مرج دابق
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مرج دابق اسم منطقة بالقرب من حلب.
[[مـــرج دابــــق]] بلدة تقع في الشمال من الجمهورية العربية السورية (على بعد 48 كم من مدينة حلب) و هي تتبع منطقة أعزاز إدارياً وتقترب كثيراً من الحدود التركية-السورية. تتمتع هذه البلدة بالعديد من المقومات التاريخية التي تجعلها واحدة من أهم شواهد العصر على حقب كثيرة و فاصلة في التاريخ الإسلامي والعربي مشتملة على حقبتي الدولتين الأموية و العباسية بالإضافة إلى الحقبة المملوكية و العهد العثماني . و هي كانت بحق بوابة بلاد الشام من تركيا والأناضول إلى العالم العربي.
و قد ثبت في كتب التاريخ قيام العديد من الخلفاء الأمويين باتخاذ هذه المنطقة معسكراً لجنودهم المرابطين على التخوم الشمالية للأقاليم العربية حينها. و أشهرهم الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك (674-717 م) الذي توفي هناك سنة 717 م لأسباب أختُلف بماهيتها و منها أنه مات متأثراً بالتخمة أثناء إحدى مرابطاته على التخوم الشمالية وقد دفن سليمان على التل الموجود في القرية و هو شاهد على ذلك حتى يومنا هذا. وقد دفن إلى جوار الصحابي عبدالله بن مسافع على ظهر التل الموجود في مرج دابـــق.
و قد تسلم الخليفة الأموي (الراشدي الخامس) عمر بن عبد العزيز مقاليد الخلافة سنة 717 م وهو لها كاره ودون دراية منه أو حتى مشورة و قد كان أزهد الناس بالخلافة فقد رأى الخليفة سليمان في وصيته أن عمراً سيكون أجدر الناس بالخلافة من بعده و لكنه لم يدر أن عمر بن عبد العزيز سيحول مجرى التاريخ الإسلامي وقتها إلى ما كان عليه جده الفاروق عمر بن الخطاب من زهد وعدل وورع وحكمة. وفي دابــق شيد الخليفة عمر مسجده الذي يحمل اسمه حتى يومنا هذا وهو لا يزال يحتفظ بالكثير من معالمه الأصلية.
أكثر ما يُشهر مرج دابق عبر التاريخ هو المعركة التاريخية التي حملت اسمها والتي وقعت سنة 1516 م بين الدولة المملوكية و الإمبراطورية العثمانية و التي كان فيها النصر من نصيب العثمانيين.
لقد كان نصر العثمانيين على الدولة المملوكية بحلب مدفوعاً بعوامل كثيرة أهمها:
1- استخدام العثمانيين للأسلحة النارية وذلك لأول مرة في تاريخ الغزوات عبر التاريخ و قد كان هذا شيئاً لم يسمع عنه المماليك 2- بالإضافة إلى ذلك استغل العثمانيون خيانة بعض قادة حلب المملوكيين أمثال خاير بيك و جانبردي الغزالي، و تواطئهم مع العثمانيين 3- كان لعامل العدد التأثير الأكبر في النصر العثماني.
أما دابــق في الوقت الحالي فهي بلدة يعتمد أهلها على صنعتي الزراعة و التعليم. فرغم التزام أهل البلدة بميراث الآباء والأجداد من زراعة و تربية بعض قطعان الماشية إلا أنها شهدت عبر تاريخها تطوراً فكرياً ملموساً قدمت فيه البلدة نخبة من أبنائها المثقفين والمتعلمين كطلاب وخريجين أوائل على مستوى الجمهورية العربية السورية.
تشهد البلدة اليوم قفزة خدمية لا بأس بها وهي تحتوي على الكثير من المدارس ومراكز التعليم رغم عدد سكانها الذي لا يتجاوز الــ 15000 نسمة.
مشاركة: ياسر عبدالرحمن ابراهيم

