مذحج
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مذحج احدى قبائل العرب اليمنية القحطانية من اقدم واعرق القبائل وهي قبائل لها صولات وجولات في ساحات المعارك والقبيلة الحربية الاولى وقد اجتمعت عليها جميع قبائل عدنان وما استطاعت وهناك من حاول تغيير التاريخ في العهد العباسي وهذا الشي معروف وكان الهدف منه ازاله مفاخر بني قحطان و ذكرها الرسول محمد انها القبيلة الاكثر في الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها اليمن، ووجدت أكثر أهل اليمن مذحج" وكانت مذحج لها دور بانتشار الإسلام و وخصوصا الفتوحات حيث انخرطت القبائل اليمنية المعروفة بقوتها بالفتوحات الاسلامية وحروب الردة وكان لها فوراس عظماء منهم فروة بن مسيك المرادي رضي الله عنه . و جاء في كتاب "منال الطالب" لابن الأثير: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل عمرو بن معد يكرب، و كان أنفذه سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه بعد فتح القادسية، فراح عمر يسأله عن قبائل الجيش الفاتح فقال: ما قولك في علة بن جلد؟ قال عمرو: أولئك فوارس أعراضنا ، و شفاء أمراضنا، و أقلنا هرباز قال عمر: فسعد العشيرة؟ قال: أعظمنا خميسا، وأكبرنا رئيسا، وأشدنا شريسا. قال ابن الأثير معلقا: يريد أن سعد العشيرة أكثر مذحج جيشا، وأكبرهم في الرياسة والتقدم ، وأشدهم بأسا و شجاعة. فقد جمعوا بين الكثرة و الرئاسة والشدة. وقعة صفّين عن القعقاع بن الأبرد الطهوي: واللَّه، إنّي لواقف قريباً من عليّ بصفّين يوم وقعة الخميس، وقد التقت مذحج - وكانوا في ميمنة عليّ - وعكّ وجذام ولخم والأشعريّون، وكانوا مستبصرين في قتال عليّ. ولقد - واللَّه - رأيت ذلك اليوم من قتالهم، وسمعت من وقع السيوف على الرؤوس، وخبط الخيول بحوافرها في الأرض وفي القتلى - ما الجبالُ تَهِدّ، ولاالصواعقُ تَصْعَق بأعظم هولاً في الصدور من ذلك الصوت الأشتر فقالوا يوم من أيامك الأول و قد بلغ لواء معاوية حيث ترى فأخذ الأشتر لواءه ثم حمل و هو يقول
إني أنا الأشتر معروف الشتر إني أنا الأفعى العراقي الذكرلست من الحي ربيع أو مضر لكنني من مذحج الغر الغرر
فضارب القوم حتى ردهم على أعقابهم فرجعت خيل عمرو. و قال النجاشي في ذلك
رأيت اللواء لواء العقاب يقحمه الشانئ الأخزركليث العرين خلال العجاج و أقبل في خيله الأبتردعونا لها الكبش كبش العراق و قد خالط العسكر العسكر
اما بالنسبة لمساكن مذحج قديما أشهرها مساكن كما ذكرها تاريخ اليمن القديم وكتاب الهمداني وكتاب المخلف السليماني وهي كالتالي
مخلاف حكم
بلاد حكم ، و هي خمسة أيام ، فيه أودية همدان و خولان والمناطق الوسطى حاليا: ذمار ، رداع ، البيضاء ، الضالع وبلاد آنس ، باجل ، معبر ، و ملوكه من حكم آل عبدالجد، و فيه مدن مثل الهجر و الخصوف و الساعد و السقيفتين ، و الشرجة ساحله ، و ببلد حكم قرى كثيرة مثل العداية و الركوبة و المخارف) و قال: ( و في بلد حكم قرى كثيرة يقال لها المخارف و صبيا). و قال أيضا يصف أودية حكم : (و بها وادي حرض، و حيران و خولان، و واديا بني عبس، و وادي خلب، و وادي زائرة و وادي شابة و ضمد و جازان و صبيا ). المخلاف السليماني وحد الامير سليمان بن طرف الحكمي مخلاف حكم وعثر فأصبح البلاد التابعه للحكميين أكثر إتساعاً وصلت إلى حلي بن يعقوب حدود مكة المكرمة شمالاً وإلى اليمن جنوباً منطقة نجران و تثليث وما جاورها وأشهر حكامها بنو عبد المدان (بني حارث) كما جاء في كتاب الاخبار مدينة مذحج باليمن مدينة حضرموت مخلاف عنس ( بلاد العنسي - اليمن ): هو رأس مخاليف ذمار وساكنيه اليوم بعض قبائل " عنس بن مذحج " ، ويقال إنه منسوب " لعنس بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر ومن توابع مخلاف عنس ( زُبيد ) بضم الأول مع " التصغير " ، وهي من مذحج من ولد زبيد ، وهو " منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك هَكِــر: بفتح الهاء وكسر الكاف وبالراء المهملة ، وهي من البلدان الحميرية المشهورة ، وهي مصنعة قائمة ، في وسطها حقل يحيط به تلال من يمناه وشماله ، وبجانبها قرية الأهجر وهي قرية خاربة من مديرية عنس ، ويقول الشاعر الحميري :- وما هَكِر من ديار الملوك : بدار هوان ولا الأهجرُ وهي مدينة " لمالك بن سقار بن مذحج " ، وكذلك حصن باليمن من أعمال ذمار ، وهي قرية أثرية تاريخية ، تقوم على أنقاضها قرية حديثة تحمل الاسم نفسه وترجع إلى مخلاف عنس وأعمال ذمار وهناك نقش بخط المسند على مدخل المسجد يرجع إلى عام ( 281 ميلادية ) ، يذكر الملك " شمر يهرعش " ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات ، ونقش آخر يحمل اسم الملك " ياسر يهنعم " وكلا النقشين يتعلقان بمدينة هَكِر باليمن بين لحج ومرخة والعوالق هم على الارجح خليط من مذحج والأيزون من حمير، ولايزال اسم مذحج يطلق على قبيلة من قبائلهم، وجاء في الاكليل "وآل ذي يزن باليمن بين لحج ومرخة وهم الأيزون (الاكليل ج 2 ص 246) وذكر محقق كتاب الصفة جزيرة العرب عند الحديث عن يشبم أحد أدوية العوالق العليا "هو واد عظيم، يسكنه آل على من الأيزون،
أودية في منطقة دثينة ،الدهابل باليمن
من بني أود من مذحج ذكرهم الهمداني في الصفة ، وعلق المحقق بقوله "لهم بقية إلى يوم الناس هذا في وادي شرجان من العواذل" (الصفة ص
باليمن بين لحج ومرخة
قبيلة كبيرة من مذحج . هم بنو جعف بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد ، كانت تسكن غرب حضرموت ، ذكر الهمداني في الصفة عند الحديث عن باليمن بين لحج ومرخة كثيرة لجعف (الصفة ص 199) . . - بطن من سعد العشيرة من القحطانية النسبة إليهم جعفي من غير زيادة ولا نقص وهم بنو جعفي بن سعد العشيرة وسعد العشيرة يأتي نسبه عند ذكره في حرف السين المهملة وكان لجعفي من الولد مران وحريم .
من مذحج التاريخ وأعلام مذحج الذين عاصروا الجاهلية والإسلام الشريف الشاعر والفارس يزيد بن عبد المدان الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقيس بن الحصين الحارثي والشاعر والفارس عمرو بن معد يكرب الزبيدي والفاتح قيس بن مكشوح المرادي وفروة بن مسيك المرادي الذي ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات مذحج . ومحميــة بن جزء الزبيدي له صحبة وهو بدري ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخماس والغنائم يوم بدر . وعمار بن ياسر العنسي وأسرته من أوائل المؤمنين برسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة . ومن أعلام مذحج في الإسلام الربيع بن زياد الحارثي ولي خراسان وفتح بعضها وكانت له منزلة عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وشريك بن الأعور الحارثي وكان فارساً وهو الذي قال لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه فإن تك من أمية في ذراهـــــا ***** فإني من بني عبـــد المدان والامير سليمان بن طرف الحكمي والجراح بن عبدالله الحكمي والي خراسان ولما تولي يزيد بن عبدالملك الخلافة سنة 101 هـ ولاه على أرمينيا وأذربيجان فأنصرف إليها بجيش كبير وغزا الخزر و غيرهم وفتح حصن بلنجر وحصونا أخرى ولماتولى هشام بن عبدالملك الخلافة عزلة ثم أعاده عليها فانصرف مرة أخرى للجهاد فغزا الخزر وقتلة فيهم مقتلة عظيمة فجيشوا وعبرو نهر الرس واستشهاده قال عنه الواقدي : (كان البلاء بمقتل الجراح الحكمي على المسلمين عظيما فبكو عليه كل جنوده) وأما سعد العشيرة بن مالك فهو يشكل جذماً كبيراً من قبائل مذحج
[تحرير] من قبائل مذحج
قبيلة الحــداء:
الحداء مديرية وقبيلة في الجنوب الشرقي من ذمار بمسافة ( 31 كم ) ، ينسبها الإخباريون إلى " الحداء بن مراد بن مالك " وهو " مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ " ، وتقع مديرية الحداء فيما بين سهل جهران غرباً وخولان العالية شمالاً وعنس وقيفه جنوباً وناحية الخوبةمن مراد وبني ضبيان من خولان شرقاً وبينهما عزلة بني قوس الذي ينسب اليها مشائخ الحداء ال القوسي وعزلة الكميم وعزلةالملحاء الذي ينسب اليها مشائخ بني بخيت وعزلة زراجة وعزلة ثوبان وعزلة كومان وعزلة بني جميل وعزلة عبيدة العليا والسفلى ، وكل عزلة تشمل جملة بلدان وقرى ومزارع ، ومركز مديرية الحداء في ( زراجة ) ، ومياه الحداء تسيل جميعها في مأرب ، والحداء من البلدان الحميرية ذات الآثار ، وقصر بينون في عزلة ثوبان ثم النخلة الحمراء في عزلة الكميم التي عثـر فيـها في عام ( 1933 م ) على تمـثـالـي ( ذمار علي يهبر وابنه ثاران يهنعم ) ملكي سبأ وذي ريدان ، وآثار أخرى في البردون ، وهي بلدة في عزلة عبيدة السفلى من مديرية الحداء ينسب إليها الشاعر الأديب المرحوم " عبد الله البردوني " مولده سنة ( 1925 م ) ، أفقده الجدري نعمة البصر في ( الخامسة ) من عمره وفي ( السابعة ) تلقى دراسته في ذمار ثم أنتقل صنعاء ، وله أثنا عشر ديواناً شعرياً إضافة إلى عدد من الكتب والدراسات الأدبية والفكرية توفى عام ( 1999م ) ، ومن مخاليف الحداء مخلاف عبيدة، وفيه محل تبن وبه آثار قديمة ، ومخلاف بني زياد محل العقم ، وفيه سد للماء ، ومخلاف ثوبان وفيه نفق ( بينون ) ، ومخلاف بني بخيت به مدينة تسمى ( الأهجر ) فوق بني بداء ، ثم مخلاف كومان وبني حديجة ، وفيهما آثار حميرية عظيمة في محل حطمة ، أما مخلاف الأعماس فيه جبل ( الضلع ) الذي يستخرج منه البلق الجيد ، ومن الجبال الشهيرة وذوات الآثار فيها جبل ( خدق ) ، وهو بين قرى مخلاف الكميم وبني زياد وجبل ( سعير ) وجبل ( سحار ) ومنها ( الحزقة ) بها آثـار عظيمة مثل المسجد المتقن البناء ، والمزخرف سقفه ويشبه جامع صنعاء ومنها سد الكميم
المعروف .
ومن أهم المعالم الأثرية والتاريخية في مديرية الحداء هي :
1- النخلــة : النخلة الحمراء قرية من قرى مديرية الحداء تقع إلى الشرق من ذمار على بعد ( 35 كم ) ، ويحدها من الشمال قرية الزيلة ووادي وجبال النقيل ، ومن الجنوب قرية الحـذفـة ووادي الجهارنة وجبال الصنمية ، ومن الشرق جبال الحيد ووادي الحرورة ، وغربـاً قريـة رياش ووادي وجبال علان ، وكان اسمها الـقديم " يكلى " ، يكلى هي مدينة خربة أعلى عزلة الكميم بالحداء ، وتعرف باسم ( النخلة الحمراء ) حالياً ، ويورد " الهمداني " في كتابه " صفة جزيرة العرب " ( يكلى ) ضمن مخلاف ذي جره ، وتنسب إلى " يكلى بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن حمير " ، وفي حصن ( النخلة الحمراء ) يوجد بقايا من البناء يدهش الناظرين ، وهو بالأحجار العظيمة ( البلق ) البيضاء المنجورة كأنها قطعة صابون ، ويضيف القاضي " السياغي " أن كل حجرة متداخلة بما فوقها وتحتها لا يقدر أحد ينتزع منه حجرة واحدة ، وما كان هذا به إلا بالحريق ، ويبدو أن المدينة قد تعرضت للحريق ، ويشير د . أحمد فخري في كتابه " اليمن ماضيها وحاضرها " إلى أنه في عامي ( 1931 ـ 1932 م ) حفر( راثينس ـRathiens ) في موقع النخلة الحمراء بأمر ولي العهد آنذاك الأمير" أحمد " ووجد فيه آثاراً كثيرةً ، كما يذكر الأستاذ " عبد الله الثور " في كتابه " هذه هي اليمن " أن ولي العهد الأمير " أحمد " قد وجه في عام ( 1939 م ) بالتنقيب عن الآثار في الموقع ، واستخرج عدة تماثيل منها التمثالين البرونزيين المعروضين في المتحف الوطني بصنعاء .
2- تمثـالا (ذمار علي وابنـه ثاران):- تعتبر التماثيل من أهم الشواهد الأثرية المكتشفة ، فهي تعطينا فكرة واضحة عن المعتقدات والطقوس الدينية التي كان يزاولها الإنسان القديم في عصوره السحيقة ، كما أنها تطلعنا على نوعية الملابس التي كانوا يرتدونها وكيفية تصفيف شعور رؤوسهم ولحاهم ، وإذا نظرنا إلى فن النحت عند اليمنيين القدماء سنجد أن أعمال النحت نفذت على مواد من الرخام والمعادن كالذهب والبرونز كتماثيل لبعض الملوك والسيدات ، وقد وجد تمثال من النحت البديع في منطقة مكيراس للأعضاء التناسلية عند كل مــن الرجل والمرأة ، ولربما يرمز ذلك إلى إله الخصب كما تشير السنبلة إلى ذلك أيضاً ، وهناك تماثيل كثيرة عثر عليها في بعض المواقع الأثرية في اليمن ، وهي مصنوعة من البرونز ، ومن هذه المكتشفات عثر في مأرب سنة ( 1952 م ) على عدد غير يسير من تلك التماثيل البرونزية منها تمثال معروض في المتحف الوطني يمثل شخصاً نقش عليه اسمه ، ويرجح أنه من أقدم التماثيل البرونزية التي عثر عليها حتى الآن ، وفي مدينة ( تمنع ) عاصمة دولة قتبان عثر على تمثالين من البرونز يمثل كل منهما لبوة بكفل أسد يعتليها غلام عاري يمسك قوساً بيمناه ويقبض بيسراه سلسلة كانت تنتهي بطوق يحيط بعنق اللبوة .
فالتماثيل اليمنية البرونزية ( عموماً ) ذات قيمة متميزة ، فهي لا تتميز بكثرتها فحسب وإنما بجودة صنعها ودقتها ، وأبرز هذه التماثيل التي عثر عليها حتى الآن هما تمثالا ( ذمار علي وابنه ثاران يهنعم ) .
عثر على هذين التمثالين عام ( 1931 م ) في النخلة الحمراء ( يكلى ) حيث وجدا مكسورين وقطعهما متناثرة وصادئة ، وفي عام ( 1977 م ) عقدت اتفاقية بين اليمن وألمانيا الاتحادية لترميمهما ومحاولة صياغتهما كاملين ( طبق الأصل ) ، وقد مرت عملية الترميم بثلاث مراحل أساسية هي معالجة القطع وتشطيفها ، والثانية هي إعادة صب التمثالين صياغة جديدة ، ( صورة طبق الأصل ) ، والمرحلة الثالثة هي إعادة التركيب ، وفي أواخر سنة ( 1983 م ) أعيد هذين التمثالين إلى اليمن وهما الآن معروضان في المتحف الوطني بصنعاء وهما ذو تأثير .
-.
3-شممه :
- الموقع : تقع شممه في قرية من قرى مديرية الحداء في الناحية الشمالية الشرقية من موقع " الحطمة بني حديجة " في كومان المحرق في شعب يسمى ( شعب المسجد ) على حافة وادي شممه الذي كان يجري فيه غيل على مدار العام مما جعله موقعاً صالحاً للاستيطان قديماً وحديثاً حيث انتقل إليه عدد من سكان القرى المجاورة تمهيداً للاستيطان واستصلاح الأراضي الزراعية القديمة ، يذكر " الهمداني " في كتابه " صفة جزيرة العرب " كومان المحرق : " هي مخلاف من بلاد الحداء ، وتنسب إلى " كومان بن ثابت من آل حسان ذي الشعبين " وهو قسمان كومان المحرق وكومان سنام ، وهم من بلاد وحاظة ثم من حمير ، ويصل كومان إلى بلاد ذي جرة بن نمرة بن مذحج " ، ويقول " الهمداني " في موضع آخر عن لفظة ( شمام ) إنه كان فيه معدن وفضة وبه آلاف المجوس يعملون المعدن ، وبه بيتا نار يعبدان ، ومن معادن شمام الفضة والصفر ومعدن الماس ، وتشتهر شممه الآن بين الأهالي بكونها تحتوي على حجر يسمى ( حجر شممه ) والذي يؤكده " الهمداني " أعلاه فيما يروي الأهالي عدداً من الأساطير حول هذا الموقع .
5- بينون :
- الموقع :- بينون ، جبل ، نفق ، حصن ، وتوجد هناك ( حالياً ) قرية صغيرة ، تقع بينون شمال شرق ذمار مقابلة لكراع حرة كومان في مديرية الحداء وعزلة ثوبان جوار قرية النصلة وعلى مسافة ( 54 كم ) من مدينة ذمار .
بينون ينسبها " بامخرمة " إلى " بينون بن محمد بن عبد الله البينوني " روى عن " مبارك بن فضالة " وعنه " محمد بن عيسى بن الطباع " وطبقته ، ويذكرها " الهمداني " في كتابه الموسوعي " الإكليل ج8 " بأنها هجرة عظيمة وكثيرة العجائب وفيها قصر الصبايا وإن الملك الحميري " أبو كرب أسعد الكامل " كان يتخذها واحدة من قواعد حكمه .
وبينون حصن من حصون حمير الشهيرة في أعلى جبل مستطيل ، وفي ذلك الجبل طريق منقورة في وسطه قد تهدمت وهذا الجبل متوسط بين جبلين تفرق بين كل أرض فيها مزارع ، وكان في سفح الجبل الشمالي عين تسمى غيل ( نمارة ) تسقي الأرض التي بينه وبين بينون ، وفي الجبل الجنوبي طريق منقورة في بطنه على طول ( مائتي ذراع ) تقريباً يمر منها الجمل بحمله ، وهي باقية إلى الآن ، وفوق باب الطريق من الجانبين كتابة بالمسند الحميري ، ومن هذا الطريق ساقية قديمة قد تهدمت كانت تصل غيل هجرة إسبيل بالأرض الواقعة بين حصن بينون والجبل اليماني أي الجنوبي لتسقي هذه الأرض من غيل الهجرة ؛ ولشهرة بينون ومبانيها فقد أتى ذكرها كثيراً في أخبار حمير وأشعارهم ، قال ذو جدن الحميري :-
لا تهلكنْ جزعاً في إثر من ماتا فإنـه لا يرد الدهــر من فاتا
أبعد بينون لا عين ولا أثــر؟ وبعـد سلحين يبني الناس أبياتا
ورغم شهرة هذه المدينة وتردد ذكرها في مسامع أهل اليمن في أوائل العصور الإسلامية وبعدها إلى حين ، إلا أن ذكراها انقطعت بعد ذلك ، وطمست من أذهان الناس ، ولم يعرفها إلا أهلها الذين ظلوا أحفاداً أوفياء لتلك المدينة العريقة ، ومعهم المهتمون بعلم الآثار والتاريخ تتألف بينون القديمة من واديين يتوسطهما جبل منفرج في وسطه ، وأبرز قمم هذا الجبل ( النصلة ) ، ومن أهم معالم بينون بقايا آثار وحجار منقوشة بخط المسند مزينة بزخارف جميلة ولكن أهم آثار بينون العجيبة كما وصفها " الهمداني " ثلاثة هي :-
أ- بقايا القصر : وقد كان يمثل أروع مبنى في المدينة ، ويقع في قمته حصن منيع يحيط به أكثر من سور ، وتدل آثار القصر على أنه كان مشيداً بحجارة مستطيلة مهندمة ومتعددة الأنواع والألوان ، وقد ذكره " الهمداني " في كتابه الموسوعي " الإكليل ج8 " في أبيات من الشعر ينسبها لأسعد تبع :-
وبينون منهمة بالحديـد ملازبها الساج والعرعـر‘
وشهران قصر بناه الذي بنا بينون قـد يشـهــر‘
ب- النفقان : أعظم عمل هندسي في مجال الري والزراعة نفذا في نحت صخور جبلين ، نحتاً في أصولهما ، والغرض من النفقين إحكام مجرى تحويل السيول من وادٍ إلى آخر ، ويعتبر " الهمداني " ذلك القطع في الجبل من عجائب اليمن التي ليس في بلد مثلها ، وتأتى المياه من وراء جبل النقوب عبر النفق إلى وادي الجلاهم لتجري إلى النفق الآخر عبر جبل بينون باتجاه وادي نمارة ، وحال ما تغادر النفق تجتمع في سد يقع في أعلى وادي نمارة الذي تمتد أراضيه الخصبة مساحات شاسعة .
ونفق جبل بينون مسدود بسبب انهيار مدخله ، أما نفق النقوب فما زال على أوثق حال ، ويبلغ طوله ( 150 متر ) وعرضه ( 3 أمتار ) وارتفاعه ( 4.5 متر ) ، وفي داخل النفق فتحات جانبية يعتقد أنها عملت لتثبت فيها ألواح أو أحجار لتنظيم سرعة تدفق السيول ، وتخفيف اندفاع المياه قبل أن تخرج من النفق إلى ساقية الوادي .
ج - الكتابات : توجد نقوش مكتوبة بخط المسند - بخط غائر - في أعلى مدخل هذا النفق تتضمن أن النفق شق ليسقي وادي نمارة ، وفي مدخل النفق نقشان آخران أحدهما مطموس أما الثاني فيمكن قراءة معظمه ، ويدل محتواه على أنه دون نذراً من أحدهم واسمه " لحيعثت بن زعيم " إلى معبوده ( عثتر ) بمناسبة افتتاح النفق ، إلا أن أهم النقوش التي عثر عليها في بينون تذكر اسم " شمر يهرعش " ( ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات ) ، وقد جاء في النقش ذكر سنة البناء بالتقويم الحميري المعروف وهي ( 420 ) ، وتوافق هذه السنة بالتقويم الميلادي حوالي ( 305 ميلادية ) ، ويرجح الدارسون أن نهاية المدينة كانت في حوالي عام ( 525 ميلادية ) عندما دخل الأحباش اليمن وأنهوا دولة حمير ، ولكن تظل بينون بقصرها وأنفاقها شواهـد مادية باقية على روعة إنجاز الإنسان اليمني وعلى هندسته البديعة في إنشاء
منشآته الشامخة التي تواكب التطورات الحضارية الراقية .
6- جبل حيد الكميم :
الموقع : جبل حيد الكميم ( الصورق ) : يقع جنوب موقع النخلة الحمراء بمسافة ( 3 كم ) ، يحده من الشمال جبل قمقمه ووادي شباغه ، وجنوباً جبل عرعر ووادي خلا ، وشرقاً قرية الهجرة وقهلانٍ قرية من عزلة الكميم وبها حصن قهلان .
- حيد الكميم أحد الجبال المحيطة بمنطقة الكميم ، وفي رأسه حصن منيع به آثار وبنايات حميرية، ويضيف القاضي " السياغي " أن هناك سد لا تزال عمارته قائمة تسقى به مزارعهم حتى ينضب الماء فيه ، وفي قمة جبل صورق ماجل ينحدر سيله إلى السد المذكور .
.
7 - قرية الحطمة : الحطمة بني حُدَيجة ( حُدَيجة بضم الحاء المهملة وفتح الدال المهملة ) بلدة في الحداء إلى الشرق من قرية ( حاجب ) وجنوباً وادي دهمان وجبل السايلة وشرقها وادي الزيادة وغرباً وادي وجبل غول عينه، ويورد القاضي " السياغي " في كتابه " معالم الآثار اليمنية " أن منطقة بني حُدَيجة غنية بآثارها العظيمة وفي أعلى قرية الحطمة بارتفاع ( 25 م ) تقريباً عن الوديان المجاورة شيدت على أنقاض الموقع القديم قرية الحطمة الحديثة ولا يزال الأهالي يستخدمون الأحجار القديمة لغرض بناء منازلهم الحديثة حتى أن بعض البيوت أقيمت فوق أسس أبنية قديمة بأبعادها الأصلية ، وفي واجهات بعض بيوت القرية صف من رؤوس الوعول الرمزية تحتها حزاوز عميقة تبدو وكأنها مستطيلات عمودية غائرة داخل أطر مستطيلة أيضاً ، كما تنتشر في الموقع كثير من قطع الأحجار المهندمة والشقافات الفخارية مع أعمدة من حجر المرمر ،

