ماطر

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

شعار بلدية ماطر
شعار بلدية ماطر

ماطر مدينة تقع في شمال الجمهورية التونسية على مسافة 66 كلم شمال غرب مدينة تونس العاصمة.

فهرست

[تحرير] جغرافية ماطر

تقع مدينة ماطر على مقربة من محمية إشكل, أكبر محمية طبيعية في شمال إفريقيا, وتمثل مركز إحدى معتمديات ولاية بنزرت حيث تعد 31345 ساكن موزعون على 7319 عائلة تقطن 6060 مسكن حسب المجلة التي أصدرتها بلدية المدينة سنة 2006 أما المعتمديّة فتعد 56247 ساكن حسب إحصائيات سنة 2004.

يرى البعض أن الأصل الايتيمولوجي لاسم المدينة يرجع إلى اللاتينية "Matarensis" وهي عبارة تعني المدينة المحصنة في العصر القديم في حين أن أهل الجهة يرون أن التسمية مشتقة من عبارة "ماطرة" أو "أمطار" نظرا لأن الجهة تشهد طقسا ممطرا.

تأسست بلدية المدينة منذ 12 أكتوبر 1898 نظرا لأهمية المدينة جغرافيا واقتصاديا وحتى عسكريا حيث اعتبرت مدينة إستراتيجية خلال الحرب العالمية الثانية.

تقع ماطر في قلب منطقة فلاحية من الدرجة الأولى لما تتميز به من خصوبة الأرض والسهول الممتدة. يعقد سوق المدينة كل جمعة وسبت حيث يقع بيع وشراء خاصة الحيوانات والحبوب وهو أهم أسواق الجهة حيث يجمع فلاحي الجهة والمناطق القريبة (الجفنة, جومين, بازينة, سجنان, غزالة...) وتجار من جميع جهات الجمهورية التونسية. تعتبر المدينة أيضا قطبا صناعيا حيث تضم منطقتين صناعيتين تتمركز بهما عدة شركات منها الأجنبية التي تعمل في عدة صناعات كصناعة الاسلاك الكهربائية والالكترونية والصناعات الميكانيكية والاتصالات وصناعة النسيج...

تمثل مدينة ماطر أيضا قطبا من الأقطاب العلمية في تونس حيث تضم المدرسة العليا للفلاحة و المعهد الأعلى للدراسات التطبيقية والتكنولوجية ﻛﻤﺎ تضم ﻣﺭﻛﺯ ﺍﻟﺗﺪﺭﻳﺐ و ﺍﻟﺘﻛﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ.


[تحرير] ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎل

تأسست بمدينة ماطر الشعبة الدستورية التابعة للجنة التنفيذية سنة 1922 وهي أول شعبة تتأسس خارج مدينة تونس العاصمة ويعود الفضل في ذلك للمناضل حمودة بن ميهوب. حضر هذا التأسيس بتفويض من اللجنة التنفيذية أحمد توفيق المدني و الشاذلي خزندار و الطيب الجمل وعدد من أحرار ماطر الذين انتخبوا حمودة بن ميهوب كاتبا عاما والطاهر خمومة أمين مال ومسعود العجابي أمين مال مساعد ويونس بن جابالله الذوادي كاتب إدارة إضافة إلى خمسة أعضاء. تلى هذا التأسيس انتخابات أخرى في 04/08/1937 انتخب خلالها حمودة بن ميهوب رئيسا و ثلاث كتاب وأمين مال وكاهية أمين مال و خمسة أعضاء.

واجه المجتمعون في الجلسة التأسيسية للشعبة المنع والتهديد بالسجن من قبل المستعمر الذي عاقب صاحب المنزل الذي تم فيه الاجتماع علي بن صالح البجاوي بخطية مالية إلا أن الاجتماعات تواصلت بأماكن مختلفة من المدينة فانخرط العديد من أهلها وأصبحوا يحملون بطاقات الاشتراك في الشعبة.

مثل تأسيس الشعبة الدستورية التابعة للجنة التنفيذية بمدينة ماطر منطلقا لتأسيس شعب الحزب بالشمال والشمال الغربي للبلاد التونسية بفضل التحرك الناشط للشيخ حمودة بن ميهوب مرفقا في أغلب الأحيان بيونس بن جابالله الذوادي والطاهر خمومة فتتالى تأسيسها على سبيل المثال في كل من تبرسق والكريب وبورويس والسرس ولخوات والكاف وسليانة ومكثر وتاجروين وفريانة وعدة مدن أخرى.

عندما صدرت فتوى في مسألة التجنيس تقدم أهالي ماطر في 22/04/1933 بلائحة احتجاج إلى الحكومة المحلية معلنين تضامنهم مع تلامذة جامع الزيتونة مطالبين بدفن المجنسين بمقبرة خاصة بهم. فجند الدستوريون من أهالي المدينة أقلامهم لنشر مقالاتهم في صحيفة الإرادة يكتبون في جميع المجالات كلما رؤوا مسا بكرامة التونسي وحقوقه المشروعة متحدين المستعمر في خطوة جديدة تلت الاجتماعات السرية ونشر الدعوة للانخراط بالشعبة الدستورية. من هذه المقالات مقال "لمن نرفع أصواتنا" ومقال "الدستوريون والإدارة المحلية" نشرا في 27/08/1934 كما كتبوا في العدد الصادر يوم 27 سبتمبر من نفس السنة اثر زيارة عبد الرحمان اللزام، أحد نواب المجلس الكبير، لمدينة ماطر مقالا فضحوا فيه النوايا المبيتة من الزيارة والأعمال التي يقوم بها نواب المجلس في حق الشعب التونسي وتحريض الحكومة ضد المواطنين فكتبوا "فليمضي اللزام هو وجماعته في سبيله ما دامت مجهوداتهم مبذولة لإراقة الدماء وتغريب الناس عن ديارهم". وكان اللزام اجتمع بفلاّحي الجهة مدعيا أنه يبشرهم بوقف الديون المتخلدة بذمتهم وتقسيطها.(1)

[تحرير] الاﺳﺘﻘﻄﺎب ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻤﺎﻄﺮ

أدى الزعيم الحبيب بورقيبة في فيفري 1950 زيارة لمدينة ماطر فأحاط به عند وصوله عدد من الشبان وتم رفعه على عنق سكرتيره وساروا به إلى سوق الدبدابة وهناك تهافت عليه الناس من كل حدب وصوب كما قدمت حافلات محملة بالناس من طبربة ورأس الجبل وبنزرت ومنزل بورقيبة. تقدم الحبيب بن محمد الحبيب رئيس الشعبة آنذاك فألقى كلمة الترحيب ثم تقدم الزعيم الحبيب بورقيبة فألقى كلمة أكد فيها على ضرورة وحدة الشعب والاستقلال رغم حدوث مناوشات من قبل الشيوعيين لإفساد الاجتماع. وصف خطاب الزعيم الحبيب بورقيبة الذي ألقاه بماطر بالخطاب المعتدل حيث تجنب تحريك مشاعر جماعة اللجنة التنفيذية الذين قاطعوا زيارته. اثر إلقاء الخطاب توجه موكبه إلى جامع بوثنية حيث أقيمت مائدة على شرفه. قام بعد ذلك بزيارة إلى الجامع الكبير فادى به صلاة المغرب وودع الجماهير عائدا إلى العاصمة. حاول رجال المستعمر وعملاءهم منع السكان بشتى الوسائل من المشاركة في الاستقبال وخاصة الذين يقطنون بالجهات التي حول مدينة ماطر فلم يثنهم ذلك عن الحضور حيث أنهم سلكوا ممرات بعيدة عن الطرقات المؤدية إلى لمدينة إلى أن وصلوا المكان الذي أقيم فيه حفل الاستقبال.(2)

تلت زيارة الزعيم الحبيب بورقيبة إلى ماطر زيارة صالح فرحات رئيس اللجنة التنفيذية و محي الدين القليبي مدير الحزب الدستوري فأقيم لهما حفل استقبال كبير من طرف إطارات شعبة اللجنة التنفيذية بالمدينة. بعد الانتهاء من مأدبة الأكل التي أقيمت على شرفهما بدار يوسف الميموني ألقى صالح فرحات خطابا مطولا أكد فيه على ضرورة النضال من اجل تحرير البلاد من براثين الاستعمار قائلا انه "من حق الأمة أن ترجع إلى حالتها الطبيعية إلى الاستقلال التام والحكم الديمقراطي".(3)

خلافا للمدن التونسية الأخرى التي لم تتوانى عن مقاطعة زيارة المقيم العام الفرنسي لها، مقاطعة سلبية، بعدم الحضور فان عشرة آلاف مواطن من أهالي مدينة ماطر خرجوا متظاهرين في وجهه أثناء زيارته للمدينة في أكتوبر 1950. فعندما وصل "ووقف داخل سيارته ليحي المستقبلين دوت الأصوات كالرعد تحتج وتنادي باسم الزعيم الحبيب بورقيبة" فأسرع نحو مقر البلدية بينما انهال الجنود يضربون المواطنين لتفريقهم.


[تحرير] ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ

  1. ^ وﻃﻦ ﻣﺎﻄﺮ، ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻌﺠﺎﺑﻲ
  2. ^ جريدة الزهرة 1950/02/15 و جريدة الأسبوع 1950/02/20
  3. ^ جريدة الإرادة 28/02/1950


بوابة تونس تصفح مقالات ويكيبيديا المهتمة بتونس.
هذه بذرة مقالة عن الجغرافيا تحتاج للنمو والتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.
لغات أخرى