مستخدم:MJ80

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

== نص عنوان رئيسي == قوم عاد يستسقون بمكة نص عريض لما كذبت عاد هود عليه السلام توالت عليهم ثلاث سنوات، لم يروا فيها مطراً! فبعثوا من قومهم وفداً إلى مكة، ليستقوا لهم، ورأسوا عليهم قيل بن عنق ولقيم بن هزال، ولقمان بن عاد، وكان أهل مكة إذ ذاك العماليق، وكان سيدهم بمكة معاوية بن بكر.

فلما قدموا نزلوا عليه، لأنهم كانوا أخواله وأصهاره، فأقاموا عنده شهراً، وكان يكرمهم، والجرادتان تغنيانهم، فنسوا قومهم، فقال معاوية: هلك أخوالي، ولوا قلت لهؤلاء شيئاً ظنوا بي بخلاً، فقال شعراً، وألقاه إلى الجرادتين، فأنشدتاه، وهو:

ألا ياقيل ويحك! قم فهيــــم لعل الله يبعثها غمــامـــا فيسقى أرض عاد، إن عـــاداً قد أمسوا لايبينون الكلامـا من العطش الشديد فليس نرجو به الشيخ الكبير ولا الغلاما وقد كانت نساؤهم بخيــــــر فقد أمست نساؤهم أيامـــى وإن الوحش يأتيهم جهـــاراً ولا يخشى لعــاد سهــامـــا وأنتم ههنا فيها أشتهيتــم نهاركم وليلكم إلتمــامــا فقبح وفدكم من وفد قــــوم ولا لقوا التحية والسلامــا

فلما غنتهم الجرادتان بهذا قال بعضهم لبعض: ياقوم، إنما بعثكم قومكم يتغوثون بكم!

فقاموا ليدعوا، وتخلف لقمان، وكانوا إذا دعوا جاءهم نداء من السماء: أن سلوا ما شئتم، فتعطون ما سألتم! فدعوا ربهم، وإستسقوا لقومهم، فأنشأ الله ثلاث سحابات: بيضاء وحمراء وسوداء، ثم ناد مناد من السماء: ياقيل، إختر لقومك ولنفسك واحدة من هذه السحائب!

فقال: أما البيضاء فجفل، وأما الحمراء فعارض، وأما السوداء فهطل، وهي أكثر ماء، فأختارها!

فنادى مناد: قد إخترت لقومك رماداً رمدداً، لا تذر من عاد أحداً، لا والداً ولا ولداً!

وسير الله السحبة التي إختارها إلى عاد، ونودي لقمان سل، فسأل عمر ثلاث أنسر، فأعطي ذلك!

وكان يأخذ فرخ النسر من وكره، فلا يزال عنده حتى يموت! وكان آخرها لبد، وهو الذي يقول فيه النابغة:

أضحت خلاء وأضحى أهلها أحتملوا أخنى عليها الذي أخنى على لبــد