عبد العزيز جويدة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة



عبد العزيز جويدة مبارك شاعر مصري عرف في فترة التسعينيات وهو شاعر عبقري يعتمد على مهارته الادبية والدوافع المعنوية عند رائه في اخراج اشعاره إلى النور وهو صاحب مجموعة رائعة من الاعمال كان اولها لا تعشقيني وهو ديوان أقل ما يقال عنه انه أكثر من رائع بل وأكثر من ممتاز ولهو ايضا تلك القصائد التي ستعرض عليك سيدي القارئ منها الرومنسي والواقعي السياسي اولها قصيدة المشكلة التي تقول:

المُشكِلَة

..المُشكلةْ هي ليستِ امرأةً سِواكِ أُحبُّها وبها أنا أنسى هواكِ ..المشكلةْ ..لو أنني أحببتُها فلأنني فيها أراكِ

..المشكلةْ ليستْ لأني عاشقٌ فهناكَ مثلي عاشقونْ ليستْ لأني قد بَلغتُ مِن الهوى حدَّ الجنونْ ..المشكلةْ أني بدونِ حبيبتي ماذا أكونْ ؟

..المشكلةْ ليستْ لأنكِ أجملُ امرأةٍ بعيني ليستْ لأنكِ داخلي قلبٌ يُغني أنا لن أُحبَّ سواكِ يومًا فاطمئني .. واطمئني .. واطمئني

..المشكلةْ ،ليستْ لأنكِ فِتنةٌ أو ساحرةْ ليستْ لأن هواكِ جاءَ إلى الوجودِ فعَمَّرَهْ ..المشكلةْ أن الحياةَ بدونِ حبِّكِ تستحيلُ لمقبرةْ

..المشكلةْ ليستْ لمَن تُعطينَ قلبَكِ بعدَ قلبي ليستْ لمن تَهبينَ عمرَكِ إن تُحبِّي ليستْ لأنَّ سِهامَ حبِّكِ كلَّها دخلَتْ بِصُلبي ..المشكلةْ هي أيُّ حبٍّ بعدَ حبِّكِ سوفَ يَدعوني إليهِ فلن أُلبِّي

..المشكلةْ ليستْ لأني مستحيلٌ أن أُضَمَّ لأيِّ صدرٍ بعدما عمري ضَممْتُكْ أو مستحيلٌ أن أحِنَّ لأيِّ طِيبٍ قادمٍ مِن غيرِ قلبِكْ ليستْ لأني في رِحابِ قصائدي مِن فرطِ ما بي قد عبدتُكْ ..المشكلةْ ليستْ لأنَّ هواكِ عندي ما لهُ أبدًا بديلْ ..ليستْ لأنِّي فيكِ أدمنتُ الرحيلْ ليستْ لأنكِ أنتِ خارطةُ الأنوثةِ في عيونِكِ ألفُ نيلْ ..المشكلةْ هي أنني مِن غيرِ حبِّكِ مُنيتي أعمى البصيرةِ والبصرْ ما لي دليلْ مَن ذا سواكِ حبيبتي ..يأخذْ يدي لعبورِ هذا المستحيلْ ؟

أما ثانيها فهي كلمة اعتراضية على نظام فاشل  نظام يحكم بالحديد والنار ظنا منه انه هو صاحب نهضة ذلك الشعب المحكوم وانه سيدهم وافضلهم وينعتهم فيها بأقظع الالفاظ وهي قصيدة الحاكمين:

لِلحاكِمينَ .. الوارِثينَ .. تُرابَ أرضٍ لَمْ يَكُنْ إرثًا لَهُمْ اللابسينَ العُمرَ أحذيةً تُسَمَّى شعبَهُمْ الجالسينَ على المَقاهي اللاعبينَ النَّرْدَ ، والشَّطْرَنْجَ في قُوتِ الشعوبْ مِن كلِّ أفَّاقٍ لَعُوبْ للشارِبينَ كُؤوسَ دَمْ الفارِغينَ إلى الأبَدْ .. مِن كلِّ هَمْ إنْ هُمْ بِخيرٍ يا وَطنْ لا شيءَ في الدنيا يُهِمْ لَم يَبْقَ شيءٌ مِن كَرامتِنا إلا استَباحَتْهُ الكِلابْ فلِمَ ارتِباطي بالترابْ ؟ وأنا أُشاهِدُ أُمَّةً عندَ الشدائدِ كلُّها أغرابْ

للحاكِمينَ قَياصِرَةْ الجالسينَ أباطِرَةْ تَعِبَتْ خُطانا يا طَريقَ المَجدِ كَلَّتْ ، لوَّحَتْ لي في فضاءِ الكونِ شَمسٌ .. للغُروبِ مُسافرةْ قد كنتُ أبحثُ بينَ أوراقِ الجرائدِ عن وَظائفَ شَاغِرَةْ عن أيِّ قُطْرٍ في العُروبةِ أحكُمُهْ لا تَنظُري لي ساخِرَةْ يا بَخْتَ مَنْ يَحكُمْ شُعوبًا .. ( لا تَهُشُّ ولا تَنُشُّ ) ويَسجُدونَ لِمَن يَجيءُ ويَعبُدونَ أوامرَهْ كُنا شُعوبًا ذاتَ يومٍ ثائرةْ ومُغامِرَةْ أغمضْتُ عيني داسَني رَكْبُ الخليفةِ ذَاهِبًا للقُدسِ كانْ قد كانَ يَمشي خَلفَهُ رَكْبٌ كبيرٌ والجَميعُ سَماسِرَةْ خَجَلي كبيرٌ حينَما بدَأَ المَزادُ وبالنَّوايا الماكِرةْ قالوا بألفٍ قُلتُ : لا ، بَلْ ألفِ ألفٍ ما كُنتُ أملِكُ أيَّ شَيءٍ غيرَ رُوحي الطَّاهرةْ أوَّاهُ يا سُوقَ الرَّقيقْ وَطنٌ يُباعُ كَعاهِرَةْ

لَملمتُ جُرحي وانتَفضتُ كأنِّ عُصفورًا جَريحًا داخِلي وشَعُرتُ أنَّكِ تَحمِليني في ضُلوعِكِ غَسِّليني في دُموعِكِ مثلَ جُثمانٍ طَريحْ مَرَّ الغُزاةُ على خُيولِكِ في المَخابئِ تَستريحْ لَمْ يَسمَعوا صوتَ الصهيلِ ، ولا الصَّليلِ ، ولا القَديحْ مازلتُ أذكُرُ يَومَ صَلبي كالمَسيحْ مَرَّتْ جِوارَ الشوكِ أُمِّي كَلَّمتني فاشْرأبَّ القلبُ يَنظُرُ مِن مَسامَّاتِ الضَّريحْ

للحاكِمينَ قَوافِلٌ مِن نِفطِ نَجْدٍ آتيةْ للرابضينَ على صُدورِ حُدودِنا كي يُحكِموا الأطواقَ حَولَ الغانِيَةْ وسيأخُذونَ حُلِيَّها كي يَقذِفوها بعدَ ذلكَ صَوبَ أبعدِ هاوِيَةْ يا "سارِيَةْ" .. يا "سارِيَةْ" خلفَ الجِبالِ تَلوحُ آلافُ الأفاعي والكِلابِ الضَّارِيَةْ والسُّمُّ في عَسلِ الكلامِ عنِ الملاجئِ والخيامِ الزاهيةْ وصِغارُنا في القدسِ تُقتَلُ بالسلامْ أوَّاهُ يا جُندَ السلامْ تَحمونَ ظَهرَ عدوِّكم وتُحَكِّمونَ الماشِيَةْ

للحاكِمينَ الحقُّ كلُّ الحقِّ فيما يَفعلونْ ولأهلِهِمْ مِن بعدِهِم أولادِهِمْ ، زَوجاتِهم ، حُراسِهِم ، خُدَّامِهِم وكلابِهِمْ .. سيجيءُ يومٌ يَحكُمونْ أقسمتُ باللهِ العظيمِ سَيَحكُمونْ عصرُ المماليكِ الذي وَلَّى يُعادْ والرَّكبُ يَمضي والعُصاةُ يُجاهِرونْ والبُرجُ عالٍ والقَياصِرةُ العِظامْ حينًا يَسُبُّونَ الرَّعيةَ ثُمَّ حينًا يَبصُقونْ ومِنَ المحيطِ إلى الخليجْ الكلُّ صاروا يَنبَحونْ قُلْ : ضَلَّ فينا المُهتدونْ مِن بعدِ أنْ كانتْ لنا مُتطوِّعاتْ ، مُتطوِّعونْ .. ومُفكِّراتْ ، ومُفكِّرون .. أضحى لنا مُتطبِّعاتْ ، ومُطبِّعون .. ومُهروِلاتْ ، ومُهروِلونْ والنزفُ مِن مُقَلِ العيونْ وأنا أرى سِربَ الصغارِ الحالِمينْ في كلِّ يومٍ يُقتَلونْ وجميعُنا مِن خلفِ أقنعةِ المصالحِ جاهِزونْ مُتأهِّبونْ وأنا أقولْ وأظَلُّ يا وَطني أقولْ : نحنُ الجُناةُ القاتِلونْ نحنُ الجُناةُ القاتلونْ


أما القصيدة الاخيرة فهي اعتقد انها ثورة في عالم الهجاء الادبي الفصيح والواضح كما سيتضح للقراء الكراموهي قصيدة قاوم لشاعرنا العبقري اليكم بتلك القصيدة الخارقة للعادة :

قاوِمْ ؛ فأولادُ الزُّناةِ يُفاوضونَ ويرقصونَ الآنَ (سامبا) فوقَ أشلاءِ الضَّحيَّةْ قالوا عليكَ : مُغامرٌ مُتهوِّرٌ عن لحظةِ الوطنيَّةْ حكامُنا من ألفِ عامٍ يخطبونَ .. والملابسُ عسكريَّةْ فإذا أطلُّوا بيننَا كي يشجُبوا تجدُ الملابسَ داخليَّةْ وضعوا نياشينًا على أكتافِهِمْ معَ أنَّهُمْ .. هم لم يخوضوا أيَّ حربٍ مطلقًا كلُّ المعاركِ عندَنا وهميَّةْ وجعُ الرؤوسِ أصابَنا في مقتلٍ في كلِّ يومٍ نشرةٌ دوريَّةْ .. عن أنَّهُ بطلُ السلامِ ، وقائدٌ .. صنعَ انتصارًا وحدَهُ في الطلعةِ الجويَّةْ

قاومْ لآخرِ طلقةٍ بقِيَتْ لديكْ قاومْ وحاذِرْ أن تمُدَّ لهم يديكْ ؛ فسيغدِرونْ ، وسيفقئونَ إن استطاعوا ناظريكَ فغدرُهم أقسى عليكْ احذرْ طراطيرَ العربْ ؛ لن يتركوكْ .. حتى ينالوا قامتَكْ لن يتركوكْ .. حتى تقومَ قيامتُكْ قاومْ لأنَّ جنودَنا فوقَ المقاهي يجلسونْ قاوم لأنَّ سلاحَنا ملءُ المخازنِ للذينَ على النظامِ يُحافظونْ قاومْ لآخرِ قطرةٍ خُذنا معَكْ خذنا وعلِّمْنا الصمودَ لمرَّةٍ نستحلِفُكْ حزبانِ نحنُ .. حزبٌ معَكْ وهناكَ حزبٌ يستحلُّ لنا دَمَكْ

اضرِبْ ؛ فما شيءٌ هناكَ لكي نقولَهْ قاومْ طُغاةً يقتلونَ ويحرقونَ .. هنا براءاتِ الطفولَةْ قاومْ فقتلُ صغارِنا حِلٌّ لهم قد جاءَ في توراتِهِم ، ويُعدُّ في دستورِهِم.. أسمى بطولةْ قاومْ أزيزَ الطائراتِ ألا ترى.. طفلاً يُحدِّثُ طفلةً مقتولةْ ، ويدينِ ضارعتينِ من أمٍّ هنا كانتْ تحدِّقُ في الردَى مذهولةْ ؟ كلُّ القذائفِ تستبيحُ بيوتَنا كم جثَّةٍ من أهلِنا مجهولةْ ! قاومْ معاولَ هدمِهِم الأرضُ حُبلَى والجنينُ بطولةْ قاومْ سماسرةَ الحروبِ فكلُّ كلبٍ منهمو لهُ دائمًا عندَ اليهودِ عُمولةْ وكبيرُ حكَّامِ العربْ عندَ المواقِفِ دائمًا (دلدولَةْ)

قاومْ .. فما عادتْ لدينا الآنَ أيُّ مقاومةْ قاومْ لأنَّا أمّةٌ مستسلِمةْ قاومْ وحاذِرْ أن تصدِّقَ قولَهم قاومْ ؛ فكلُّ الحاكمينَ (مُسيلَمةْ) قاومْ ودُسْ لي بالحذاءِ .. على جميعِ الأنظِمةْ قاومْ نواطيرَ البلادِ المُفلِسَةْ قاوم قوانينَ التَّجبُّرِ ، والتَّحيُّزْ قاومْ جنودَ الغطرسةْ إنَّا شعوبٌ يائِسة قاومْ فأنت الآنَ حقٌّ في زمانٍ كلُّهُ زيفٌ وباطلْ قاومْ بأرواحِ الرجالِ الطالعينَ من الحقولِ كمثلِ حبَّاتِ السنابلْ قاومْ وعلِّمْنا القتالَ فقد نسيْناهُ طويلاً أرجوكَ علِّمنا نُقاتلْ دُسْ لي الطراطيرَ التي فوقَ الكراسي .. كلَّ ابنِ عاهرةٍ ، وقوَّادٍ ، وجاهلْ كلبٍ يُسلِّمُنا لكلبٍ مُذْ متى.. كانتْ كلابُ الصيدِ تحكُمُ ، أو تُناضلْ ؟

قاومْ ؛ فبعدَكَ لن يُقاومَهم أحدْ قاومْ ؛ فإن رَكبوا علينا مرَّةً فسيركبونَ إلى الأبدْ قاوم فإنَّا كالغُثاءِ ، أوِ الزَّبدْ قاومْ فهاهم يحشدونَ ونحنُ لم نحشِدْ أحدْ لا تنتظرْ كلبًا ولا هرًّا ، ولا فهدًا ، ولا حتى (الأسدْ) قاومْ لأنَّ جيوشَنا مخصيَّةٌ وتخافُ تخرجُ في الهواءِ فقد يُصيبُ عيونَهم .. بعضُ الرَّمَدْ قاوم لأنَّ جيوشَنا صارتْ تجيدُ الطبخَ عندَ زعيمِنا (شيخِ البلدْ) قاومْ لأني لم يعدْ عندي كلامْ قاومْ لعلِّي أن أثورْ ، أو أن أُفكِّرَ في اقتِحامْ قاومْ .. لعلَّكَ أن تُثيرَ لمرَّةٍ في العمرِ غيظي أو أن تُثيرَ حميَّةَ الحكَّامْ قاومْ لأنَّ رجولتي غابتْ وعندي بعدَها للآنَ ألفُ علامةِ استفهامْ

قاومْ فهاهم يصنعونَ الآنَ شرقًا أوسطيَّا شرقًا جديدًا منطقيَّا سيكونُ منزوعَ السلاحْ ويكونُ منزوعَ الرجالْ ويكونُ منزوعَ اللباسْ ويكونُ منزوعَ الدَِسمْ قاومْ ودُسْ لي في عيوني بالأصابعِ والقدمْ قاومْ فبعدَكَ لن يكونَ هناكَ شيءٌ في البلادِ فلا البلادُ ، ولا العبادُ ، ولا العلمْ قاومْ ؛ فأولادُ الزناةِ يهودُ خيبرَ قادمونْ وسيدخلونَ إلى المدينةِ والحرمْ قاومْ .. أُراهِنُكم جميعًا هي بعضُ أعوامٍ ويُصبحُ نصفُ إسرائيلَ يسكنُ في الهرمْ قاومْ .. فلو صنعوا لنا شرقًا جديدًا محترَمْ ستصيرُ حيفا بينَ تونسَ واليمنْ أما الجزائرُ سوفَ تصبحُ في عدَنْ وتصيرُ بغدادٌ هولندا وتصيرُ ليبيا في رواندا وتصير طنطا في البقاعْ وتصيرُ غزَّةَ في الضياعْ وتصيرُ أمي بنتَ أختي ويصيرُ (محسنُ) اسمُهُ (ليفي حسنْ) قلْ لي ومَنْ قبضَ الثَّمنْ .. غيرُ (الشراميطِ) التي فوقَ الكراسي يركبونَكَ في العلَنْ ؟ عشرونَ تَيسًا يحكمونَ .. ومن زمنْ أوَّاهُ يا زمنَ العفنْ

قاومْ فلا أحدٌ يقاومْ هذي بلادٌ لم يعُدْ فيها رجُلْ قاومْ فإنَّا لم يعدْ فينا أملْ قاومْ وقاومْ فغدًا سيأتينا (جمالْ) من بعدِهِ يأتي (كمالْ) من بعدِهِ يأتي (هلالْ) جيلٌ يُسلِّمُ بعدَهُ أجيالْ ويكونُ جدُّهُمُ المباركُ .. لا يزالْ هذا احتلالٌ بالعيالْ عندي سؤالْ هل حقُّ توريثِ الشعوبْ .. في الدينِ يا ولدي حرامٌ أو حلالْ ؟

قاومْ فقد أفسدتَ ألفَ مخططٍ للهيمنةْ قاومْ لأنكِ قد خُلقتَ لكي تُقاوِمْ يا شامخًا فينا كأروعِ مئذنةْ قاومْ حكوماتِ العمالةِ ، والنخاسةِ ، والأباطيلِ التي بقيتْ عصورًا مزمنةْ قاومْ هُواةَ الأمركةْ ، والصهينةْ قاوم ؛ فكلُّ سيوفِنا للرقصِ وقتَ السلطنَةْ قاومْ لأن خيولَنا نفقتْ وهبَّتْ ريحُها متعفِّنةْ قاومْ لأنكَ إن هُزمتَ أو انتصرتْ .. ستظلُّ في عيني بطلْ قاومْ لأنكَ أنتَ آمالُ الشعوبِ وقد غفا فيها الأملْ قاومْ لأنَّا لم نقاوِمْ خمسينَ عامًا نحنُ نسألُ : ما العملْ؟ خمسينَ عامًا نزرعُ الورداتِ نحصدُ في البصلْ قاومْ فما عادتْ لدينا عزَّةٌ في الوجهِ ، أو حتى خجلْ قاومْ لأنكَ سوفَ تصبحُ قصةً تحكي لكلِّ الطامحينْ يأيُّها الكحلُ الذي في كلِّ عينٍ تَكتحِلْ

قاومْ لأنكَ قد صنعتَ الآنَ ألفَ معادلةْ ونزلتَ مثلَ الزلزلةْ رأسُ اليهودِ الآنَ تحتَ المقصلةْ بيدٍ تقاومْ ويدٍ تفاوضُ هكذا دومًا تُدارُ المسألةْ عشنا سنينًا في كهوفِ الخوفْ من ذا نواجهُ في السنينِ المقبلةْ واجهتَ في شَممٍ عدوَّكْ لقَّنتَهُ درسًا ولن يتحمَّلَهْ قاومتَ وحدَكْ ماذا صنعنا نحنُ غيرَ الولولَةْ للمجدِ أنتَ وكلُّ حكامِ العروبةِ ها هنا في المزبلَةْ

قاومْ فأصواتُ المدافعِ مزَّقتْ كَبِدَ الصغارْ قاومْ أزيزَ الطائراتِ تدُكُّ في حقدٍ شديدٍ كلَّ دارْ قاومْ لأنَّ الموتَ أصبحَ يسكنُ الآنَ الشوارعَ ، والمقاهي والديارْ هذي بقايا من صغارٍ غادروا من أجلِ أن يبقَى الكبارْ هذي وصاياهم إلينا قبلَ لحظةِ قتلِهِمْ دمٌّ ، وأشلاءٌ ، وعارْ وأنينُ شعبٍ تحتَ أنقاضِ الدمارْ

قاومْ فلبنانُ الجميلةُ تحترقْ وجنودُنا حولَ القصورِ