ميناء سواكن

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

سواكن ميناء في البحر الاحمر في دولة السودان واشتهر قديما وكانت الرحلات تمر به بعد عبور المواني المجاوره له مثل ميناء جدة وميناء أملج وميناء ينبع في اللملكة العربية السعودية وميناء القصير وميناء سفاجة في دولة مصر

هناك معتقد تاريخي/ديني بان النبي سليمان كان يسجن فيها الجن ويقال بان اسمها كان سواجن


هذه بذرة مقالة عن الجغرافيا تحتاج للنمو والتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.

تقع سواكن على الساحل الغربي للبحر الأحمر على خط عرض 19.5 درجة شمال خط الاستواء وخط طول 37.5 درجة شرق , وهي كانت في الأصل جزيرة سواكن ثم توسعت إلى " القيف" وما جاوره فغدت مدينة سواكن التي تضم الجزيرة و"القيف" و "كاس الدور" و"الملكية" و"المشيل" و"اندارا "و"الليلي" وغيرها...


سواكن المجيدة - أم المدائن السودانية - سواكن التاريخ الماثل للعيان ، هذه المدينة تمثل الأثر الإسلامي الوحيد في بلاد السودان، وتمثل الحضارة السودانية بكل حقبها التاريخية عربية وفارسية وتركية وهندية، فلكل حضارة من هذه الحضارات لمسة وإضافة علي ثغر السودان سواكن عروس البحر الأحمر . فهي عند البجة اوسوك أي السوق، فهي السوق الوحيد لمنتجات بادية البجه إذ لم تكن للبجة مدينة سواها للتجارة وتبادل المنافع . وكلمة سواكن كما يقول المؤرخ المصري الشاطر بوصيلي، كلمة هندية تعني المدينة البيضاء أو مدينة الأمان، فهي بر السلامة لأنها أول مدينة تصل إليها السفن في ذلك التاريخ عند قدومها من الشرق الأوسط . فهي ليست سواجن كما يقول مروجو الأساطير فهي سواكن الخير لأهل الأرض أجمعين، فقد استوعبت سواكن كل الأعراف والملل عبر تاريخها واحتضنت الجميع . فتمازجت الحضارات وتلاقحت الثقافات فكان النتاج مجمع السواكنية الذي يشهد له تاريخ السودان بالأيادي البيضاء وطيب الأحدوثة، فقد قامت سواكن علي أكتاف المهاجرين من جزيرة العرب فكانت قبائل بلي اليمنية التي منها عرف البجة لغة العرب "البلويت "، أطلقوا هذا الاسم علي كل عربي، ولقد شهد لهم التاريخ بأطيب المواقف علي مر التاريخ. ثم وفدت الهجرات الأخرى بعد الفتح المصري ومن قبل ذلك في فترة الحكم العثماني رغم قصرها إلا أنها أبعدت الخطر البرتغالي عن المدينة، فقد تصدي أهل سواكن للأسطول البرتغالي وردوه عن مدينتهم الساحرة التي وصفها مؤرخ الحملة البرتغالية ببرشلونة الشرق، ولقد رسم لها بعض الفنانين صورا أوضحت مدي ازدهار المدينة وجمال عمرانها . فسواكن أول مدينة سودانية عمرت بالمباني العالية والمباني الثابتة، فكانت قصورها الشامخة لا مثيل لها في المنطقة ، وكانت مدينة التجارة والمال علي البحر الأحمر والشرق العربي كله ، وكانت تمون بلاد الحجاز بالحبوب واللحوم والسمن والعسل . ولقد زار سواكن كثير من الرحالة عبر تاريخها بدءا بابن بطوطة 1324م، والكثير من الرحالة الأوربيين مثل صوميل بيكر والدكتور جنكر واسترجو سياد ليمنر، ولقد زارها الكثير من القادة والزعماء عبر تاريخها، فلقد زارها خديوي مصر عباس حلمي الثاني، وزارها اللورد النبي والكثير من عظماء الغرب . ولقد ساهمت مدرسة سواكن الأميرية التي أسست عام 1895م، في دفع عجلة الثقافة والعلم بالبلاد، ففيها درس رواد الفكر السوداني والثقافة في البلاد مثل إبراهيم محمد علي حمو وشاعر السودان حسن الكردي ومؤرخ شرق السودان محمد صالح ضرار والأستاذ عبد القادر اوكير و الرئيس الفريق إبراهيم عبود . ولقد ساهم الاستعمار في انهيار المدينة مطلع القرن العشرين لان سواكن كانت تمثل له الشاهد الحي علي حضارة العرب والمسلمين بالسودان، وبما إنهم دعاة الحضارة الغربية، أرادوا لها الموت حتى تندثر ولم ينسَ المستعمر دور احد أبناء سواكن الميامين في حرب الاستعمار ألا وهو عثمان دقنة السواكني، الذي دوخ الاستعمار وحمي ظهر الثورة المهدية وقام حارساً لساحل البحر الأحمر .

****************************************************************


وهذه قصة عن سواكن .. يحكى ان .. يحكي أنه في جميل من الزمان و معروف من المكان عاشت فتاة مختلفة , فتاة عرفها الناس فتاة..., لم يعرفوها طفلة ولا عرفوها صبية , عرفوها كاعبا فاتنة تخطف الأبصار وتخلب الألباب , وهم لا يذكرون أباها ولا أمها ولا طفولتها ومع ذلك أحسوا منذ أول يوم رأوها فيه بأنهم يعرفونها حق المعرفة ! فتاة مختلفة حقا. ...مختلفة عما حولها في مظهرها....فقد كانت بيضاء ناصعة حتى قيل إنها قد شيدت بالحليب الخالص، بينما كان ما حولها أغبر. و مختلفة في ملبسها.... فقد كانت ترتدي " المالاكوف " و "الساري الهندي " بينما كان جاراتها يكتفين بالتوب إن وجد . وكانت لا تخرج إلى الطريق حتى لا ترى الرجال أو يرونها , وان اضطرت لمخاطبة الرجال فعلت ذلك من وراء حجب أو من خلف المشربيات الخشبية التي كانت من مميزات وضروريات دورها وقصورها. ... و مختلفة عما حولها في مطعمها... فقد كانت توفر لنفسها و لضيوفها صيد البر وصيد البحر! كان صيد البحر لديها في كل مكان , ولم يكن صيد البر بعيدا...إذ كان يكفيها أن ترسل صبيانها إلى " وهجايت قبا " أي (سدرة الأسد ) فيرجع أصغرهم وقد أوقر حمارا بالآرام والغزلان والثعالب. وكان طبقها الرئيسي الأرز بينما كان جيرانها يفضلون الذرة. وكانت تتفكه فتوفر البطيخ اليافاوي والتمر العراقي والتفاح الشامي و..كل خيرات الجزيرة العربية والهند. وكانت مع جمالها وفتنتها كريمة متواضعة : فتحت بيتها لكل طارق , اجتمع فيها الحضرمي اليمني بالكابلي الأفغاني بالكاظمي العراقي بالشنقيطي فأغنت كلا منهم وصارت له أهلا ووطنا . ... كانت ديّنة تحب رجال الدين... فقصدها العلماء والفقهاء -" ومن آخر من قصدها منهم الشيخ المجذوب وتاج السر الميرغني"- ففتحت لكل من قصدها منهم قلبها وبيتها وأعدت لهم المساجد و المنابر والزوايا والتكايا. وكانت حكيمة أيضا ... اجتمع فيها الحنفي والشافعي مع المالكي فساستهم وأصلحت ما طرأ من خلاف بينهم , وجعلت لكل منهم مسجده وقاضيه وخطيبه, فعاشوا متحابين متآلفين كما جدر بأبناء الأمة أو الأم الحكيمة التي لا تفرق بين أبنائها. أما الضيوف العابرين إلى جدة-أي الحجاج – فقد كانوا شغلها الشاغل , كان موسمهم عندها يوم عرس تشمر فيه عن ساعديها وتخدمهم خدمة لا ترجو من ورائها أجرا أو شكرا من بشر , فقد كانت تعتبرهم سبب وجودها ومهمتها في الحياة ..أو ليسوا ضيوف الرحمن ؟ أو ليست هي ميناء الحج الأول في أفريقيا؟ أو ليست أقرب المواني إلى جدة ؟ وكان إكرامها لهم يصل إلى حد أنها كانت تزودهم ولو بقوت أولادها فتعَوَّد أهل جدة أن ينتظروا الآتين منها بفارغ الصبر لأنهم يأتون بالعسل والسمن و" الخروف السواكني". و مع الأيام انتشر ذكرها واتسعت شهرتها, فتسامع بها الناس وعشقوها حتى قبل أن يروها... كثر عشاقها فكان منهم من يصلي إليها – لأنها في اتجاه مكة لأغلب أهل أفريقيا – ومنهم من أتى إليها مشيا من ساحل المحيط الأطلسي في رحلة استغرقت أشهرا وربما أعواما أحيانا , ومنهم من قطع إليها المحيط الهندي وبحر العرب , فلم يجد فيهما جزيرة تقريه بالبقاء غيرها.

وسمع بها الشعراء ..., فرغبوا فيها ونظموا فيها القصيد: شوقا قبل أن يروها, وحزنا ولوعة حين فارقوها, فكم من شاعر حن إليها أو بكى عليها. وسمع بخصالها السراة والوجهاء فرغبوا فيها وتنافسوا في خطبتها واغلوا لها المهر , ولكن أباها – السلطان العثماني – رد كل الخاطبين , حتى فتنت محمد علي باشا والي مصر, وخطبها.... فتمنعت عليه ,... ثم رضيت بعد أن أغلى لها المهر الذي اشترطت أن يكون لحجاج بيت الله. ومات عنها محمد علي فعادت إلى بيت أبيها وهي أكثر جمالا. وكانت تزداد جمالا وبهاء كلما مرت السنين, فعاد "أحفاد!" زوجها الميت (محمد علي ) لخطبتها, فتمنعت وفي النهاية رضيت بالخديوي إسماعيل الذي تعهد لأبيها بإكرامها وبصرف مبلغ سنوي لوالي الحجاز عوضا عنها. وزادها الزواج جمالا..ولكن...... وقع زوجها ضحية المرابين اليهود الذين خدعوه عامدين, فأعلن إفلاسه, ولكنها لم تهتم كثيرا, فقد كانت قادرة على الاستمرار في استقبال ضيوفها – ضيوف الرحمن- وخدمتهم !. و لكن المرابين الذين استولوا عليها من ضمن ممتلكات زوجها كانوا يريدون تهيئتها لضيوف من نوع آخر... ضيوف جاءت أول دفعت منهم بحجة تعليم أبناء سواكن , ففرحت بهم ولكنها سرعان ما أوجست خيفة منهم عندما رأتهم يرفعون الصلبان ويقرعون الأجراس فخافت على مسامع بنيها من ضجيجهم وانصرفت عنهم , فتركوا مبنى مهجورا يسمى الكنيسة وذهبوا يهيئون ضرة لها بعد أن انقطع أملهم فيها. .........وفجأة ........ انقطع عنها الضيوف ..., ولا قدرة لها على العيش من غير ضيوف فهم حبها وهوايتها وأنسها وبهجتها والسبب الذي يجعلها تزداد جمالا .... وبانقطاع الضيوف انتهى جمالها وظهرت عليها آثار السنين , وليت الأمر اقتصر على الضيوف , فقد فر الأبناء أيضا ! نعم حتى أبنائها الذين ما كانوا يرضون بها بدلا فروا منها ولحقوا بالضيوف , ولم يبق فيها سوى القليل من الأوفياء.** *** * *** ** وحارت .... ما الأمر ؟ لماذا لم يعد الضيوف يأتون ؟! لماذا فر الأبناء ؟! وحين عرفت السبب أخذ منها الحزن كل مأخذ! . أما الضيوف..... فقد أصبحوا يفضلون السفر بالطائرات , وأما الأبناء ....فقد ذهب أغلبهم إلى بورتسودان وبعضهم إلى جدة والبعض إلى أم درمان. حزنت الفتاة , وبين عشية وضحاها صارت عجوزا.... بيوتها التي ضرب المثل بجمالها صارت تتداعى بيتا بيتا , أنواع وأجناس البشر الذين جمعتهم بين ضلوعها صارت تفقدهم جنسا جنسا , سالت دموعها حتى جفت " الفولة " ويبست "شاتا" وتحجرت آبار "قب " . .. وبعد جفاف الدموع بكت دما و حجارة! , صارت حجارة بيوتها البيضاء الجميلة تتساقط كقطرات المطر وتختفي في قمائن الجير...صارت تحتضر... وتناهت إليها أنباء بأنهم يفكرون في علاجها , فقالت في نفسها ( هيهات .. هيهات .. و كأنهم لا يعرفون مرضي؟ بظنونه شيخوخة؟ وهل يشيخ المرء بين ليلة وضحاها؟ ردوا أبنائي وضيوفي ..وإلا ..فدعوني أموت ), ولكنهم احضروا الطبيب..... فحصها الطبيب وقال إنها حبلى ؟ واندهشوا.. كيف وهي عجوز فانية ؟! قال لهم الطبيب ( لا تنسوا أنها كانت شابة قبل 24 ساعة). وفرحت هي بالحمل الذي ما كانت قد شعرت به حتى تلك اللحظة , وتحسسته ، قالت في نفسها (أتراني سأنجب ثانية مثيلا ل عثمان دقنة , ابني الفارس البطل؟ ) . و لكنها حدست أنها ستضع بنتا لا ابنا، فاستجمعت قواها كي لا تموت قبل أن تضع الحمل وترى وريثتها. وجاء مخاضها في ظروف صعبة من الجفاف والتصحر والحصار الاقتصادي و و و... ولكنها قاومت حتى لا تموت دون وارث , وآلت في نفسها ألا تموت قبل أن ترى عيون بنتها ... ولكن ...............يا للهول! سواكن الحجازية تلد بنتا لا تشبهها في شيء.. بنتا تفضل عابري السبيل على ضيوف الرحمن ، بنتا ليس لديها "بيت مسكين" ولا " شاتا " ولا قطرة ماء في الفولة ، بنتا لا ... باختصار.... بنتا لا تنتمي لأمها بأي شكل...... هنالك قالت الفتاة العجوز " الآن طاب الموت"..وأسلمت الروح