فايكنج
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الفايكينج مصطلح يطلق بالغالب على ملاحي السفن و التجار و المحاربين الذين نشأوا في المناطق الإسكندنافية الذين هاجموا السواحل البريطانية و الفرنسية و أجزاء أخرى من أوروبا في أواخر القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر (793م-1066م)و تسمى بحقبة الفايكينج, كما يستعمل على نحو ٍ أقل للإشارة إلى سكان المناطق الإسكندنافية عموما ً. وتشمل الدول الاسكندنافية كلا من السويد والدنمارك والنرويج وايسلندا. وعلى الرغم مِنْ سمعة الفايكينج السيِّئة وطبيعنهم الوثنية الوحشيةِ، تحول الفايكنكز خلال قرن أَو إثنين من الزمان إلى المسيحيةِ وإستقرّوا في الأراضي التي هاجموها مسبقاً,و في نفس الوقت، بنى الفايكنغ مستوطنات جديدةَ في آيسلندا، جرينلند، أمريكا الشمالية، والأطلسي الشمالي، اضافة إلى تَأسيس ممالكِ في شبه الحزيرة الإسكندنافية على طول الحدود مع الممالكِ الأوروبيةِ في الجنوبِ. ونتيجة لاندماجهم في أراضيهم الجديدةِ، أصبح منهم المزارعين والتُجّارَ الإضافة إلى الحُكَّامِ والمحاربين. أشتهر الفايكيج ببراعة ملاحتهم و سفنهم الطويلة, و إستطاعوا في بضعة مئات من السنين السيطرة و إستعمار سواحل أوروبا و أنهارها و جزرها.حيث احرقوا وقتلوا ونهبوا مستحقين بذلك اسمهم الفايكنج الذي يعني القرصان في اللغات الاسكندنافية القديمة. يعتبر إنتهاء الفايكينج مع إنتهاء معركة جسر ستامفورد عام 1066م.
[تحرير] النورمان شعوب الشمال
للاسف توجد القليل من السجلاتِ المكتوبةِ للفايكنغ قبل اعنتاقهم المسيحيةِ. نتيجة لذلك ، فان المعلومات المتوفرة تعودإلى سجلاتِ اوجدت مِن قِبل أولئك الذين كَانوا أعداءً للفايكنغ أو ضحايا لهم، والى الدلائل الآثرية والطبيعية، والى النصوص الادبية المتاخرة للفايكنغ التي مجدت بشكل كبير-شانها شان النصوص الادبية لغيرهم من الامم( والتي مجدت ابطالها )- ماضيهم البطوليِ.
اعتمد النسيج الإجتماعي لشعوب ماقبل الفايكنغ والفايكنغ على صلاتِ العائلات الممتدة والروابطِ الناشئة عن طريق الزواجِ, وكانت النزاعات الدموية والزيجات الدبلوماسية جزء من حياةِ الطبقة الراقيةِ,و على الرغم من لَعب العبوديةُ لدور هام في الإقتصادِ، كما هو الحال في المجتمعات المحلية للملكيات العظيمة، فقد قام الهيكل الإجتماعي الأساسي على المزارعين الأحرارِ الصغار الذين دانوا بالولاءَ وبالتالي دفعوا الضرائب إلى رأس العائلةِ او زعيم القبيلة، أَو إلى الزعيم المحلي أَو النبيلِ, وبالتالي إختلفَ هؤلاء الرؤساءِ النبلاء عن أتباعِهم في الثروةِ والقوَّةِ، لكن الاختلاف كَانَ نتيجة للدرجةِ وليس للحدودِ الإجتماعيةِ الصارمةِ أَو الارث الطبقي للنبلاءِ. عندما أصبحَ زعماء الفايكنع المحليون قادة، أصبحَ اتباعهم المزارعون بحّارتِهم، وعلى الأرضِ، جنودهم. بسبب المناخِ القاسيِ والعديد مِنْ المشاريعِ التي أَخذت رجال الفايكنغ مِنْ بيوتهم لفتراتِ طويلة، تَمتّعت بعض النساء الحرائر بقاعدة من المسؤولية والسلطة على العائلة والشؤون الإقتصادية لم يشهد مثلها للنساء في مكان آخر من أوروبا الغربية.
في المناخِ القاسيِ لإسكندنافيا، عاشَ السكان المتفرّقون بشكل كبير على الزراعة، صيد السمك، والتجارة — البحرية في الغالب . شَابهتْ منظمة الفايكنغ السياسيةِ تلك الموجودة لدى الألمانِ الأوائِلِ مجتمع الرؤساءِ المحاربِين والأتباعِ المواليينِ. على أية حال، لم يسبقَ للعالم الاسكندنافي ان وقع تحت التأثيرِ الرومانيِ أَو المسيحيِ، وسكانه كانو قلة ومُتفَرَّقَين. وكنتيجة لذلك ، لَمْ تتحول هذه المجموعاتِ إلى الممالكِ حتى الوقتِ الذي بَدأَ فيه الفايكنغ بالمُخَاطَرَة في هجماتِهم في غضون سنة 800. لعِدّة أجيال بَعْدَ أَنْ بَدأتْ الهجماتَ، كانت فِرق الدنماركيين أَو الفايكنغ أَو النورمان، كما عُرِفوا في أوربا الغربية، تعمل في الغالب كفرق منفصلة وعلى نطاق ضيقِ، في اختلاف كبير عن الحملات الملكيةِ أَو غزوات الفاتحين الكبيرةِ.
كان دين الفايكنغ قَبْل المسيحية مشابهاً لدين القبائلِ الألمانيةِ الأخرى, حيث قدسوا عدداً مِنْ الآلهةِ، مثل أودين (Odin) إله الحربِ وزعيمِ الآلهةِ النرويجيةِ؛ ثور(Thor) إله الرعدِ؛ وبالدير(Balder ) إله الضوءِ. إعتقدَ محاربو الفايكنغ بأنهم إذا ماتوا بشكل بطولي فإنهم سيدعون للسكن مع Odin في فاهالا ، قصره في عالمِ الآلهةِ. تُعارضُ الآلهةُ النرويجيةُ مجموعة كبيرة من العمالقةِ الشريّرينِ، تحت قيادة لوكي Loki. إعتقدَ الفايكنغ بأنَّ الآلهة والرجال سيحطمون في النهاية في الراجناروك Ragnarok ) ) معركة هائلة ضدّ العمالقةِ، ومع ذلك سيكون هناك عالم سلمي جديد يَظْهرُ من قعر الكارثةِ.
كان الإقتصاد الأساسي لإسكندنافيا إقتصاداً زراعياً. كان الفصلُ الزراعي القصيرُ كافياً لتَلْبِية الحاجة من حبوبِ، وعلف الماشيةِ والمخزون . ولأن الناسَ في هذا العالمِ عاشوا في الغالب على طول السواحلِ، لَعبَ صيدُ السمك و تجارة البحرِ دوراً مهماً في حياتِهم. حتى قبل هجماتِ الفايكنجَ إهتمت أسواق أوروبا إلى الجنوبِ بالسلعِ الخامِ القادمة من بحر الشمال و البلطيق, كالفراء، الخشب، الكهرمان ، والعبيد (الذين كانوا يجلبون غالباً مِنْ المناطقِ السلافيةِ).
[تحرير] غزوات الفايكنغ
بَدأ الفايكنكزُ بمُهَاجَمَة جيرانِهم الجنوبيِين بجدية حوالي 800. هذه الهجماتِ، والغزوات اللاحقة، إتّخذَت أشكالاً عديدة وإمتدَّ في العديد مِنْ الإتّجاهاتِ. في الجُزُرِ البريطانيةِ والأجزاءِ الفرنسيةِ للإمبراطوريةِ الكارولنجية ، وفي الاندلس( اسبانيا حالياً),كان هناك تطور مثير جداً؛ تَغيّرتْ الهجماتُ بشكل تدريجي مِنْ هجمات الضرب والهروبِ إلى الغزواتِ الأكبرِ والأكثر طموحاً التي أسست فيها فِرقَ البحّارِة المهاجمين القواعدَ التي قضوا فيها فصل الشتاءَ. في النهاية، في اواسط القرن التاسعِ ، نَمت الجيوش في الحجمِ.و أصبحَ العديد مِنْ الرجالِ مستعمرين في الأراضي التي ظَهروا فيها أولاً كلصوص ومهاجمين,ثم بَدأوا بالتَحول إلى المسيحيةِ و جَلبوا عائلاتهم من الوطن الام او تَزاوجوا مَع السكان المحليّينِ. في مناطق مثل شمال إنجلترا ،و نورماندي على الساحل الشمالي فيما يعرف الآن بفرنسا، ادى الاختلاط بالسكان والثقافاتِ الذي نتج مِنْ هذه المستوطناتِ إلى مزيج جديد مِنْ المجموعات العرقيةِ، اللغات، والمؤسسات.و بسبب إهتمامِهم بالتجارةِ، شجع الفايكنغَ النموالحضاري، واسسوا العديد مِنْ المُدنِ والبلدات، مثل يورك في إنجلترا ودبلن في إيرلنده، والتي ظَهرت كمراكز تجارية بارزة.
لَمْ تُذْكَرُ الدوافع لهجماتِ الفايكنكَ في أيّ نَصّ واضح أَو موثوق. ثروة الجنوبِ التي كانت معروفة لزمن طويل مِنْ قبل التجار والمسافرين، كَانَ مصدراً يسيل له اللعاب. النمو السكانِي المتزايد في القرنين الثامنِ و التاسعِ فرض ضغوطاً متزايدة على إسكاندنافيا المحدودة الموارد من اجل مصادر جديدة للغذاءِ والأرض غير المملوكة. ومن المحتملُ ان الحروبُ الوحشيةُ التي جرتْ مِن قِبل شارلمان- حاكمِ المملكة الكارولنجية - ضدّ السكسونيين في ألمانيا في القرن الثامنِ لَرُبَما حذّر النورمان من عدو قوي إلى الجنوبِ.
قَدْ تكون هذه الهحمات قد حفزت بالتغيرات السياسية في إسكندنافيا, فظهور الحكومات الملكيةِ الأكثرِ مركزيةً والمؤسسات السياسية لَرُبَما كانت فد دَفعت العديد مِنْ الزعماءِ الأقلِ نفوذاً ورؤساء القبائل ، الذيك تَعوّدوا لمدة طويلةعَلى الإستقلالَ والإعتمادَ على الذات، للبَحْث عن آفاق جديدةِ. ولهذا ذهب العديد مِنْ زعماءِ الحرب إلى البحار, وعندما عادوا كَانوا قادرين على أَخْذ رجالِهم وعائلاتهم مَعهم.
[تحرير] الفايكنغ في انجلترا
حول 800، هاجمَ الفايكنغ سواحلَ الجُزُرِ البريطانيةِ والأجزاءِ الغربيةِ للإمبراطوريةِ الكارولنجية. سجّلَ السجلُ الأنجلوسكسونيُ وصولُهم“ في هذه السَنَةِ [793م] دمر الرجالِ الوثنيينِ كنيسةِ الله بتعاسة في لنداسفرين[جزيرة مقدّسة، على الساحلِ الشمالي الشرقيِ لإنجلترا]، ومارسوا النهبِ والذبحِ.كانت هذه بدابة الهجوم ، لكن الهجوم الفعلي بدأ في سنة 865م, عندما قامت قوة تحت قيادة أبناء رجنار لودبروك –هلفدين وانوار وتوبا- باحتلال الممالك القديمة في انجليا و نورثامبيا و مرسيا . لكنهم لم يستطيعوا اخضاع ويسيكس التي كانت تحت حكم الفريد العظيم ،الذي قام فيما بعد بعقد هدنة مع الفايكنغ سنة 878م كانت فيما بعد اساساً لمعاهدة عقدت سنة 868 م .ورغم الوضع القائم بوقوع مُعظم إنجلترا في الأيدي الدانماركية والضغوط التي عاناها الفريد العظيم نتيجة وصول الجيوشِ الجديدةِ مِنْ الفايكنغ من سنة 892 إلى 899 ، إلى ان الكلمة الاخيرة كانت لالفرد ومن ثم لابنه ادوارد الكبير الذي تمكن فيما بعد باسترداد الاراضي التي كانت تحت سيطرة الدانمركيين ، وقبل موته سنة 924 كانت المعاقل الاخيرة للفايكنغ مرسيا القديمة و شرق انجليا قد سقطت في ايديه . لكن نورثامبيا البعيدة قاومت لمدة اطول تحت قيادة فايكنغ ايرلندا ،لكن القوة الاسكندنافية هناك كانت قد حيدت نهائياً سنة 954 م من قبل ادارد .لكن غزوات الفايكنغ على إنجلترا استئنفت ثانيةً في 980 م، وأصبحتْ البلاد في النهاية جزءاً من إمبراطوريةِ كانوت. على الرغم من هذا، أُعيدَ البيت المحلي بسلام في سنة 1042م، وتهديد الفايكنك إنتهى بالهجمات الغير مؤثّرةِ مِن قِبل كانوت الثّاني في عهدِ وليام الفاتح .

