ملعب الشعب الدولي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[تحرير] ملعب الشعب وكولبنكيان والتأسيس والمعاناة
بقلم عمار علي الصافي / كووورة عراقية
فاتت السنين وتوالت ولم تشهد البنى التحتيه الرياضية
اي تطور او عمران ... وتبقى المشاريع مجرد احلام
ننتظر تحقيقها ... و في قطرنا ملعباً واحداً اصبح تاريخياً
في بلادنا لأنه الوحيد الذي يعتبر كملعب دولي لكرة القدم
في عراقنا الحبيب ... وهذا الملعب هو ملعب الشعب الدولي
الذي يقع في عاصمتنا بغداد جانب الرصافة ...
والذي وضعت اسسه في زمن الزعيم المرحوم
عبد الكريم قاسم ... ليضع بصمته كإنجاز له
في وضع الحجر الاساس لاكبر ملعب دولي في العراق ...
يومها كانت تلك الأرض شاسعة وخالية
طلب الزعيم بناء الحجر الأساس ...
ووضع حينها مبلغاً رمزياً واحتشدت الجماهير من حوله
والقى كلمة سمعها العراقيون عبر وسائل الاعلام ...
صرح فيها انها يعمل لإنشاء ملعب دولي كبير
وجاء العمل به عن طريق اتفاقية بين حكومته
وشركة (كولبنكيان) البرتغالية والتي مقرها في لشبونة
ويشرف على ادارتها (كالوست سركيس كولبنكيان )
وهو رجل الاعمال الثري الارمني العراقي الاصل...
وكان كالسوت يملك حصة من نفط العراق ...
ويحتفظ بنسبة 5% من مجموع الأسهم ...
وحصل علي هذه النسبة نتيجة لاكتشاف النفط
في اراضيه الواسعة التي كان يمتلكها
والواقعة في سنجق (لواء) كركوك التابعة لولاية الموصل
في زمن الحكم العثماني
ايام عهد السلطان عبد الحميد الثاني
ورجلنا الثري جمع ثروته بهذه الطريقة
اضافةً إِلى ظروف الحربين العالمتين الاولى والثانيه
التي ساعدته على تكوين ثروته الطائلة
من خلال تجهيز الجيوش المحاربة
وقدمت مؤسساته التي كان يديرها بإسمه وبامواله
الكثير من المشاريع والخدمات لشعبنا
رغم كونه خارج العراق اهمها
منح الزمالات الدراسية للطلبة في العراق واقطار العالم كافة
و بناء القسم الجديد
لمدرسة الارمن المتحدة الاهلية في بغداد
وانشاء مدرسة في زاخو عام 1969
وملعباً في كركوك و بناء كنيسة الارمن الارثوذكس
في ساحة الطيران ببغداد من 1954 – 1957
ومدرسة ثانوية للارمن في حي الرياض ببغداد
واصدار واهداء اعداد كبيرة من الكتب
والمناهج الدراسية للجامعات والكليات
والمعاهد ودور العلم العراقية ...
إِضافةً إلى أشرافها على بناء قاعة الشعب في بغداد
وقاعة الفن الحديث (كولبنكيان )
ومتحف الناصرية عام 1967
ومشروع بناء جامعة السليمانية
بكل مرفقاتها وهي أول جامعة يتم انشائها
في جنوب كوردستان العراق
وتم العمل الحقيقي لبناء هذا الملعب
في عهد الرئيس عبد السلام عارف ...
ليكون أكبر ملعب في عراقنا الحبيب
ليتسع إلى 50 ألف متفرج ...
و تصميم الملعب على شكل الحروف ( COI)
اما قاعة الشعب والتي صممها اعظم مهندس معماري
في العالم هو الفرنسي ( لاكو فرزية)
وضع تصميم هذه القاعة عام 1956
وتم تشييدها في بداية السبعينيات من القرن الماضي
و ملعب الشعب تم افتتاحه في 6 نوفمبر 1966
من قبل عبد السلام عارف
وجرت عليه مباراة الإفتتاح الودية التي جرت بين
منتخبنا العراقي ونادي بنفيكا البرتغالي
الذي حصل في نفس العام على المرتبة الثالثة
في بطولة كأس العالم التي اقيمت في انكلترا ...
يومها خسر منتخبنا بهدفين مقابل هدف واحد ت
قدم النادي البرتغالي بهدف ثم ادرك منتخبنا التعادل
عن طريق لاعبنا الدولي قاسم محمود المعروف بــ ( زويه)
وقبل نهاية المباراة بدقائق سجل اللاعب اوزبيو
هدف الفوز لبنفيكا في مرمى حارس منتخبنا الوطني
حينها المرحوم حامد فوزي ...
لتنتهي المباراة بفوز النادي البرتغالي 2-1
في أول مباراة تقام على ملعبنا الدولي
وشهد ملعبنا الكثير من الذكريات الجميله والاليمه
بعد افتتاحه وعلى مر أكثر من اربعين عام ...
ومن الذكريات الأليمة لملعب الشعب
هو طيران السقف الوحيد الذي يغطي المقصورة الرئيسية
في عاصفة ترابية عام 1969 يومها كانت هنالك
مباراة جميلة بين القوة الجوية ومصلحة نقل الركاب
والتي انهت بالتأجيل
وشهد هذا الملعب بعدها البطولات العالمية
حيث احتضن كأس الخليج الخامسة عام 1979
التي أقيمت في العراق
من 23 مارس 1979 إلى 9 إبريل 1979
و قد شاركت في هذه البطولة جميع الفرق الخليجية
و أستطاع منتخبنا العراقي لكرة القدم أن يفوز بلقبها
بعد أن فاز في جميع مبارياته
و قد حصل لاعبنا الكبير حسين سعيد
على لقب هداف الدورة برصيد عشرة اهداف
وحصل يومها حارس مرمى منتخبنا الوطني رعد حمودي
على جائزة أفضل حارس مرمى في الدورة
و حصل منتخب الكويت لكرة القدم على المركز الثاني
و جاء في المركز الثالث منتخب المملكة العربية السعودية
كذلك استضاف ملعب الشعب بطولة العالم العسكري
عام 1968 التي فازت بها اليونان
وكذالك في عام 1972
حيث قاد المرحوم عادل بشير وعمو بابا
منتخبنا العسكري للفوز بالبطولة
حيث تعادلنا مع تركيا (2-2) وسجل لنا
دكلص عزيز وعبد الرزاق احمد
وفزنا على اليونان بهدف سجله عمو يوسف
وتعادلنا مع إيطاليا بعد هدف صاروخي
سجله عبد الرزاق احمد
وفي المباراة الحاسمة فاز منتخبنا يومها على ساحل العاج
بثلاثية لعلي كاظم وعمو يوسف الذي سجل هدفين
ومثل منتخبنا في هذه البطولة
الحارس جلال عبد الرحمن ودكلص عزيز
وصاحب خزعل وعبد كاظم ومجبل فرطوس
وقيصر حميد ومجيد علي وعبد الرزاق احمد
وعمو يوسف وعلي كاظم ونوري ذياب
وصباح حاتم وشدراك يوسف
وكاس فلسطين وغيرها من البطولات العالمية
كذلك احتضن مباراة ودية عالمية لا تنسى
مع مصر عام 1983
وفلامنغو البرازيلي الذي كان يلعب معه
سقراط وزيكو وخسرنا حينها بهدفين
ورومانيا عام 1986
كما شهد ملعب الشعب أكثر مبارتين
حزناً للجمهور الرياضي العراقي
وهي مباراة منتخبنا امام الكويتي الاولمبي
ضمن تصفيات اولمبياد موسكو في بغداد
يوم 31 من آذار عام 1980 يوم خسرنا بنتيجة 3-2
بعد احتساب الحكم الماليزي ضربة جزاء
ضد لاعبنا حسن فرحان انهت احلامنا بالصعود إلى الاولمبيات
ومن ينسى مباراتنا مع قطر في ملعب الشعب
ضمن المنافسات المؤهلة للدور الثاني
من تصفيات كأس العالم 1990
يوم اخطأ الحارس احمد جاسم
وتم تسجيل هدف قطري في مرماه في الدقيقة الاخيرة
من المباراة المصيرية بعد ان كنا متقدمين بنتيجة 2-1
كما احتضن ملعب الشعب أَقوى مبارياة الدوري العراقي
التي جمعت الزوراء والقوة الجوية والشرطة والطلبة ...
اضافة إِلى اقوى البطولات العراقية ...
وفي التاسع من ابريل سنة 2003
بعد الغزو الامريكي لبلادنا تعرض ملعب الشعب الدولي
الى قصف اميركي ... عمل ضراراً كبيرراً بمدرجاته ...
وحدثت حفرة كبيرة في وسطه وتم اغلاقه ...
واستخدم كمهبط
للطائرات المروحية الأمريكية على ارضه ...
بعد ذلك تم اعادة اعمار ملعب الشعب ليعود للحياة ...
بعد اتفاق جرى بين احمد الحجية رئيس اللجنة الاولمبية
وحسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم
وعلي فائق الغبان وزير الشباب والرياضة ...
كما خصص الحاكم المدني الامريكي في العراق
بول بريمر مبلغ ثلاثة ملايين دولار في 8 ابريل
2004 وشملت عملية الإعمار زرع ارضية الملعب
بالثيل الاجنبي ووضع مبازل لتصريف المياه
وذلك بعد ان ازيلت التربة وبدلت وفرشت بالرمل الناعم ...
وتم تصليح ساعة الملعب وتبديل السياج
وتصليح المدرجات وتغيير مكان بيع التذاكر
ببناء بناية خاصه لذلك وتوفير اناءة جيدة للملعب
ومرشاة الثيل وغيرها من الامور
بعدها اعيد افتتاح الدوري العراقي
واحتضن ملعب الشعب مبارياته
واقيمت احتفالية جماهيرية رائعة بمناسبة عودة الروح اليه ... يومها اهدى فريق الزوراء جمهوره الكبير
فوزا ثمينا على فريق الشرطة
في افتتاح مباريات دوري النخبة ...
حينها استطاع الزوراء ان يزرع هدفين في مرمى الشرطة
جاءا في الشوط الثاني من المباراة
الآن ملعب الشعب عاد ليعاني الإهمال ...
وان التطورات التي اجريت عليه ...
هي تطورات لا تقدر بثمن بالنسبة للوعود التي اعطيت ...
واصبح ملعبنا الدولي ليس بمستوى الطموح ...
واصبح كهلاً ولو كان هذا الملعب في اي دولة اجنبية
لأحيل للتقاعد ... او ربما قد يهدم ...
فلا نعرف سبب هذا الإهمال ...
فهل هذا هو ما يستحقه هذا الملعب التاريخي
الذي لطالما احتضن انجازات العراق ...
هل هذا ما يستحقه الملعب الوحيد الدولي في قطرنا
الذي قد يكون قادراً على استيعاب المبارياة الدولية ...
نحن مللنا من الوعود التي تتكلمعن بناء الملاعب
في قطرنا العزيز ... فسمعنا بملعب بغداد الخيالي
الذي سوف نراه كما يبدو طوال عمرنا فقط بصورته
المعروضه منذ سنين كمشروع ...
وربما سيكون ملعب البصرة هو نكتة الموسم ...
الذي يقال انه سيحتضن كاس الخليج ...
لا نتصور اقامة هذه الملاعب
وملعبنا الام بهذه الصورة من الإهمال ...
فتعاقبت الادارات وتغيرت المناصب وهدرت الاموال
ولاشيء حقيقي يحسب لهم ...
سوى الاعمال ذات الفائدة الشخصية
التي تعود عليهم بالارباح والأموال
ولا نعرف اين تذهب ميزانية الدولة
المخصصة للرياضة وميزانية اتحادنا
ووزارة الشباب والرياضة واللجنية الآولمبية ...
خاصةً بعد ما نراه من عدم تطوير
اي منشآة رياضية وافلاس النوادي
وعدم اقامة المعسكرات التدريبية الناجحة ...
نحن نتمنى ان نرى بصمة حقيقة
لإعادة الجمالية والحياة لملعبنا ...
ملعب الشعب الدولي ... فنحن العراق
بلد النفط والموارد والحضارات ...
وملعبنا هذا هو رمز من رموز
تاريخ امجاد الكرةالعراقية

