عصور وسطى
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
العصور الوسطى أو القرون الوسطى (Middle Ages) هي التسمية التي إصطلح علي إطلاقها علي الفترة الوسطي الناشئة من تقسيم تاريخ أوروبا الي ثلاثة أقسام (عصور) هي:
- العصور الوسطى المبكرة .
- العصور الوسطى المتوسطة.
- العصور الوسطى المتأخرة .
تتراوح العصور الوسطى من نهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية حوالي القرن الخامس حتي قيام الدول الملكية و بداية الكشوفات الجغرافية الاوروبية و عودة النزعه الإنسانية و حركة الإصلاح الديني البروتوستانتي بداية من عام 1517 . هذة الأحداث هي التي أدت الي دخول أوروبا في مرحلة بداية الحداثة التي تلتها مرحله الثوره الصناعية
فهرست |
[تحرير] العصور الوسطى المبكرة
يشار إلى هذه الفترة المبكرة بأنها العصور المظلمة ، كانت القرون الأولى من العصور الوسطى، خاصة من القرن الخامس إلى أواخر القرن العاشر الميلاديين أقرب إلى أن تكون مظلمة، حيث أصيبت حضارة غربي أوروبا بالانحطاط، ولم يتبق من حضارة الرومان القدامى سوى ما بقي في قلة قليلة من مدارس الأديرة والكاتدرائيات والبلاط والقصور الملكية. أما العلوم التي نقلت عن اليونانيين فقد اندثرت تقريبًا. وكان الذين تلقوا علماً فئة قليلة من الناس، كما ضاع الكثير من المهارات الفنية والتقنية القديمة. وأمسى العلماء، في جهلهم، يتقبلون الحكايات الشعبية والشائعات على أنها حقيقة.
وفي مقابل الظلام الدامس الذي خيم على غرب أوروبا، كانت الحياة أكثر إشراقًا في جهات أخرى من العالم، فقد كان المسلمون في الأندلس في نفس الوقت يعيشون ثراء حضاريًا وثقافيًا وارتقوا في كل المجالات العلمية كالطب والهندسة والبصريات والرياضيات والفلك …إلخ. ثم إن هذه العلوم والمعارف انتقلت من أسبانيا إلى الغرب فيما بعد وامتد نور العلم العربي الإسلامي من الصين شرقًا حتى حدود أوروبا غربًا. كما حافظت الإمبراطورية البيزنطية على ملامح كثيرة من حياة الإغريق والرومان.
وفي بداية القرن الحادي عشر الميلادي، بدأت الحياة الاقتصادية والسياسية تنتعش في أوروبا. وقد أدى الانتعاش إلى تطور ثقافي هائل خلال القرن الثاني عشر الميلادي.
[تحرير] العصور الوسطي المتوسطة
[تحرير] الحملات الصليبية:
الحملات الصليبية أو الحروب الصليبية بصفة عامة اسم يطلق حاليا على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها اوروبيون ما بين اواخر القرن الحادي عشر إلى الثلث الاخير من القرن الثالث عشر (1096 - 1291)، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان ، واسميت بهذا الاسم لان الذين اشتركوا فيها كانوا يخيطون على البستهم على الصدر والكتف علامة الصليب من قماش احمر . كانت السبب الرئيس في سقوط البيزنطيين بسبب الدمار الذي كانت تخلفه الحملات الاولى المارة في بيزنطة (مدينة القسطنطينية) عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وتحول حملات لاحقة نحوها.
إقرأ المقال الأصلي :الحملات الصليبية
'الحروب الصليبية' اسم أطلق على الحملات العسكرية النصرانية المنظمة بشكل رئيسي للاستيلاء على فلسطين بين القرنين الخامس والثامن الهجريين، الحادي عشر والرابع عشر الميلاديين، وذلك لأهمية موقعها الجغرافي بوصفها حلقة وصل بين الشرق والغرب، ولرغبة استعمارية في السيطرة على الأماكن المقدسة. كما أنها كانت رد فعل لفتوحات المسلمين وانتصاراتهم التي جسَّدت التسامح الديني بين مختلف الأديان السماوية. وقد نظم الغزاة القادمون من أوروبا الغربية ثماني حملات رئيسية، فيما بين 490 و 669هـ ، 1096 و1270م. وتعد تلك الفترة فترة توسع اقتصادي لأوروبا الغربية وزيادة قواتها المسلحة. وكان الصــليبيون جزءًا من الحركات التوسعية النصرانية الواسعة.
شارك الملوك والنبلاء وآلاف الفرسان والفلاحون وسكان المدن فيها. وقاتل الكثير منهم لزيادة قواتهم وأراضيهم وثرواتهم، وكسب الصليبيون بعض المعارك، وأسسوا ممالك صليبية على طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط.
كيف بدأت الحروب الصليبية. سيطرت الإمبراطورية البيزنطية خلال القرن السادس الميلادي على معظم الأراضي المجاورة للبحر المتوسط، بما فيها جنوب شرقي أوروبا وآسيا الصغرى (تركيا حاليًا) وفلسطين وسوريا وإيطاليا وأجزاء من أسبانيا وشمالي إفريقيا. وفتح العرب المسلمون فلسطين في القرن السابع الميلادي. وقد سمح الحكام العرب المسلمون للنصارى بزيارة دور العبادة. انظر: القدس.
وفتح السلاجقة الأتراك آسيا الصغرى وفلسطين وسوريا في القرن الحادي عشر الميلادي. وهزموا البيزنطيين في معركة ملاذكرد في آسيا الصغرى عام 464هـ ، 1071م وأسروا إمبراطورهم رومانوس. انظر: ملاذكرد، موقعة
طلب الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنينوس عام 489هـ، 1095م المساعدة من البابا أوربان الثاني بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في قتاله ضد الأتراك. ووافق البابا على ذلك وكان يرغب في الاستيلاء على الأماكن المقدسة انطلاقًا من التعصب والحقد الكامنين في نفسه، وكذلك، لكسب القوة والهيبة لنفسه. وعقد أوربان في خريف 489هـ، 1095م مجلسًا لقادة الكنيسة في كليرمونت الفرنسية، حثَّ فيه الأوروبيين على وقف القتال فيما بينهم، والاستيلاء على الأراضي المقدسة، ووعدهم بمكافآت روحية ومادية مقابل أعمالهم. وأثارت الرغبة في القتال أوروبا الغربية، وانضم الآلاف للأسباب السالفة الذكر.
كما التحق العديدون بالحملات الصليبية لأسباب مختلفة أخرى، منها الحصول على الأراضي، وتوسيع التجارة، والغايات الدينية، إضافة لرغبة العديدين في التخلص من شظف العيش وصعوبته.
الحملة الأولى (489 - 493هـ، 1096 - 1099م). قاد المنصر بطرس الناسك، والتر المفلس، مجموعة غير مدربة وفوضوية عُرفت بالفلاحين الصليبيين. وطالبت عناصرها بالطعام والمأوى أثناء تحركهم عبر أوروبا الشرقية باتجاه القسطنطينية (إسطنبول حاليًا)، ولمّا عمد هؤلاء الفوضويون إلى السرقة قتل الكثيرون منهم على يد الأوروبيين الغاضبين وقضى الأتراك على عدد كبير من البقية الباقية منهم في آسيا الصغرى.
تألفت الجيوش الأساسية التي أرسلها البابا من الفرنسيين المدربين جيدًا والفرسان النورمنديين. وشارك فيها جودفري البولوني، وريموند كونت تولوز، وروبرت الفلاندري، وبيهموند من تارنتو. وانضمت إليهم القوات البيزنطية في القسطنطينية وتمكن الجيش الموحد من الاستيلاء على نيقية عام 491هـ ، 1097م.
وبعد ذلك، انقسم الجيش وسار الأوروبيون الغربيون نحو القدس، وخاضوا العديد من المعارك الدموية على طول الطريق، وكان أكثرها صعوبة حصار أنطاكية (مدينة تركية الآن)، حيث هلك الكثيرون بسبب الهزيمة التي ألحقها بهم الأتراك، ورحل الآخرون. ووصل الأوروبيون القدس في صيف 493هـ، 1099م، واستولوا على المدينة المقدسة بعد ستة أسابيع من القتال، ثم عاد معظمهم لأوطانهم. وقسّم القادة الأراضي التي احتلوها إلى أربع دول سمّوها دول الصليبيين اللاتينية، وتضم مقاطعة إديسا (الرها) وإمارة أنطاكية، ومقاطعة طرابلس، ومملكة القدس.
الحملة الصليبية الثانية (542 - 544هـ، 1147 - 1149م). دعا إليها القديس برنارد كليرفو بعد أن استرد عماد الدين زنكي (ت 541هـ ، 1144م) الرها، وبدأ سلسلة من المعارك ضد الصليبيين انتهت بإجلائهم عن الشرق الإسلامي، وقاد الحملة الصليبية ملك فرنسا لويس السابع وكونراد الثالث الألماني. وقاد الجيوش الإسلامية نور الدين محمود الذي خلف أباه عماد الدين زنكي، واستطاع أن يستولي على بعض ما كان قد احتله الصليبيون، وأسر جوسلين الثاني وبوهمند الثالث حاكم أنطاكية وريموند الثالث حاكم طرابلس.
الحملة الثالثة (585 - 588هـ ، 1189 - 1192م). تابع المسلمون مهاجمتهم للغزاة، وتمكن السلطان صلاح الدين الأيوبي من توحيد مصر وســوريا عام 579هـ ، 1183م، وهزمهم عام 583هـ، 1187م في معركة حطين، وظلت المدن الساحلية مثل: صور، وطرابلس، وأنطاكيا، في أيدي الغزاة وكان أبرز القادة الأوروبيين في هذه الحملة، الإمبراطور الألماني فريدريك الأول (المدعو بربروسا) والملك البريطاني ريتشارد الأول (قلب الأسد) والملك الفرنسي فيليب الثاني (أوغسطس).
غرق فريدريك وهو في طريقه إلى الأراضي المقدسة عام 586هـ، 1190م، واحتل الغزاة ميناءي عكا ويافا الفلسطينيين عام 587 هـ، 1191م. ولما فشلت هذه الحملة في احتلال القدس، قام ريتشارد بقتل أسرى المسلمين، وعاد فيليب إلى بلاده، وعقد ريتشارد هدنة مع صلاح الدين لمدة ثلاث سنوات سمح بموجبها للنصارى بزيارة بيت المقدس.
الحملة الرابعة (599 - 601هـ، 1202 - 1204م). أقنع البابا إنوسنت الثالث الأوروبيين بالانخراط في الحملة الرابعة التي يفترض أن تتوجه للأرض المقدسة، إلا أن قادتها قرروا مهاجمة مصر لإضعاف القوة الإسلامية. وتعاقدوا مع تجار البندقية لنقلهم بالقوارب إلى مصر؛ ولكن لم يصل إلى البندقية إلا ثلث العدد المتوقع الذي لم يتمكن من دفع تكاليف السفن.
الحملات الصليبية الأُخرى. استمرت الحملات الصليبية في القرن الثالث عشر الميلادي. ففي الحملة التي عرفت بالحملة الخامسة (614 - 618هـ، 1217-1221م)، استولى الصليبيون على مدينة دمياط في مصر في بداية الأمر، وانتهت حملتهم بالفشل. وقاد الحملة السادسة (626 - 627هـ، 1228 - 1229م)، الإمبراطور فريدريك الثاني الذي أغضب البابا بتوقيعه اتفاقًا مع سلطان المسلمين الملك الكامل قضى بسيطرة النصارى على بيت لحم والقدس، وظلت بقبضتهم حتى استعادها المسلمون عام 642هـ، 1244م. وقاد لويس التاسع ملك فرنسا الحملة السابعة (644 - 652هـ، 1248 - 1254م)، بادئاً بمصر لاعتقاده بأن الهيمنة عليها تيسر السيطرة على الأراضي المقدسة في فلسطين؛ ولكن المسلمين أسروه وجيشه في زمن شجرة الدر زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب ثم أطلق سراحه لقاء فدية كبيرة، ولكنه عاد وقاد الحملة الثامنة عام 669هـ، 1270م وأنزل قواته في تونس ثم هلك بعدها إثر تفشي الطاعون في صفوف قواته. وكان نصيب الحملة التاسعة التي قادها الأمير إدوارد الأول الفشل عام 670هـ، 1271- 1272م. واستعاد المسلمون عكا آخر معقل للصليبيين في فلسطين عام 690هـ، 1291م.
تمكن المسلمون من استعادة كافة المدن من الغزاة الصليبيين، وأخفق العديد من المحاولات في القرنين الثامن والتاسع الهجريين، الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، وانصرفت أنظار الأوروبيين إلى ما وراء المحيط الأطلسي.
نتائج الحملات. من أبرز نتائج تلك الحملات:1ـ أخفق الغزاة في تحقيق أهدافهم الرئيسية للسيطرة على الأراضي المقدسة. 2ـ توحد المسلمون في مصر والشام لدفع الخطر الصليبي عن بلادهم. 3ـ احتك الأوروبيون بشعوب أرقى منهم فاستفادوا من أفكارهم وعلومهم ونظمهم. 4ـ سقوط الإمبراطورية البيزنطية تحت السيادة العثمانية عام 1453م. 5ـ انحطت هيبة البابا لاستغلال بعض البابوات تلك الحملات لتحقيق أغراض شخصية وسياسية. 6ـ أغنت الحروب الصليبية الحياة الأوروبية، من خلال زيادة التجارة بين المدن الواقعة على البحر المتوسط، فازدهرت المدن الإيطالية وازدادت ثرواتها من خلال نقل الغزاة للشرق الأوسط، وعبرت البضائع الآسيوية خلال أراضيهم. 7ـ تعلم الأوروبيون طرق بناء السفن ووضع الخرائط الدقيقة خلال الحملات. 8 ـ استخدم الأوروبيون البوصلة المغنطيسية لتحديد الاتجاهات. 9ـ ازدهر الأدب والموسيقى في أوروبا وجلب الأوروبيون بعض الآلات الشرقية معهم مثل العود وغيره.
[تحرير] العصور الوسطى المتأخرة
المصدر : أوروبا والإسلام في العصور الوسطى : قضايا المجابهة والعلاقات السياسية والانسانية حاتم الطحاوي الحياة 2004/07/3
بعد نجاح الامبراطور البيزنطي هرقل (610 - 641م) في هزيمة الفرس, ودخول عاصمتهم المدائن عام 628م, جرى الاعتقاد بأن المواجهة الثنائية الكبرى, التي امتدت لعدة قرون خلت, بين الروم المسيحيين, والفرس الوثنيين قد انتهت لمصلحة المسيحية. غير أن أخبار وكتابات المسيحيين الشرقيين, التابعين للنفوذ السياسي البيزنطي, كانت أول من رصدت بزوغ دين جديد في جزيرة العرب. ولم تكتف بهذا, بل سوقت لفكرة مؤداها ان هذا الدين الجديد, ما هو إلا دين مزيف, تم انتحال شعائره من كتابات العهدين القديم والجديد. ويعبر عن هرطقة مسيحية جديدة. وتشير أقدم إشارة بيزنطية إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في العام 634م, بوصفه نبياً مزيفاً, تدعو تعاليمه إلى إراقة دماء البشر, ومهاجمة المسيحيين, ملمحةً إلى أنه لم يسبق أن أُرسل نبي من قبل "... في يده سيف, ويعتلي عجلة حربية". وعندما قام المسلمون بفتح بلاد الشام في الأعوام (636 - 637م), بدأ رجال الدين والمؤرخون البيزنطيون بصياغة فكرة سلبية عن الإسلام, وصورة ذهنية وحشية عن المسلمين. فزعم المؤرخ ثيوفانس (760م - 817م) بأن "المسلم هو شخص يمجد عمليات القتل التي أمر بها نبيه المزيف, الذي سوغ فكرة أن من يقتل عدوه المسيحي أو الوثني يدخل الجنة". وهكذا, فبعد الفشل العسكري أمام زحف المسلمين على بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا, ساهم رجال الفكر في بيزنطة وأوروبا في تشويه صورة الإسلام والمسلمين. وصمهم بالبربرية والوحشية. بل زعموا أن نجاح المسلمين ما هو إلا تعبير عن غضب الرب, وهو ما يظهر في كتابات البطريرك صفرونيوس, وثيوفانس, والمؤرخ الغالي الكاثوليكي فريديجاريوس. وعلى أية حال, نجح الخطاب السياسي والديني البيزنطي في انتاج صورة سلبية عن عدو وثني وبربري, ذو قسمات صارمة وحادة ومدببة, لرجال شعثُ غُبر, يمتهنون إراقة الدماء. كما نجح أيضاً في تصدير هذه الصورة إلى الغرب, لتسكن في الوعي والوجدان الأوروبي. وجاء الفتح الإسلامي للأندلس 711م, ليزيد من عمق الأخدود بين أوروبا المسيحية والإسلام. ودُبجت كتابات عدة في الغرب عن أولئك الأعداء المتصفين بالقسوة المفرطة. ومن أهم تلك الكتابات, ما سطره المؤرخ الانكليزي بيديه (673 - 735م) إذ ساهم في تكريس وصف المسلمين بالأعداء الوثنيين, الذين يجب محاربتهم لأنهم يكنون كراهية عميقة للرب المسيحي. على أنه من اللافت للنظر أن القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين, قد شهدا تنامي النظرة العدائية للمسلمين في أوروبا. بفضل ما اصطلح على تسميته بالحركة الصليبية التي دعا اليها البابا أربان الثاني في مجمع كليرمونت بفرنسا 1095م, إذ امتلأت خطبه ورسائلة بالحض على كراهية المسلمين, ذلك "الجنس الوثني الشرير", "ذرية قابيل, أبناء العاهرات" الذي يتمتع بقسوة وبربرية لا مثيل لها, ويقوم بتدنيس مدينة الرب (القدس). ومن الواجب قتلهم والنيل منهم, واغتصاب أرضهم مقابل الحصول على مكافأة سماوية من الرب. وعلى رغم استقرار المسلمين بالشام لقرنين من الزمان, مع ما تبع ذلك من اتصال اجتماعي بالسكان المسلمين, والمحيط الإسلامي, فإن كتابات الحجاج المسيحيين ورجال الكنيسة الذين زاروا المناطق الصليبية, ساهمت في تكريس نفس النظرة العدائية للإسلام, ونقلها لأوروبا, بحيث ازدهرت ثقافة عدوانية تجاه المسلمين المتوحشين والبرابرة الوثنيين. وكان من الطبيعي أن يعيد الرهبان الأوروبيون ورجال الكنيسة الكاثوليكية انتاج فكرة "الخوف من المسلمين", وخير من فعل ذلك هو الراهب الشهير يواقيم الفلوري (1145 - 1202م), الذي كان يكثر من التأمل في الكتاب المقدس, ليخرج بنتيجة مؤداها أن "المسلمين الهراطقة", قد ورد ذكرهم في الإصحاح الثالث لرؤيا يوحنا, حول طلوع وحش من البحر له سبعة رؤوس تشير إلى أعداء المسيحية, حيث يشير الرأس الرابع إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد زعم اضطهاده للمسيحيين, على حين يشير الرأسين الخامس والسادس إلى السلاطين المسلمين عبدالمؤمن الموحدي في المغرب, وصلاح الدين الأيوبي في مصر والشام. حدث هذا قبل أن يقوم دانتي في الكوميديا الإلهية بوضع نبي المسلمين في الدرك الأسفل من الجحيم, مفضلاً عليه فروسية صلاح الدين. ولا غرو أن تكريس تلك الأفكار التي تدعو إلى كراهية المسلمين, فضلاً عن الخوف منهم, دفعت العديد من الرهبان والمفكرين العلمانيين الأوروبيين إلى انتهاج سياسة هجومية ضد الإسلام. وعلى رغم الاعتراف الأوروبي على المستويين الفكري والكنسي, بالمنتج الثقافي والعلمي للحضارة الإسلامية, إلا أن النظرة الأوروبية للمسلم امتلأت بالخوف والتوجس إزاء ذلك المجهول, الذي يرفع سيفه بغية قتل المسيحي. واستعرت الكراهية العميقة للإسلام والمسلمين في أوروبا في القرون من 14- 16م, على أثر المد الإسلامي الجديد تحت راية العثمانيين, الذين زحفوا نحو البلقان, قبل أن تستدير آلتهم العسكرية لتطبق بعنف على عاصمة المسيحية الشرقية الأرثوذكسية, وينجح السلطان محمد الفاتح في فتح القسطنطينية العام 1453م. وهو ما أحدث صدمة كبرى لدى أوروبا المسيحية, فضلاً عن إحداث حالة من الذعر لدى البابوية وحكام أوروبا بعد سماعهم عن رغبة السلطان فاتح الذي تم وصفه "بالشيطان, الثعبان, الوثني, الشبقي... في الهجوم على إيطاليا حيث الكرسي البابوي في روما. وربما ساهمت قسوة الأتراك العثمانيين, فضلاً عن استخدامهم نظام الدوشرمة بالبلقان في تعميق الجرح المسيحي. ولا بد من أن المؤرخين البيزنطيين المتأخرين قد شحذوا الذاكرة الأوروبية من أجل تكريس نظرية الخوف من المسلمين, فضلاً عن كراهيتهم العميقة. إذ تحدث المؤرخون المسيحيون المعاصرون لسقوط القسطنطينية, عما أسموه قسوة العثمانيين ووحشيتهم, فضلاً عن عمليات اغتصاب الراهبات وسبي الرهبان والسكان وبيعهم في أسواق الرقيق. بحيث كتب الأب ليونارد الخيوسي رسالة إلى البابا نيقولا الخامس (1447 - 1455م) يصف فيها أولاً ما أحدثه العثمانيون من دمار ووحشية, ثم يحثه على ضرورة استعادة تلك العاصمة/ الرمز المسيحي, قبل أن يقوم العثمانيون بمهاجمة أوروبا الكاثوليكية. وعلى رغم سقوط غرناطة 1491م, فإن ذلك لم يسهم في كسر حدة الخوف من المسلمين وكراهيهم, حتى اننا لنجد الملاح الشهير كريستوفر كولمبس يرسل إلى الملكين فرديناند وايزابيلا في العام 1501م رسالة يحضهم فيها على مهاجمة المسلمين في عقر دارهم, واحتلال القدس, معتمداً في ذلك على التنبؤات المزعومة للأب يواقيم الفلوري, وتابعه الراهب أرنو الفيلانوفي (1250 - 1312م) اللذان ذكرا بأن هناك بطلاً مسيحياً سوف يخرج من اسبانيا ليقوم بهزيمة المسلمين, ثم إعادة بناء قبر الرب في جبل صهيون بالقدس.
[تحرير] الدين في العصور الوسطى
[تحرير] محاكم التفتيش :
محكمة التفتيش Inquisition ،ديوان أو محكمة التفتيش هي محكمة كاثوليكية نشطت خاصة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، مهمتها اكتشاف الهراطقة ومعاقبتهم.
تم انشاء محاكم التفتيش على يد الملك لويس السابع ملك فرنسا لمحاربة الخارجين عن المسيحية وتم استخدام محاكم التفتيش في الاندلس بعد احتلال الاسبان لها بغرض محاربة المسلمين وتنصيرهم او قتلهم وقد اسثطاع نابليون بونابرت بعد احتلال اسبانيا من التخلص من محاكم التفتيش.
إقرأ المقال الأصلي : محاكم التفتيش
[تحرير] الإقطاع
كان الاقطاع هو النظام السائد ، حيث كان الأمير الاقطاعي هو السيد المطاع يمتلك القلعة والأرض والمزارع والمراعي والناس الذين يعيشون على أرضه كذلك ، ولذلك كان يسهل سوقهم إلى المعارك إذا ما دعت الحاجة إلى توفير الجند.
[تحرير] الأدب في العصور الوسطى
- بيوولف
[تحرير] تشوسر :
- حكايات كانتربري
كانت الارض التي يمتلكها الاقطاعي تسمي الدومين وكانت تقسم الدومين جزء للفلاحين وجزء خاص بالاقطاعي حيث ان السيد الاقطاعي سواء كان نبيلا او رجل دين فانة يوزع اراضي علي الفلاحين مقابل حراثتهم ورعايتهم للجزء الخاص بالاقطاعي نفسو وكانت الاجزاء الموزعة علي الفلاحين متناثرة وذلك للحفاظ علي العدل في توزيع الارض بين خصبة وفقيرة.
وكان الاقطاعي يفرض ضرائب علي الفلاحين ورسم الولايةtallage وهي امقت شئ لدي الفلاحين حيث انها كانت في بدا الامر ضرائب تفرض علي الفلاح رمزا لتبعيتة للسيد الاقطاعي ثم اصبحت بعد ذلك تفرض علي الارض نفسها بصرف النظر عن الفلاح الذي يعمل بها وكان للسيد الاقطاعي حق فرض هزة الرسوم متي شاء وايضا دون ايالسماح بتقدير رسمي لتلك الرسوم.. وايضا كان هناك الاجورrents وهيتضمن جميع ما علي الفلاح من حقوق لتتصل بالارض اتصالا مباشرا فاذا انتقل الفلاح الي قطعة ارض اخري ظلت تلك الاجور علي الارض مفروضة عيل الفلاح الجديد الذي يعمل عليها.. وكانت تلك الاجور تقدر نسبيا فمثلا هناك قطعة ارض تؤخد اجورها غلال واخري تؤخد اجورها اموال واخري يقوم الفلاح بخدمة الاقطاعي والعمل في ارضة .... وكان المجتمع الاقطاعي.... مجتمعا طبقي في الدرجة الاولي اختفت فية الطبقة البورجوازية(الوسطي)
وظهر البارون وهو من صغار طبقة النبلاء وهو ذلك النبيل الذي منح ارضا من اللورد(الاقطاعي) مقابل خدمات عسكرية فهو يقسم بالطاعة للورد الاقطاعي والظهور معة ضد اعادئة من المقاطعات الاخري.
وعاشو حياة مرفهة يقضون اوقاتهم يف المغامرات وصيد الوحوش وسماع الاغاني والاناشيد والحروب والنزال وكان مسكن البارون عبارة عن قلعة تحمية هو واتباعة من اخطار الخصوم وكان البارون من الممكن ان يخضع لاكثر من قسم مقابل حصولة علي قطع ارض من أكثر من لورد ومن مساوء ذلك انة عند تضارب المصالح بين اللوردات يتحير البارون لاي صف يقف ولاي شخصية ينحاز
وكانت ايضا طبقة العبيد(الفلاحين) وهم اصحاب الحق المهضوم والطبقة الكادحة في المجتمع والعبد هو ذلك الفلاح الزي يقوم الاقطاعي بالاستغلالة كيفا شاء فلا يستطيع الحراك من بيتة الا بأذن من الاقطاعي ولم يكن مخول لة ان يزوج احد ابناءة الا بعلم اللورد وكان التدخل في حياتة مباشرا وغير مباشرا من فرض ضرائب علية وخضوعة بالاضطهاد لمراعاة وفلاحة ارض اللورد وكان يعيش الفلاحين في بيوت صغيرة لا يسمو عن كونة كوخا حقيرا وكان ياكل الخبز الاسمر والفول ولحم الخنزير واما عن نظام الاقطاع في العصر الوسيط فهو نظام سياسي أكثر من كونة نظام اجتماعي ففي لفترة مابين القرنين الحادي عشر والثاني عشر ازدهرت النظام الاقطاعي ككونة نظام سياسي مسيطر واصبح الدومين وحدة سياسية في حد زاتة وخاصة بعدما اختفت الحكومة الكارولنجية وحلت محلها نظام الوحدات المحلية وكانت فيها السلطة للاقوياء (الاقطاعين) وبالتالي اصبح من يمتلك ارضا أكبر ذو سيادة اكبر
[تحرير] === عمارة القرون الوسطى ===
عمارة القرون الوسطى ترجع عمارة القرون الوسطى إلى المنشآت التي بنيت في أوروبا خلال الفترة التاريخية التي امتدت بين القرنين الخامس والسادس عشر الميلاديين. وتشمل عمارة القرون الوسطى في آسيا وإفريقيا وأوروبا العمارة الإسلامية، بما فيها العمارة الأموية والعباسية والعمارة في الدويلات الإسلامية بعد ذلك. انظر: العمارة الإسلامية. وبالنسبة للنصرانية، فقد تمركزت الحياة الروحية والفكرية في القرون الوسطى في أوروبا حول الكنيسة؛ لذا صمم المعماريون الكنائس والأديرة والمباني الدينية الأخرى، كما صمموا القلاع والحصون والمنشآت الأخرى غير الدينية. وطور معماريو القرون الوسطى عددًا من الطرز، وحيث غلب الطراز البيزنطي في أوروبا الشرقية. أما في أوروبا الغربية فكانت الطرز الرائدة هي الكارولنجي والرومانسك والقوطي. وقد سبقت هذه الأنواع الأربعة العمارة النصرانية المبكرة التي ازدهرت في الفترة بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين. العمارة النصرانية المبكرة. تطور أثناء القرون الأولى للنصرانية عدد من الثقافات والطرز المعمارية الإقليمية في أوروبا والشرق الأوسط. ولكن معظم المعماريين النصارى الأوائل اقتبسوا كثيرًا من الرومان، واستخدموا العَقْد والقبو المعماري، واتخذوا تصميم القاعات الرومانية الكبيرة، التي كانت تُستخدم للاجتماعات العامة، كقاعدة لتصميم النوع الرئيسي من الكنائس، أي البازيليقا. ويمكن اعتبار كنيسة القديس بطرس القديمة (بَدْءُ بنائها حوالي عام 330م)كأول وأهم بازيليقا نصرانية مبكرة. وهي تقع في نفس مكان كنيسة القديس بطرس الحالية في روما. ويدخل المصلون إلى كنيسة القديس بطرس القديمة من الجانب الشرقي. وللوصول إلى المدخل يمرون بفناء كبير مكشوف يطلق عليه الأتريوم أو البهو الروماني (فناء صحن الدار أو البهو)، ويمرون كذلك بالدهليز. ويفصل الفناء والدهليز المدينة الصاخبة عن الكنيسة الهادئة. ويشبه المسقط الأفقي شكل الحرف T، والجزء الرأسي للحرف هو الصحن الرئيسي. ويمتد ممران جانبيان على طول الصحن الرئيسي. ويشكل ذراعا الحرف T الجناح الرئيسي للكنيسة. وهناك فراغ نصف دائري يطلق عليه القوصرة، مفتوح من جهة مركز الجناح الرئيسي في الجانب الغربي للكنيسة. ويوجد في هذه القوصرة المغطّاة بنصف قبة مذبح الكنيسة الرئيسي. وفي معظم البازيليقات، تفصل الممرات والأروقة الفراغ الداخلي إلى صحن رئيسي وممرين جانبيين، ويستخدم في بناء معظم البازيليقات طوب عادي أو حجر؛ أما من الداخل فإنها تزدان بالفسيفساء والتصوير الجصي (الفريسكو). وتتكون الفسيفساء من قطع من الزجاج والرخام أو الحجر تُجمع معًا وتشكل صورة أو تصميمًا ما. والتصوير الجصي لوحات تنفَّذ على الجص الرطب. العمارة البيزنطية. في عام 330م، نقل الإمبراطور قسطنطين الأكبر عاصمة الإمبراطورية من روما إلى مدينة بيزنطة فيما يُعرف الآن بتركيا، وغيّر اسم بيزنطة إلى القسطنطينية. وفي عام 395م، انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى شطرين: الإمبراطورية الرومانية الشرقية، والإمبراطورية الرومانية الغربية. وقد سقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية في يد القبائل الجرمانية في القرن الخامس الميلادي، ولكنّ الإمبراطورية الرومانية الشرقية بقيت وعُرِفَت بالإمبراطورية البيزنطية. وبحلول القرن السادس الميلادي، تطور طراز فريد من الفن البيزنطي. وكانت كاتدرائية أياصوفيا بقبتها الضخمة (532 ـ 537م) في القسطنطينية أروع إنجازات العمارة البيزنطية، وقد صممها أنثيميوس أوف تراليس وإسيدروس أوف ميليتوس. واستولى الأتراك على القسطنطينية عام 1453م، وأعادوا تسميتها فيما بعد بإسطنبول، وحولوا أيضًا كاتدرائية أياصوفيا إلى جامع. وكان التغيير الوحيد الذي قاموا به في المظهر الخارجي للمبنى هو إضافة أربع مآذن. وكان لجامع أياصوفيا قبة مركزية ضخمة ترتكز على قاعدة مربعة. وقد صار هذا التكوين سمة عامة للعمارة البيزنطية. وتحمل القبة أربعة مثلثات كروية معكوسة مبنية بالطوب، وتسمى هذه الركائز المعلَّقات. ويستطيع المعماري بناء قبة أعرض وأعلى عما كان ممكنًا عندما كانت الجدران تحمل القبة. وفي داخل أياصوفيا ممرات معقودة بارتفاع طابقين تحيط بالصحن الرئيسي. وقد زُيِّن الداخل بزخارف جميلة من الفسيفساء. وتمثل الفسيفساء أهم الزخارف في معظم الكنائس البيزنطية. وهناك أمثلة أخرى للعمارة البيزنطية تشمل بازيليقا القديس مارك (منتصف القرن الحادي عشر الميلادي) في مدينة البندقية بإيطاليا، وكنيسة القديس باسيل (1554ـ1560م) في موسكو. العمارةالكارولنجية. سميت العمارة الكارولنجية على اسم شارلمان الذي كان ملكًا على الفرانكيين (الفرنجة) بين عامي 768 و 814م. ومن عاصمته في موقع أخن حاليًا في ألمانيا الغربية، حكم شارلمان مساحات شاسعة شملت معظم أوروبا الغربية. أراد شارلمان وعائلته إحياء الثقافة النصرانية المبكرة في روما. وادعى المعماريون الكارولنجيون أنهم نقلوا عمارة النصرانية المبكرة، ولكنهم غيروا في النماذج حتى تناسب احتياجاتهم. وكانت لهم إسهامات شهيرة فيما يخص تصميم الكنيسة والدير. فقد اتبع المعماريون المسقط الأفقي للبازيليقا ولكنهم أضافوا أماكن للصلاة وأضرحة مطورة وأبراجًا عالية وابتكروا أيضًا مدخلا يعرف بالعمل الغربي (وستويرك) ضم ردهة ومصلى وأبراجًا صغيرة تسمى التورتات. طوّر الرهبان الكارولنجيون مسقط الدير الذي ترتبط به الكنيسة والمكتبة والمطبخ ومرافق أخرى بممرات مغطاة. عمارة الرومانِسك. بدأت هذه العمارة أواخر القرن التاسع الميلادي، وحققت أعظم إنجازاتها في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين. وأكثر مباني الرومانسك أهمية هي الكنائس التي صُمِّمت في إيطاليا أولاً، ثم في فرنسا وألمانيا وأسبانيا وإنجلترا أخيرًا. وابتكر العلماء في القرن التاسع عشر الميلادي مصطلح الرومانسك الذي يعني: مِثْل الرومان. ويعتقد هؤلاء العلماء أن عمارة الرومانسك هي أساسًا انعكاس للتصميمات الرومانية. ومع ذلك فإن عمارة الرومانسك هي في الواقع مزيج من العمارة الرومانية والبيزنطية وأنواع أخرى. وتختلف كنائس الرومانسك نوعًا ما من بلد لآخر، ولكن معظم الكنائس تشترك في ملامح معينة. فكنيسة الرومانسك النموذجية لها جدران سميكة وأعمدة مبنية متقاربة وعقود ضخمة مقوسة. ويرتفع برج من السقف عند النقطة التي يتقاطع فيها الجناح الرئيسي مع الصحن الرئيسي للكنيسة. وتحمل البرج أربع ركائز تسمى الدعامات. وهناك عقود محمولة على أعمدة تفصل الصحن الرئيسي عن الممرين الجانبيين. وقد بُنيت شرفة داخلية تطل على الممر الجانبي المعقود تسمَّى ترايفوريم (رواق ثلاثي العقود). ويعلو الشرفة إضاءة علوية من خلال صف من النوافذ في داخل عقود. وخلال فترة الرومانسك، جاء كثير من الناس إلى هذه الكنائس للزيارة. وكانت مجموعات من الزوار تسافر مخترقة أوروبا وفلسطين لزيارة الكنائس التي كانت تحتوي على رفات وممتلكات بعض القديسين. وكانت الكنائس المهمة ضخمة جدًا تستطيع أن تستوعب أعدادًا كبيرة. ومثال ذلك كنيسة سانت سرنين (حوالي 1080 - 1120م) في تولوز بفرنسا. تضم هذه الكنيسة جناحين على جانبي الصحن الرئيسي. وتفتح على الممر الدائري المحيط بالقوصرة مصليات صغيرة. ويسمح هذا المسقط للزوار بالتحرك خلال المبنى على طول الممرات دون إزعاج للمراسم التي تقام عند المذبح الرئيسي. انـظر: فن العمارة الرومانسكي. العمارة القوطية. ازدهرت في غربي أوروبا في الفترة الممتدة بين منتصف القرن الثاني عشر والقرن الخامس عشر الميلاديين. وكلمة قوطي أصلها مصطلح اشتُقَّ من كلمة تعني الرَفْض. واستخدمها الفنانون والكتاب في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، الذين أرادوا إحياء العمارة الكلاسيكة لقدماء الإغريق والرومان في أوروبا. وقد اقترن الطراز القوطي بالقوط وبالشعوب الجرمانية التي دمرت كثيرًا من الفن الكلاسيكي في القرن الخامس الميلادي. وعارض كثير من الفنانين والكتاب التصاميم القوطية المعقدة وغير المنتظمة التي اختلفت كثيرًا عن النمط الكلاسيكي المتناسق. وقد مكن نظام تشييد جديد المعماريين القوط من تصميم كنائس بجدران رقيقة ودعامات أخف من تلك التي كانت في كنائس الرومانسك. وكثير من الدعامات مكونة من مجموعات من الأعمدة بارتفاع عدة طوابق. وقد مد المعماريون القوطيون الدعامات إلى السقف، ثم قوّسوا كل عمود في شكل أضلاع مثل المظلة المفتوحة، وسدوا الفراغات بين الأضلاع بالحجر. وكانت تلك الأقبية المضلعة ضمن أهم الخصائص التي تميزت بها العمارة القوطية. وهناك مظهر آخر للطراز القوطي هو العقود المدبَّبة والاستعاضة عن أجزاء كبيرة من الجدران بنوافذ ذات زجاج ملون. وكان لمعظم الكنائس دعامات طائرة، وهي دعامات على هيئة عقود بشكل متعامد من الطوب أو الحجر تبُنى على الجدران الخارجية. نحت المثَّالون أشكال القديسين وأبطال النصرانية على أعمدة مداخل الكنيسة. وقد اعتقد النصارى في القرون الوسطى بأن هؤلاء القديسين والأبطال سكنوا مبنى الكنيسة ودعَّموه. انظر: الكاتدرائية؛ تشارتر؛ كاتدرائية نوتردام.

