنجبا آلهة الآسر أودن وأخواه فيلي وفيي.
أصبح يمير أكثر قوة و أكثر عنفا و أخذ ينشر الفوضى و الدمار في عالمه، علاوة على ذلك لم يحب الأخوة الثلاث يمير و العمالقة فقرر الإخوة الثلاث التخلص منه. عندما قتل يمير غرقت جميع سلالته (إلا إثنان) معه بسبب السيل الكبير الذي نتج من دمه. نجا من الغرق العملاق بركليمر - حفيد يمير - و زوجته و رسا بهم الطوفات بمنطقة جوتنهيمر و أنشأوا سلالة العمالقة من جديد هناك.
قام الأخوة الثلاث بخلق عالم جديد من بقايا يمير. استخدموا جسده لسد الفراغ كيننكاكاب، دمه لعمل البحار و الأنهر و البحيرات، من عظامه السليمة الجبال و من أسنانه و عظامه المتكسرة الأحجار و الصخور، و من شعره الأشجار. خلقت السماء من جمجمة يمير و تم حملها بواسطة أربعة أقزام نوردي و سودري و أوستري و فيستري، و استخدموا شرارات من عالم النار لخلق الشمس و القمر و النجوم، خلقوا الغيوم من دماغ يمير، و بحواجبه تم خلق عالم مدجارد عالم البشر و وضعوا فيه الأجسام التي خلقوها بإعطائها الروح من أودين و العقل من فيي و القدرة على التكلم و الرؤية و السماع من فيلي و تم احاطة هذا العالم بروموش يمير لمنع العمالقة من الدخول إليه. و من لحم يمير وجد الأقزام و عاشوا في الجبال و الخنادق.
[تحرير] نهاية العالم (راكنورك)
تعد نهاية العالم حسب الأساطير النوردية الأكثر تشاؤما بين الأساطير الأخرى. حيث ترى أن قوى الفوضى والدمار ستكثر وتخرج من سباتها لتقاتل الآلهة، وتحل الفوضى والدمار بالعوالم الأخرى. وعلى الرغم من معرفة الآلهه لمصيرهم وأنهم سيهزمون حسب النبؤة، إلا أنهم واجهوا مصيرهم بشجاعة وقاتلوا بضراوة. يقتل أودن على يد فنرير ويقتل ثور جورمنكاند ولكنه يموت أيضا بسبب سمه. لوكي آخر من يموت في هذه المعركة.
جانب التفاؤل في هذه المعركة هو علم الآلهة بأن قوى الفوضى والدمار مآلها إلى الخسارة في النهاية، وإيمانهم بأن عالماً جديداً سينبثق من دمار هذا العالم، وسيكون أفضل من سابقه.






