كردستان

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


كردستان تعني أرض الكرد، وهي المنطقة الجغرافية التي يقيم فيها الأكراد في الشرق الأوسط. المنطقة موزعة على خمس دول هي: العراق، إيران، سوريا، و تركيا و أجزاء من دول الاتحاد السوفياتي السابق. من الصعب تحديد المنطقة الجغرافية لكردستان لعدم اعتراف الدول آنفة الذكر بهذا الكيان.

ويعتقد الأكراد أنه تم تقسیم كوردستان علی الدول الأربعة قسرا في اتفاقیة لوزان المبرمة بین الدول المنتصرة في الحرب العالمیة الأولی.

تعترف إيران والعراق بمنطقة كردية على أراضيهم. اما سوريا التتي تحتوي علي اقل عدد من الأكراد بين الدول الاربع، و نظيرتها تركيا فترفضان ذلك.

[تحرير] الاشتقاق للكلمة

عرفت المنطقة منذ زمن بارض الكورد، في عصر حضارة ما بين النهرين، و كانو السومريون يسمون المنطقة بكورا، قوتيوم، او ارض كاردا. اما الأشوريون فكانو يسمونها بكورتي، و البابليون بقاردو، و الاغريق بقاردوتشوي، و الرومان بكوردرين، و العرب بأرض الأكراد. اما عن "ستان" فهي كلمة إيرانية تعني ارض. اما كردستان بالكوردي فتعني "كوردواري Kurdwari".

يعتقد ان أول من استخدم مصطلح "كردستان" كان سلطان سانجار الملك الكردي في القرن ال12.

اود ان اشير هنا إلى نقطة هامة وهي ان المعلومة الواردة هنا في الموسوعة عن تقسيم كردستان تقول بان الكرد يعتقدون بان كردستان قد قسمت في معاهدة لوزان، والاجدر هنا ان تؤكد الامر لا ان تعتقده لانه بالفعل وبوجود وثائق تقرر تقسيم كردستان بين الدول الاربع المحيطة بها.(جوتيار تمر)

تقسيم كردستان* جوتيار تمر/دهوك Jutyar_13@yahoo.com

تأكيداً على ما سبق وانذكرته هنا من قبل، من أن الأعتقاد بنقسيم كردستان بعد معاهدة لوزان ليس بامر افتراضي، او مبني على الاعتقاد، بل هو جازم وذلك من خلال الوثائق التاريخية،فاننا نورد هنا ما يدشن رؤيتنا للمسألة متمنين ان نكون منصفين في ذلك. سبق وان نوهنا على أن مسألة تقسيم كردستان كان نتيجة حتمية لمؤتمر لوزان الذي عقد في 27 تشرين الأول عام 1922 في سويسرا، حيث أرسلت بريطانيا وفرنسا وايطاليا دعوة من اجل عقد هذا المؤتمر إلى حكومات الولايات المتحدة الأمريكية واليابان واليونان ورومانيا ويوغسلافيا(السابقة) وحكومة استنابول العثمانية وحكومة المجلس الوطني الكبير في انقرة . ومن المؤكد تاريخياً أن هذا المؤتمر عقد بعدما لم يتوصل الأطراف المعنية في معاهدة سيفر التي وقعت في 10 آب 1920 بين الحلفاء والدولة العثمانية إلى اتفاق نهائي بينهم، ولم تلتزم الإطراف فيما بينها، والتي نصت المادة 62 فيها على إقامة مناطق ذات حكم ذاتي غالبية سكانها من الاكراد في إطار تركيا حسب المشروع الذي يجب وضعه من قبل ممثلي بريطانيا وفرنسا وايطاليا، وألزمت المادة 63 تركيا تنفيذ الحكم الذاتي في الواقع، حسب المشروع الذي اقترحته اللجنة، وذلك خلال فترة زمنية مدتها ثلاثة أشهر، وفي المادة 64 شرعت إمكانية توجه الاكراد إلى مجلس عصبة الأمم بطلب منحهم الاستقلال عن تركيا، وفي البند الأخير لهذه المادة والتي تناول الموصل أكدت على انه من الممكن أن تنضم إلى مثل هذه الدولة الكردية المستقلة بموافقة دول الحلفاء الكبرى وبعد تخلي تركيا عن المناطق الكردية. وبشأن هذه المعاهدة يقول (ف.نيكيتين) ": رغم أن معاهدة سيفر بقيت حبراً على ورق، فإنها مع ذلك تمثل منعطفاً هاماً جداً في تطور القضية الكردية، فلأول مرة في التاريخ تتعرض وثيقة دبلوماسية لبحث مسألة حكم ذاتي محلي للمناطق الكردية التي معظم سكانها من الاكراد، ومن هذه اللحظة، فان الأهمية الدولية للقضية الكردية ما عادت تثير شكوكا لأحد.." وبعد فشل إبرام هذه المعاهدة وافق الحلفاء على قيام اليونان بأعمال عسكرية في الأناضول، وفي الوقت نفسه عقد الاتحاد السوفيتي(سابقاً) معاهدة صلح مع الكماليين وتخلت إيطاليا عن (اداليا) لقاء بعض الامتيازات، ووقعت فرنسا في 20 تشرين الأول 1921 في انقرة اتفاقية مع الوطنيين الأتراك وأخلت (كليكيا)، ثم تخلى الحلفاء عن اليونان وانتصر الأتراك عليهم في 1922. كل هذه الأحداث أجبرت بريطانيا وفرنسا وايطاليا على توجيه هذه الدعوة إلى تلك الدول من اجل انعقاد مؤتمر لوزان ، والذي افتتح في 20 تشرين الثاني 1992، وقد رأس الوفد البريطاني اللورد كرزن وزير الخارجية أما الجانب التركي فقد ترأسه الباشا عصمت اينونو وزير الخارجية ، وبعد مداولات عديدة بشأن قضايا كثيرة لعل أبرزها مشكلة الحدود ومشكلة الموصل، والتي لم تحل فأعلنت الحكومة التركية رفضها لمشروع معاهدة الصلح التي كانت قد تقررت في المؤتمر، ولكن الوفد التركي كان قد وافق على أن تقوم اللجنة المختصة بالمشاكل الاقليمية بأعمالها، وغادر الوفد التركي إلى انقرة في 7 شباط 1923، ومن ثم عاد في 24 تموز 1923 مرة أخرى لانعقاد مؤتمر لوزان، واتفق الحلفاء وتركيا على معاهدة لوزان وتم توقعيها ، ونصت الفقرة الثانية من المادة الثالثة على تعين خط الحدود بين تركيا والعراق بترتيب ودي بين تركيا وبريطانيا خلال تسعة أشهر. ومن هنا يتضح أن تقسيم كردستان بات امراً اكيداً حيث كان من المقرر إقامة حكم ذاتي ومن ثم إمكانية ضم الموصل إلى دولة كردية مستقلة وبموافقة عصبة الأمم، لكن الآن تحول الأمر إلى نزاع بين المصالح البريطانية والتركية في المنطقة، وليس يخفى على احد أن الموصل ضمت بعد سلسلة من المعاهدات إلى العراق ، ففي 5 حزيران 1926 وقعت معاهدة عراقية بريطانية تركية جاء فيها أن خط الحدود بين تركيا والعراق قد تم تعينه بصورة نهائية بالخط الذي وافق عليه مجلس عصبة الأمم(خط بروكسل)، وبموجبها وافقت تركيا على الاعتراف بضم ولاية الموصل إلى العراق مقابل تعديل بسيط في خط الحدود وحصة من نفط الموصل.

  • للمزيد من التفاصيل ينظر تاريخ العراق المعاصر ، للدكتور فاضل حسين ، والدكتور عبد الوهاب عباس القيسي، والدكتور عبد الامير محمد امين،(بغداد-1980).
* الحركة الكردية في العصر الحديث، لجليلي جليل، و م.س.لازاريف، و م. أ.حسرتيان، و شاكرو محويان، و اولغا جيغالينا، ترجمة الدكتور عبدي حاجي، ( بيروت-1992).