محمود المسلمي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


كلما سأل أحد عن الإذاعي محمود المسلمي تكون الإجابة أنه ذهب لتدريب الأصوات الإذاعية الجديدة في ستديوهات بي بي سي العربية في أحدى العواصم العربية ..وهي مهمة يقوم بها من وقت لآخر مع مواصلة تقديم البرامج الحوارية مثل "نقطة حوار".

آخر مهمة عاد منها كانت في العاصمة المصرية القاهرة ..وهي المكان الذي شهد نشأته الإذاعية في منتصف السبعينيات في "صوت العرب ".

وهو يعتبر نفسه مذيعا مع سبق الإصرار مع أنه تخرج من كلية التجارة بجامعة الزقازيق ..ومن قسم المحاسبة!

ولم يتقدم لكليات الطب والهندسة رغم أن مجموع درجاته في الثانوية العامة كان يسمح له بدخولها لأنه كان يتطلع للالتحاق بكلية الأعلام التي افتتحت حديثا- وقتها- لكن أحد كبار العائلة نصحه بالبعد عنها وأن يدرس شيئا مفيدا!

ولم يجد هو في تلك النصيحة ما يعوق المسيرة التي أختارها لنفسه منذ زمن وهي أن يصبح مذيعا مثل جلال معوض.

كان الاستماع الى الراديو ..وخاصة "هنا لندن"، في بلدته الصغيرة " مشتول القاضي" على مسافة 3 كيلومترات من الزقازيق ، من الاهتمامات التي نشأ عليها والمتع التي أثرت وعيه ووجدانه وأثّرت في كيانه بحيث كان يحفظ شروط التقدم لوظيفة مذيع ..وأولها الحصول على شهادة جامعية.

وعندما تقدم كانت اللجنة التي اختبرته ووافقت على قبوله برئاسة الدكتور مهدي علام رئيس مجمع اللغة العربية ومن أعضائها صبري سلامة " أستاذي" كما يسميه محمود المسلمي .

ويبدو أن الإذاعة كفن ومهنة وحياة أصبحت موضوع حياته، فقد تزوج من إذاعية زاملته عندما تمت إعارتهما الى إذاعة عمان .. ثم كانت من أوائل الوجوه النسائية في تليفزيون السلطنة ولازمته عندما انتقلا منها الى بي بي سي العربية في عام 1991.

وانتقلت عدوى حب الإذاعة الى ابنتهما الصغرى التي اختارا لها أسم "أشرقت" ..وهو من أسماء الأميرات التي تقابلك عند قراءة "ألف ليلة وليلة" .. وعمرها الآن 13 عاما. ولدت في لندن وتتطلع لأن تكون مثل والديها مذيعة ..ولكن في التليفزيون البريطانى.

نسينا أن نقول أن الابنة الأولى اسمها عزة، وهو أسم والدتها أيضا المذيعة عزة الزفتاوي وتدرس طب الأسنان وهي الوحيدة بين الأبناء الثلاثة التي ابتعدت عن الأعلام فمصطفى، الأبن الأوسط ، يكتب في مواقع الأنترنت.

نعود الى الأب الذي بدأ مذيعا ثم مقدما للبرامج ثم مدربا للأصوات الإذاعية من أيام "صوت العرب" وحتى الآن .. وقد أصبح له تلاميذ تدربوا على يديه يذكر منهم جمال الشاعر مدير القناة الثقافية المصرية وحافظ المرازي مراسل "الجزيرة " وأمنية عزمي ووفيق ابو النصر وغيرهم .. وأحدث من تدربوا معه هم الأعضاء الجدد في فريق برنامج "بي بي سي أكسترا"اليومي.

ولا يكتفي محمود المسلمي بتدريب الأصوات ..بل أنه يقوم بمهمة ربما لم يسمع بها كثيرون من قبل هي"تصليح الأصوات "، فهو يعرف العيوب وعناصر الضعف في بعض الأصوات ومن خلال تمارين وتدريبات خاصة يحاول مساعدة صاحب أو صاحبة الصوت على تجاوزها وبعد فترة يعود الصوت "الضعيف" الى أفضل أحواله.

ومن الأصوات التي يحبها:جلال معوض ..صوت مثقف ودافئ ومتحكم في طبقاته وفق الموضوع والمناسبة وطبعا طاهر ابو زيد واحمد طاهر وميرفت رجب وجمالات الزيادي.

ومن الذكريات التي لا ينساها : عندما أشرك المستمعين في اختيار اسم برنامج جديد وإدخال التيترات في تقديم البرامج ..وتجربته مع برنامج "همزة وصل"الذي حقق إقبالا عاليا.

ومن الأصوات التي دربها في بي بي سي العربية: هالة مراد وعمرو الكحكي وصفاء فيصل. والذي قد لا يعرفه جمهور محمود المسلمي من المستمعين له عبر أكثر من 30 عاما أمام الميكروفون نصفها في بي بي سي العربية، هو أنه شاعر متمكن بعيدا عن الميكروفون.