كريمونا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Cremona كريمونا ، مدينة شمال إيطاليا ، في إقليم لومبارديا ، و عاصمة مقاطعة كريمونا عدد سكانها 71.052 نسمة ، تقع على الضفة اليسرى لنهر بو ، في سهل بادانيا ، اسسها الرومان 218 قبل الميلاد ، مع بياتشنسا ، تشتهر بالزراعة و الصناعات الغذائية المختلفة .
فهرست |
[تحرير] التاريخ
[تحرير] التاريخ القديم
ذكرت كريمونا لأول مرة في التاريخ باسم مستوطنة سينوماني القبيلة الغالية (السلتية) التي وصلت إلى وادي بو حوالي سنة 400 قبل الميلاد . ومع ذلك يرجح أعطيت اسم كريمونا من قبل المستوطنين الأوائل . في عام 218 ق.م أقام الرومان فيها أول ثكنة عسكرية (مستعمرة) شمال نهر بو . كريمونا و بلاسنتيا القريبة (بياشنسا الحالية جنوب بو) أسستا في العام نفسه ، كقواعد إختراق في ما أصبحت تعرف بالمقاطعة الرومانية Gallia Cisalpina (الألب الغالي) . نمت كريمونا بسرعة إلى أن أصبحت واحدة من أكبر المدن في شمال إيطاليا لكونها كانت على طريق بوستوميا الرئيسي الذي يربط بين جنوا و أكويليا . و زودت يوليوس قيصر بالقوات و استفادت من حكمه ، و لكنها أيدت ماركوس يونيوس بروتوس و مجلس الشيوخ في صراعهما مع أغسطس قيصر الذي انتصر في عام 40 ق.م و صادر أراضي كريمونا و وزعها على رجاله . الشاعر الشهير فيرجيل الذي ذهب إلى المدرسة في كريمونا خسر فيها مزرعته الموروثة ، و لكنه استعادها فيما بعد . استمرت المدينة في الإزدهار حتى عام 69 عندما دمرت في معركة بيدرياكوم الثانية من قبل قوات فيسباسيان الذي يقاتل لجعل نفسه إمبراطورا ضد خصمه فيتيليوس . أعيد بناء كريمونا بمساعدة فيسباسيان بنفسه ، و لكنها فيما يبدو فشلت في استعادة وضعها المزدهر السابق لذا اختفت من التاريخ حتى القرن السادس ، عندما برزت من جديد كقوة عسكرية لصالح الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) خلال الحرب القوطية .
[تحرير] العصور الوسطى المبكرة
عندما غزا اللومبارديون الكثير من الأراضي الإيطالية في النصف الثاني من القرن السادس ظلت كريمونا معقلا بيزنطيا كجزء من ولاية رافينا . اتسعت المدينة نحو الشمال الغربي مع إقامة معسكر مخندق كبير خارج الأسوار . في عام 603 ظفر بها ملك اللومبارديون أغيلولف و دمرت مرة أخرى . تم تقسيم أراضيها بين اثنين من الدوقيات بريشا و برغامو . و مع ذلك في عام 615 عزمت الملكة ثيوديليندا المخلصة للروم الكاثوليك على تغيير مذهب شعبها و أعادت بناء كريمونا و إعادت تركيب أسقف هناك . سقطت السيطرة على المدينة بشكل متزايد في يد أساقفتها الذين أصبحوا موالين للأمبراطورية الرومانية المقدسة بعد غزو شارلمان لإيطاليا . و بهذه الطريقة زادت قوة و ازدهار كريمونا باطراد و بعض أساقفتها لعبوا أدوارا هامة بين القرنين العاشر و الحادي عشر . المطران ليوتبراند كريمونا كان عضوا في الحكومة الإمبراطورية تحت حكم السلالة الساكسونية ، و أولديريك اكتسب امتيازات قوية لمدينته من الامبراطور أوتو الثالث . و انتعش اقتصادها من خلال إنشاء ميناء نهري خارج القلعة البيزنطية السابقة .
بيد أن الأسقفين أوبالدو و لامبرت زرعا الشقاق مع شعب المدينة . و حسم الامبراطور كونراد الثاني الخلاف بدخوله كريمونا في عام 1037 مع البابا بينيدكت التاسع الشاب .
[تحرير] بلدية كريمونا
إبان حكم هنري الرابع ، رفضت كريمونا دفع الضرائب الجائرة التي طلبتها الامبراطورية و الأسقف . و وفقا للأسطورة ، أن عمدة المدينة (gonfaloniere) العظيم جوفاني بالديزيو واجه الامبراطور نفسه في المبارزة ، و لسقوط هنري من على صهوة حصانه نجت المدينة من دفع كرة ذهبية ذات وزن ثلاثة كيلوغرامات سنويا ، و التي قدمت في المقابل هذا العام لمخطوبته بيرتا كمهر لها . أول أنباء تاريخية عن كريمونا الحرة كانت عام 1093 ، إذ دخلت في تحالف معادي للإمبراطورية تقوده الكونتيسا ماتيلدا إلى جانب لودي و وميلانو و جنوة . و انتهى الصراع بهزيمة هنري الرابع و إذلاله الشهير في كانوسا على يد البابا أوربان الثاني في 1098 . كسبت كريمونا لسيطرتها Insula Fulcheria و هي المنطقة القريبة من محيط مدينة كريما .
و منذ ذلك الوقت ، أخذت البلدية الجديدة تحارب ضد المدن القريبة لتوسيع أراضيها . في عام 1107 استولت كريمونا على تورتونا ، و لكن بعد مرور أربع سنوات هزم جيشها هزيمة كبيرة قرب بريسانورو . و كما في العديد من المدن الإيطالية الشمالية ، انقسم الشعب إلى الحزبين المتعارضين ، غويلفي الذي كان أقوى في المدينة الجديدة و غيبيليني الذي يتخذ المدينة القديمة قاعدة له . الطرفان كانا متناقضين بحيث أن غويلفي بنى قصرا بلديا آخر ، قصر تشيتانوفا (قصر المدينة الجديدة) الذي لا يزال قائما .
عندما هبط فريدريك باربروسا إيطاليا لفرض سلطته ، وقفت كريمونا إلى جانبه من أجل كسب تأييده ضد كريما ، و التي تمردت بمساعدة ميلانو . بعد الانتصار أكسب الموقف الموالي للأمبراطور كريمونا الحق في سك عملتها الخاصة عام 1154 .
عام 1162 هاجم الإمبراطورية مع قوات كريمونية ميلانو و دمرها . و لكن عام 1167 غيرت المدينة موقفها و انضمت إلى الرابطة اللومباردية . و يوم 29 مايو 1176 كان جنودها جزءا من الجيش هزم باربروسا في معركة لينيانو . بيد أن هذا الانتصار لم يعش للرابطة اللومباردية لفترة طويلة . و في سنة 1213 ، في كاستيليوني هزمت قوات كريمونية الرابطة ميلانو و لودي و كريما و نوفارا و كومو و بريشا . عام 1232 تحالفت كريمونا مع الامبراطور فريدريك الثاني الذي كان يحاول إعادة بسط الامبراطورية لسلطتها على شمال إيطاليا . و كان الكريمونيين الفائزين في معركة كورتينووفا . و غالبا ما كان فريديريك بعقد اجتماعاته الملكية في المدينة . و لكن في معركة بارما تكبدت حزب غويلفي هزيمة ثقيلة و أُسر أكثر من ألفي كريموني .
بعد عدة سنوات استطاعت كريمونا الانتقام بانتصارها على جيش بارما . جيشها و تحت قيادة أومبيرتو بالافيتشينو صادر عربة بارما carroccio و أبقى لعدة قرون سراويل العدو معلقة من سقف الكاتدرائية كإشارة على إذلال الغريم .
و خلال هذه فترة من ازدهار كريمونا وصل عدد سكانها يصل إلى 80.000 نسمة مقابل 69.000 في عام 2001 . و كانت واحدة من أعظم مدن أوروبا .
[تحرير] السادة
عام 1266 طرد باللافيتشينو من كريمونا و انتهى حكم غيبيليني بعد أن تخلى خليفته بووزو دا دوفارا عن السيطرة إلى مجموعة من المواطنين . في عام 1271 استحدث منصب Capitano del Popolo (زعيم الشعب) . و في 1276 ذهبت السيادة إلى الماركيز كافالكابو كافالكابو الذي خلفه ابنه غولييلمو كافالكابو في سنة 1305 و استمر ماسكا للسلطة حتى عام 1310 ، و خلال هذه الفترة تم انشاء العديد من المباني أو تجديدها بما في ذلك برج توراتسو و الكنيسة الرومانسكية سان فرانسيس و أجنحة الكاتدرائية الكاتدراءيه و إيوان ميليتي . و علاوة على ذلك أعطيت الزراعة دفعة مع شبكة القنوات جديدة . بعد بعض الغزوات الأجنبية (وخصوصا الامبراطور هنري السابع عام 1311) ، استمر آل كافالكابو حتى 29 نوفمبر 1322 عندما حل محلهم غالياتسو الأول من آل فسكونتي الأقوى و برزوا في كريمونا لمدة للقرن و نصف . سيادة عائلة فيسكونتي تقطعت في عام 1327 من قبل لودفيغ البافاري و في عام 1331 من قبل جون بوهيميا ، و عام 1403 بفترة قصيرة من عودة آل كافالكابو . و في 25 يوليو 1406 ، قتل القائد كابرينو فوندولو رئيسه أوبالدو كافالكابو مع جميع الذكور من أفراد أسرته و تولى السيطرة على كريمونا . و في وقت لاحق ، ظهر أنه غير قادرة على مواجهة هذه المهمة ، فتنازل عن مدينة لآل فيسكونتي مقابل دفع 40،000 فلورين ذهبي .
و هكذا أسس فيليبو ماريا فيسكونتي سيادته الوراثية . أصبحت كريمونا جزءا من دوقية ميلانو ، و ظل مصيرها مرتبطا بها حتى توحيد إيطاليا . تحت حكم عائلة فيسكونتي ثم عائلة سفورزا مرت كريمونا بتنمية عالية ثقافيا و دينيا . عام 1411 أصبح قصر تشيتانوفا مقرا لجامعة تجار الفستيان . في عام 1441 استضافت المدينة زواج فرانشيسكو الأول سفورزا و بيانكا ماريا فيسكونتي في معبد بناها البنيدكتيين و الذي هو اليوم كنيسة سانت سيجيسموند . و في تلك المناسبة ابتكرت حلوة جديدة و التي تحولت فيما بعد إلى حلوى التوروني الشهيرة . أيد لودوفيكو إل مورو بناء العديد من مرافق الكاتدرائية و كنيسة سانت أغاتا و القصر البلدي .
في عام 1446 أحيطت كريمونا بقوات الكوندوتييريين (قادة مرتزقة) فرانشيسكو بيتشينينو و لويجي دال فيرمي . و رفع الحصار بعد وصول سكاراموتشا دا فورلي من البندقية .
[تحرير] الإحتلال الأجنبي
من عام 1499 إلى 1509 كانت كريمونا تحت سيطرة البندقية . و بعد انتصار الرابطة الإيطالية في معركة أنياديلو عادت إلى دوقية ميلانو . بيد ان هذا الأخير كان مكلفا من اسبانيا بموجب معاهدة نويون (1513). و لم تسقط كريمونا في يد الحكام الجدد إلا في عام 1524 عندما استسلمت قلعة سانتا كروتشي . و أخيرا طرد الفرنسييين من الدوقيه بعد عامين ، بمعاهدة مدريد ، و بعد ذلك بقيت كريمونا لفترة طويلة للسيطرة الاجنبية .
كان الحكم الإسباني ضعيفا . و غير قادر على مواجهة المجاعة عام 1628 و الطاعون عام 1630، و بعد احتلال فرنسي قصير الأمد في عام 1701 خلال حرب الخلافة الاسبانية انتقلت الدوقية إلى النمسا يوم 10 أبريل 1707 و قد اعتُمد الاحتلال من قبل معاهدة أوتريخت عام 1714 .

