منصور الحلاج
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
| جزء من سلسلة تاريخ التصوف |
| العقائد و العبادات |
| قائمة الشخصيات الصوفية |
|
حارث المحاسبي · الغزالي |
| كتب التصوف |
|
إحياء علوم الدين · الرسالة القشيرية · مكتوبات الربانية |
| طوائف صوفية |
|
صوفية السنة · صوفية الشيعة · صوفية الفلسفة |
| طرق الصوفية |
|
الطريقة القادرية · الطريقة النقشبندية · الطريقة الجشتية · الطريقة السهروردية |
| مصطلحات علم التصوف |
|
المحبة · المعرفة |
| مساجد |
| بلاد التصوف |
|
دمشق · خراسان · القدس |
هو الحسين بن منصور، وكنيته ابو مغيث. وُلد عام 244هـ بقرية تابعة لبلدة البيضاء الفارسية ونشأ بواسط-العراق . درس علوم الدين، ثم سلك طريق الصوفية على يد الشيخ سَهْل بن عبد الله التسترى.وصحب الجنيد، وأبا الحسين النورى، وعمرا المكى، والفوطى، وغيرهم.والمشايخ في أمره مختلفون. رده أكثر المشايخ، ونفوه، وأبوا ان يكون له قدم في التصوف. وقبله بعضهم من جملتهم أبو العباس بن عطاء؛ وأبو عبد اللّه، محمد خفبف
فهرست |
أقواله
- ما انفصلت البشرية عنه، ولا اتصلت به
- من ظن أن الالهية تمتزج بالبشرية أو البشرية بالإلهية فقد كفر
- حجبهم بالاسم فعاشوا، ولو أبرز لهم علوم القدرة لطاشوا، كشف لهم عن الحقيقة لماتوا
- وكان الحلاج، يقول: إلهى!. أنت تعلم عجزى عن مواضع شكرك، فاشكر نفسك عنى، فإنه الشكر لاغير
- أسماء اللّه تعالى، من حيث الإدراك اسم؛ ومن حيث الحق حقيقة
- إذا تخلص العبد إلى مقام المعرفة أوحى اللّه تعالى غليه بخاطره، وحرس سره أن يسنح فيه خاطر غير الحق
- لايجوز لمن يرى احدا، أو يذكر أحدا، أن يقول: إنى عرفت الأحد، الذى ظهرت من الآحاد
- من اسكرته أنوار التوحيد، حجنته عن عبادة التجريد؛ بل من أسكرته انوار التجريد، نطق عن حقائق التوحيد؛ لان السكران هو الذى ينطق بكل مكتوم
- وسئل الحسين: لم طمع موسى- عليه السلام- في الرؤية وسألها؟ . فقال: لانه أنفرد للحق، وانفرد الحق به، في جميع معانيه. وصار الحق مواجهه في كل منظور إليه، ومقالبله دون كل محظور لديه؛ على الكشف الظاهر إليه، لا على التغيب؛ فذلك الذى حمله على سؤال الرؤية لاغير
- عن الحلول يقول : إِنَّ مَعْرِفَةَ اللهِ هِىَ تَوْحِيدُهُ، وتَوْحِيدُهُ تَميُّزُهُ عَنْ خَلْقِهِ، وكُلُّ مَا تَصَوَّرَ فِى الأَوْهَامِ فَهْوَ ــ تعالى ــ بِخِلاَفِهِ ، كَيْفَ يَحُلُّ بِهَ، مَا مِنْهُ بَدَأ
فلسفته
عن الشيخ إبراهيم بن عمران النيلي أنه قال: سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كله نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف فهو متحرك عن النقطة بعينها، وكل ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا ُقلت: ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله فيه.
إخبار الحلاج
عن أبي إسحق إبراهيم بن عبد الكريم الحلواني قال: خدمت الحلاّج عشر سنين وكنت من أقرب الناس إليه. ومن كثرة ما سمعت الناس يقولون فيه ويقولون إنه زنديق توهمت في نفسي فأخبرته. فقلت له يوماً: يا شيخ أريد أن أعلم شيئاً من مذهب الباطن. فقال: باطن الباطل أو باطن الحق؟ فبقيت متفكراً فقال: أما باطن الحق فظاهره الشريعة، ومن يحقق في ظاهر الشريعة ينكشف له باطنها، وباطنها المعرفة بالله. وأما باطن الباطل فباطنه أقبح من ظاهره. وظاهره أشنع من باطنه، فلا تشتغل به. يا بني أذكر لك شيئاً من تحقيقي في ظاهر الشريعة. ما تمذهبت بمذهب أحد من الأيمة جملةً وإنما أخذت من كل مذهب أصعبه وأشده وأنا الآن على ذلك. وما صلّيت صلوة الفرض قطُّ إلا وقد تسلت أولاً ثم توضت لها. وها أنا ابن سبعين سنة وفي خمسين سنة صلّيت صلوة ألفي سنة، كل صلوة قضاء لما قبلها.
قال ابن باكويه : سمعتُ الحسين بن محمد المذارى يقول: سمعتُ أبا يعقوب النهرجورى يقول : دخل الحسين بن منصور الحلاَّج مكة، فجلس في صحن المسجد لايبرح من موضعه إلا للطهارة أو الطواف، لايبالى بالشمس ولا بالمطر، فكان يُحمل إليه كل عشية كوزٌ وقرص (ماء وخبز) فيعضُّ من جوانبه أربع عضات ويشرب
عن خوراوزاد بن فيروز البيضاوي وكان من أخص الجيران وأقرم إلى الحلاج أنه قال: كان الحلاج ينوي في أول رمضان ويفطر يوم العيد وكان يختم القرآن كل ليلة في ركعتين وكل يوم في مائتي ركعة. وكان يلبس السواد يوم العيد ويقول: هذا لباس من يرد عليه عمله
وقال أحمد بن يونس: كنا في ضيافة ببغداد فأطال الجنيد اللسان في الحلاج ونسبه إلى السحر والشعبذة والنيرنج وكان مجلساً خاصاً غاصاً بالمشايخ فلم يتكلم أحد احتراماً للجنيد. فقال ابن خفيف: يا شيخ تطول، ليس إجابة الدعاء والاخبار عن الأسرار من النيرنجات والشعبذة والسحر. فاتفق القوم على تصديق ابن خفيف. فلما خرجنا أخبرت الحلاج بذلك فضحك وقال: أما محمد بن خفيف فقد تعصب لله وسيؤجر على ذلك. وأما أبو القاسم الجنيد فقد قال: إنه كذب ولكن قل له: "سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
كتاب الحلاج
عن جندب بن زادان الواسطي وكان من تلامذة الحلاّج، قال: كتب الحسين بن منصور كتاباً هذه نسخته:
"بسم الله الرجمن الرحيم المتجلي عن كل شيء لمن يشاء.
السلام عليك يا ولدي،
ستر الله عنك ظاهر الشريعة، وكشف لك حقيقة الكفر. فإنّ ظاهر الشريعة كفر خفي، وحقيقة الكفر معرفة جلية.
أما بعد حمد لله الذي يتجلّى على رأس إبرة لمن يشاء، ويستتر في السموات والأرضين عمن يشاء، حتى يشهد هذا بأن لا هو، ويشهد ذلك بأن لا غيره. فلا الشاهد على نفيه مردود، ولا الشاهد بإثباته حمود.
والمقصود من هذا الكتاب أني أوصيك أن لا تغتر بالله ولا تيأس منه، ولا ترغب في محبنه ولا ترض أن تكون غير محب، ولا تقل بإثباته ولا تمِلْ إلى نفيه، وإياك والتوحيد.
والسلام"
مقتله
نسب اليه قوله :"إن الإنسان إذا أراد الحج، أفرد في داره بيتاً، وطاف به أيام الموسم، ثم جمع ثلاثين يتيماً، وكساهم قميصاً قميصاً، وعمل لهم طعاماً طيباً، فأطعمهم وخدمهم وكساهم، وأعطى لكل واحدٍ سبعة دراهم أو ثلاثة، فإذا فعل ذلك ، قام له ذلك مقام الحج"
فأحل دمه القاضي أبو عمر محمد بن يوسف المالكي.و أُقيمت عليه البينة الشرعية ، وقتل مرتداً سنة (309هـ)
عن أبي بكر الشلي قال: قصد ت الحلاج وقد ُقطعت يداه ورجلاه وصلب على جذع فقلت له: ما التصوف. فقال: أهون مرقاه منه ما ترى. فقلت له: ما أعلاه. فقال: ليس لك به سبيل، ولكن سترى غداً، فإنّ في الغيب ما شهدته وغاب عنك. فلما كان وقت العشاء جاء الإذن من الخليفة المقتدر أن تضرب رقبته. فقال الحرس: قد أمسينا: نؤخر إلى الغد. فلما كان من الغد ُأنزل من الجذع وُقدم تضرب عنقه فقال بأعلى صوته: حسب الواحد إفراد الواحد له. ثم قرأ "يستعجل الذين لا يؤمنون والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون الحق" الآية. وقيل هذا آخر شيء سمع منه. ثم ضربت عنقه ولف في بارية و صب عليه النفط وأُحرق وحمل رماده على رأس منارة لتنسفه الريح.
لما ذُهب به إلى القتل قال لأصحابه : لا يهولنكم هذا ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . فقتل ولم يَعُدْ
ويوم مقتله، وبينما كان الحلاَّجُ مشدوداً على الصليب الخشبى (الخشبة التى أفسدها) وقبيل حَزَّ رقبته؛ نظر إلى السماء مناجياً ربه :
نَحَنُ بشَوَاهِدِكَ نلُوذُ ،وبِسَنَا عِزَّتِكَ نَسْتَضِئ، لِتُبْدِى لَنا مَا شِئْتَ مِنْ شَأْنِكَ، وأنْتَ الذِى فِى السَّماءِ عَرْشُكَ، وأَنْتَ الذِى فىِ السَّمَاءِ إلَه، وفِى الأرضِ إِلَه.. تَجَلَّى كَمَا تَشَاء، مِثْلَ تَجَلِّيكَ فىِ مَشِيئتِكَ كأَحْسنِ صُورَةٍ، والصُّورَةُ...هِىَ الرُّوحُ النَّاطِقَةُ. الذِى أفْرَدْتَهُ بالعلمِ (والبيَانِ) والقُدرَةِ. وهَؤَلاءَ عِبَادُكَ.. قَدْ اجْتَمَعُوا لِقَتْلِى تَعَصُّباً لدِينكَ، وتَقَرُّباً إليْكَ، فاغْفرْ لَهُمْ ! فإنكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ مَا كَشَفْتَ لِى..لما فَعَلُوا ما فَعلُوا..ولَوْ سَتَرْتَ عَنِّى مَا سَترْتَ عَنْهُمْ،،لما لَقِيتُ مَا لَقِيتُ.. فَلَكَ التَّقْديرُ فِيما تَفْعَلُ.. ولَكَ التَّقْدِيرُ فيِما تُرِيدُ..
وله ايضاً
- يا نسيم الريح قول للرشا
-
- لم يزدنى الورد الا عطشا
-
- لحبيب حبه وسط الحشا
-
- لو يشا يمشى على خدى مشى
-
- روحه روحى و روحى روحه
-
- ان يشا شأت و ان شئت يشا
-
وله ايضا
- مكانُك من قلبي هو القلبُ كلُّهُ--- فليسَ لَشَيء فيهِ غَيركَ موْضِعُ
- و حَطَّتْكَ روحي بينَ جِلْدي و أعْظُمي--- فكيف تراني إن فقدتُك أصْنَعُ ؟
أقوال العلماء
قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية :
مصادر
- السراج الطوسى: اللمع في التصوف ، تحقيق د. عبد الحليم محمود وطه عبد الباقى سرور (دار الكتب الحديثة - مكتبة المثنى 1960) ص 468.
- د. عبد الرحمن بدوى : شطحات الصوفية( وكالة المطبوعات - الكويت، الطعبة الثانية 1976) ص 26.
- ابن باكويه : أخبار الحلاج (نشرة ماسينيون وكراوس ، باريس 1936) ص 43 .
- ديوان الحلاج
- أخبار الحلاج
- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( 8/112-141) .
- المنتظم لابن الجوزي ( 13/201-206) .
- سير أعلام النبلاء للذهبي ( 14 / 313-354 ) .
- البداية والنهاية لابن كثير ( 11/132-144)

