مذبحة سميلي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مذبحة سميلي (آرامية: ܦܪܡܬܐ ܕܣܡܠܐ بريمتا دسميلي) كانت أول مذبحة من المذابح التي قامت بها الحكومة العراقية بحق المسيحيين الآشوريين في شمال العراق حيث كانوا كهدف من شهر أغسطس 1933. يستخدم المصطلح فقط لوصف المذبحة في سميلي ولكن تم قتل 63 قرية آشورية في دهوك و الموصل والتي أدت إلى موت 3000 شخص آشوري . كان الآشوريون انذاك قد خرجوا تواً من أسوأ مرحلة من تاريخهم ، حيث ان ثُلثين من عدد سكانهم كان قد ذُبح في الحرب العالمية الاولى بسبب الأتراك العثمانيون و الأكراد بما يُسمى اليوم بالأبادة الجماعية.
خلال هذه المحن التي بدأت في أواخر ربيع 1933 ،كان شعور الشعب ساخط على الآشوريين كما جاء على لسان نائب البرلمان الأمريكي بول كينابنشو . مع استقلال العراق ، قرر القائد الروحي " البطريرك مار شمعون XXI" المُطالبة بأعلان الأستقلال الآشوري في العراق مع المُطالبة بالدعم من برطانيا. قَد عَرَضَ البطريرك هذه القظية إلى عصبة الامم سنة 1932 . قرر أتباع البطريرك تقديم استقالتهم من الجيش الآشوري ( الذي هو جيش تحت السيطرة البريطانية و يخدم المصالح البريطانية) ، و التحول إلى ميليشيا والتمركز في شمال العراق. في يونيو 1933 ، قد تم دعوة البطريرك إلى بغداد لكي يتم التفاوض مع حكومة حكمت سليمان وقد تم احتجازه هناك بسبب رفضه عن التخلي عن منصبه. في بداية شهر أُغسطس سنة 1933, عاد أكثر من 1000 شخص آشوري إلى شمال العراق بعد رفض سوريا أعطاءهم اللجوء. الفرنسيون الذين كانو مسيطرين على سوريا قد نبهوا العراقيين على ان الآشوريين غير مسلحين ،لكن بينما كان الجنود العراقيين يجردون الاشخاص الذين أُعيد لهم السلاح, تم اطلاق النار مما أدى إلى قتل 30 عراقي و آشوري. جاء عن الانباء بأن الآشوريون يهاجمون العراقيين ( لكن تم نفي ذلك لاحقاَ) . في بغداد ، كانت الحكومة في حالة فزع وتخوف حيث قدم الآشوريون معركة هائلة القوة التي من الممكن ان تؤدي إلى اشعال الفتنة في شمال العراق . قامت الحكومة العراقية بأطلاق سراح الأكراد الذين قتلوا 120 من الآشوريين الساكنين في قريتين في الاسبوع من 2أُغسطس إلى 9 أُغسطس . في 11 أُغسطس كانت هناك مسيرة إلى احدى أكبر القُرى الآشورية " سميل" ، وقد قاد هذه المسيرة الجنرال الكردي باقر صدقي ( الذي اصطدم من قبل بالآشوريين) . تم ذبح السكان الآشوريين في قرية سميلي من نساء ورجال وأطفال . كان في غرفة واحدة فقط 81 شخص مقتول من عشيرة باز الآشورية . تم تعذيب عدد من الكهنة العراقيين وتم تشويه جثثهم وقد تم قطع رأس أحدهم وحرق الاخروهو حي . تم اغتصاب البنات وانتهاك حرمهم وجعلوهم يمشون عراة امام عيون قادة الجيش العربي ، وتم استخدام الكتب المقدسة كوقود لأحراق البنات. تم طعن النساء الحوامل .تم رمي الاطفال في الهواء ويتم طعنهم في رؤوس الحراب . تم قتل 600 شخص آشوري في مدينة دهوك على يد رجال صدقي.وفي النهاية ،اُستُهدفَت قرابة 63 قرية من القُرى الآشورية ضمنها سد زار ، مواني, قصر يزدن ، منصورية ، فشخابور, خراب كولي ، بدري ، سرجري ، كاربيل و باسورك. استمرت هذه الحملة حتى 12 أُغسطس ،لكن العنف ضد الآشوريين كان مستمر إلى نهاية الشهر.
[تحرير] النتائج
يُعتبر 7 من أُغسطس رسمياً يوم الشهداء أو اليوم العالمي للحداد في المجتمع الآشوري وتذكار لمذبحة سميلي ،كما أعلنه الأتحاد الآشوري العالمي في سنة 1970 . قد تم كتابة العديد من الأغاني والأشعار على هذه الحادثة ، احد هذه الكتابات هي بقلم الامريكي وليام سارويان بعنوان ( سبعون ألف آشوري) كُتبت سنة 1934. من وجهة النظر الدولية ، الجنود الآشوريون كانو تابعين للجيش البريطاني ، ولرؤسائهم لتدمير الدولة العراقية الجديدة. وقد تم اعطاء الآشوريين الحق بحمل السلاح وأعطائهم واجبات خاصة : كمنصب القوات الجوية الحربية وأستلام رواتب أعلى من المتطوعين العراقيين العرب.بواسطة حماية البريطانيين لم يعودوا الآشوريين كمواطنين عراقيين بعد نوالهم استقلالهم .كانت الحكومة البريطانية تأمُل من الآشوريين أن يُدمروا ترابط الحكومة العراقية من خلال نوال استقلالهم وتحريض الاخرين كالأكراد لحذو حَذوَ الآشوريين. مباشرةً بعد المذبحة وأسكات تمرد الآشوريين ، قد أقرت الحكومة العراقية نظام التجنيد الالزامي ، عرض رجال القبائل العراقية من غير الآشوريين على أن ِخدموا في الجيش العراقي حتى يَتَصدوا للآشوريين. في أواخر شهر أُغسطس طالبت الحكومة في الموصل من الحكومة المركزية بأخماد التمرد والقضاء على اي تأثير أجنبي غريب في شؤون العراقيين ، وبأن تتخذ الحكومة خطوة سريعة في تفعيل قانون التجنيد الالزامي . في الأسبوع اللاحق 49 من رؤساء عشائر الأكراد بعثوا رسالة شكر إلى الحكومة العراقية بسبب اخماد التمرد الآشوري جاء فيها " تكون الامة فخورة بنفسها عن طريق قوتها فقط ، وان الدليل على قوتها هو الجيش " ، فطالب الاكراد بخدمة التجنيد الالزامي . قام "راشد علي" بتقديم قرار التجنيد الالزامي إلى البرلمان ، وقد سقطت حكومته قبل تشريع هذا القانون . طبقت حكومة " جميل مدفي " هذه الخدمة في شهر يناير سنة 1934
[تحرير] المصادر
- ويكيبيدياالإنجليزية

