مستخدم:Ashraf Makram
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
== تلاميذ السيد المسيح ==القديس يوحنا الحبيب الاسم يوحنا معناه ( حنان الله أو الله حنان ) نشأ في مدينة بيت صيدا في مقاطعة الجليل شمال فلسطين . كان أبوه زبدى ( معناه هبة الله ) صيادا ثريا يملك قاربين ولديه عدد من المأجورين ( مر20:1 ) ويملك بيتا في الجليل ( لو3:8 ، يو27:19 ) وكان يتعامل مع رؤساء الكهنة ولذلك كان يوحنا معروفاً لدى قيافا رئيس الكهنة ( يو15:8 ) وقيل عن زبدي أنه كان حاد الطبع وقد حاول أن يمنع أولاده من تبعية الرب أولاً لولا أن الرب نظر إليه نظرة جعلته يتراجع عن رأيه . أما أم يوحنا فهي سالومة ( سلام صهيون ) وهى من النساء الموسرات التي خدمت السيد المسيح من أموالها ( مر45:15 ) وتبعته إلى النهاية حيث شاهدت صلبه ( مت16:27 ) واشتركت مع النساء في شراء الحنوط لتكفينه كما جاءت إلى القبر في صباح القيامة ( مر1:16 ) وكانت قد طلبت من السيد المسيح أن يجلس ولديها واحد عن يمينه والآخر عن يساره في ملكوته ( مت30:20 ) وقيل أنها عاينت ميلاد السيد المسيح وتبعت العائلة المقدسة إلى أرض مصر . وكان يوحنا في بادئ الأمر تلميذاً للمعمدان إذ قد تبعه وهو في سن العشرين وفي أحد الأيام كان يوحنا وأندراوس واقفين مع المعمدان حيث مر يسوع أمامهم وقال المعمدان " هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم " فتبع يوحنا وأندراوس السيد المسيح ومكثا عنده ذلك اليوم ( يو 35:1ـ 40 ) ثم دعاه السيد المسيح مع بطرس وأندراوس ويعقوب ( مر17:1 ) ولقد أطلق السيد المسيح على يوحنا ويعقوب لقب [ بوانرجس ] أي [ أبني الرعد ] لتعصبهما وغيرتهما إلى حد التهور والطيش ( مر17:3 ) ومن دلائل ذلك أن يوحنا منع شخص يخرج الشياطين باسم السيد المسيح لأنه لم يكن منهم ( مر37:9 ـ 39 ) وعندما رفض السامريين قبول السيد المسيح طلب يعقوب ويوحنا من السيد المسيح أن تنزل نارا من السماء لتفنى أهل المدينة ( لو52: 9ـ 56 ) ولكن نعمة السيد المسيح حولت يوحنا إلى شخص ملأت المحبة قلبه وقد حضر معجزة إقامة أبنة يايروس ( لو51:8 ) وشاهد تجلى السيد المسيح على جبل تابور ( مت1:17، 2) وكان مع السيد المسيح في بستان جثسيمانى ( مر32:14، 33 ) وحضر معجزة شفاء حماة بطرس الرسول ( مر29:1، 30 ) وأعد هو وبطرس الفصح للسيد المسيح ( لو8:22ـ 13 ) وكان أحد الرسل الأربعة الذين سألوا المخلص عن مجيئه الثاني وعلامات ذلك ( مر3:13، 4 ) وفي العشاء الأخير أومأ إليه بطرس أن يسأل السيد المسيح عن شخصية مسلّمه فسأله " يا سيد من هو " ( يو21:13ـ 25 ) وهو الوحيد من التلاميذ الذي دخل مع المسيح إلى دار الولاية ( يو15:18 ) وقد أعهد إليه السيد المسيح برعاية العذراء مريم عند الصليب ( يو27: 9 ) وكان أول من وصل إلى القبر في يوم القيامة ( يو1:20ـ 8 ) وكان مع التلاميذ وقت ظهور السيد المسيح في العلية ( يو19:20ـ 31 ) ووقت الظهور لسبعة من التلاميذ عند بحيرة طبرية كان أول من عرف السيد المسيح قائلاً " هو الرب " ( يو7:21 ) وشاهد مع التلاميذ صعود السيد المسيح ( لو52:24 ) وكان مع السيدة العذراء والتلاميذ يصلون في العلية ( أع13:3ـ14 ) وبالاشتراك مع بطرس صنع معجزة شفاء الأعرج عند باب الهيكل ( أع1:3ـ10 ) وبعد أن عمد فيلبس الكثير من أهل السامرة ذهب كلا من بطرس ويوحنا ليضعا أياديهما على المعمدين ليقبلوا الروح القدس ( أع14:8ـ25 ) وهناك قابلا سيمون الساحر . ويذكر يوسابيوس القيصري أن يوحنا ظل في أورشليم كي يرعى العذراء ولم يغادرها إلا بعد نياحتها حوالي عام 48م ، ويذكر بولس الرسول يعقوب وبطرس ويوحنا على أنهم أعمدة الكنيسة ( غلا9:2 ) . وقد ظل يوحنا الحبيب يكرز في أورشليم واليهودية إلى أن تنيحت السيدة العذراء فذهب إلى آسيا الصغرى حيث كرز في فيلادلفيا واللاذقية وأزمير وبرغاس وثياترا ومعنسيا وهرقلة ولما أراد الذهاب إلى أفسس أستقل هو وتلميذه بروخورس إحدى المراكب ولكن في الطريق هبت عاصفة رعدية شديدة أدت إلى كسر السفينة وسقط الرسول وتلميذه في المياه فقذفت المياه بالتلميذ إلى إحدى الجزر أما القديس يوحنا فل في البحر عدة أيام حتى طوحت به عناية الله إلى نفس الجزيرة فشكرا الروح القدس الذي أنقذهما ثم استقلا سفينة أخرى أوصلتهما إلى أفسس حيث لاقى يوحنا مقاومة شديدة من سكانها لشدة تعلقهم بالأوثان فكانوا يستهزئون بكرازة الرسول شرعوا في قتله ولكن الرب أنقذه . وذات يوم بينما كان القديس ماراً بجوار إحدى الحمامات سمع صراخاً وعلم أن ابن حارسه مستوقد الحمام قد سقط في المستوقد وأخرجوه مينا فصلى القديس بلجاجة ونفخ في وجه الصبي فعادت روحه إليه وعلى أثر ذلك أتى أهل المدينة إليه ليسمعوا تعاليمه وآمن جمع كثير منهم وهكذا جعل القديس مقر كرسيه في أفسس سنة 64م وجعلها عاصمة إيبارشيته . حيث أسس كنائس كثيرة ورسم أساقفة وكهنة ويذكر بعض المؤرخين أن الرسول انشأ فرقة ملائكية من البتولات المكرسات خصصنا بتوليتهن للرب عملا بتعاليم وإرشاد الرسول . في تلك الأثناء كتب يوحنا الحبيب رسائله الثلاثة بين سنة 68ـ 70م وقد كان دومتيانوس قيصر يبغض المسيح فلما سمع بيوحنا الحبيب أحضره إلى روما مكبلا بالقيود وأمر بجلده ثم ألقاه في قدر مملوء زيتا وزفتا يغليان فلم يصب بأي أذى فأغتاظ القيصر ونفاه إلى جزيرة بطمس في بحر أيجه التي أستعملها القياصرة كمنفى للمجرمين والثائرين ضد القانون وللمسيحيين الرافضين عبادة الأوثان حيث كانوا يقضون أوقاتهم هناك في قطع الأحجار . وفي وسط هذه الظروف نرى الروح القدس يخطف يوحنا ليريه عرش الله والمدينة المقدسة ويرى السيد المسيح له المجد في مجده وهكذا يكتب لنا سفر الرؤيا سنة 95م ، وبعد وفاة القيصر أصدر المجلس الروماني قراراً بعودة المنفيين فعاد الرسول إلى أفسس فوجد أن الهرطقات بدأت تنتشر فطلب إليه المؤمنون أن يكتب لهم إنجيلا فقال لهم لنصوم ونصلى لثلاثة أيام وبعد ذلك اجتمعوا فصلى مع المؤمنين كثيراً وبعد انتباهه من سبات عميق قال الآية الذهبية " في البدء كان الكلمة .. " وتلاها بالنص . وكان القديس يوحنا الحبيب عنده محبة شديدة لخلاص الخطاة ، إذ بينما كان في مدينة أزمير رأى بين المجتمعين شاباً قوياً جميل الطلعة ممتلئ غيره فأخذه وقال للأسقف " أنني أستودعك هذا الشاب أمام الكنيسة ومشهداً للمسيح " فقبل الأسقف ذلك وبعد رحيل الرسول من المدينة أخذ السقف هذا الشاب إلى بيته وأعتنى به وعمده ولكنه بعد ذلك خفف من العناية به ومراقبته فأفسد بعض الشباب الفاسدين وكانوا يأخذونه معهم للسرقة وارتكاب الجرائم وهكذا ترك طريق الله وأصبح أعنفهم وكون عصابة وصار رئيساً لهم وبعد فترة رجع القديس إلى مدينة أزمير واستدعى الأسقف وطالبه بالوديعة ( الشاب ) فأخبره الأسقف أنه مات عن الله وعاد إلى شره وصار يسكن الجبال مع عصابته فحزن يوحنا الحبيب جداً ومزق ثيابه ثم طلب حصانا وعرف مكان الشاب وذهب إليه فلما وصل أخذوه اللصوص أسيراً وأتوا به إلى زعيمهم الذي عرف القديس ولفرط خجله حاول أن يهرب ، أما يوحنا فنسى كبر سنه وجرى وراءه بكل قدرته صارخاً يا أبني لا تهرب منى أنا أبيك . أشفق علىّ ، أنني سأقدم للمسيح حسابا عنك وأن لزم الأمر فأنى مستعد أن أموت عنك وأبذل حياتي . فلما سمع الشاب هذه الكلمات ذاب قلبه وبكى بحرقة وعانق الرسول معترفا بخطاياه ، أما يوحنا فوعده بأنه سينال المغفرة من المخلص وقبل يد الشاب اليمنى ولم يغادر المدينة حتى أعاده إلى أحضان الكنيسة . ومع وجود المحبة كان يوحنا شديداً في الحق ، فذات مرة دخل إحدى الحمامات ليستحم فعلم بوجود كيرنثوس الهرطوقى داخل الحمام فهب واقفاً وخرج مسرعا قائلاً لمن معه : " دعونا نهرب حتى لا ينهار علينا الحمام لأن كيرنثوس عدو الحق بالداخل ولا ندخل نحن حيث يكون عدو المسيح . وذكر يوحنا كاسيان عن بساطة القديس وروحانيته فقال : [ أنه شوهد يوما يداعب صقرا فمر عليه أحد الشباب يعمل قناصا ورأى الرسول مع الطير فتعجب من ذلك وسأل القديس هل يقضى وقتاً كبيراً هكذا ؟ أما القديس فأجابه بهدوء " ما هذا الذي في يدك " فأجابه أنه قوس . فقال له : " لماذا أرخيته ولماذا لا تجعله مشدوداً باستمرار ؟ " فأجاب الشاب لأني لو جعلته مشدوداً على الدوام ربما أنقطع أو يفقد قوته في الصيد . حينئذ أبتسم الشيخ وقال له : لهذا السبب أريح أنا نفسي في بعض الأوقات بالرياضة . ] وعن إيمانه القوى قيل أن يوحنا الحبيب في أواخر أيامه امتحنه العداء بأن سقوه كأسا مملوءاً سما ميتاً فلم يؤذيه . ولهذا يصورونه وبيده كأس فيها أفعى . ولما شعر القديس بقرب نياحته دعا إليه جميع الشعب وكان مبتهجاً جداً برؤياهم ثم باركهم وأوصاهم أن يثبتوا على الإيمان وبعد ذلك تمم سر الافخارستيا ثم صرف الشعب إلى منازلهم . ثم اصطحب تلميذه بروخورس ومعه بعض الأشخاص إلى خارج المدينة حيث أمرهم بحفر حفرة كبير ولما انتهوا من ذلك خلع القديس ملابسه الخارجية وطرحها داخل الحفرة . ووقف لابساً ثوب الكتان ورفع عينه وصلى . ثم قال لتلميذه ومن معه أن يعودوا إلى المدينة بسرعة ليخبروا بقية الشعب الذين أسرعوا إلى الموضع الذي فيه القديس ولكنهم لما اقتربوا من الحفرة لم يروه فقد فارق الحياة ودفن في باطن الحفرة ولم يستطيع أحد العثور عليه . وهكذا تنيح يوحنا الحبيب في أفسس في 4 من شهر طوبة سنة 101م بالغاً من العمر نحو مائة عام . وقيل أن الملك قسطنطين أراد أن يحمل شيئاً من عظامه إلى القسطنطينية فأرسل قوما ليحفروا القبر ولكن القديس ظهر للملك وأوصاه أن يبقى جسده في أفسس . وقد ترك لنا القديس يوحنا قداسا كان يصليه باستمرار مع شعبه ومازال يصلى إلى الآن في بلاد الحبشة ، ويذكر أن من أوصاف يوحنا الحبيب أنه كان رجلاً قوياً له عينان واسعتان وحواجب غزيرة وأنف طويل مدبب وذقن عريضة مع بعض التجاعيد البسيطة في جبهته . وقد لقب بألقاب كثيرة منها التلميذ والإنجيلي والرائي والحبيب وهذا اللقب أكتسبه لأنه كان كثير الحديث عن المحبة حتى أنه لما عجز عن المضي إلى الكنيسة صار المؤمنين يحملونه إلى الكنيسة فكان يقول لهم : " يا أولادي أحبوا بعضكم بعضاً " ولما كرر هذا القول كثيراً سألوه عن وصية أخرى فأجابهم أنها وصية الرب وهى وحدها تكفينا إذا فعلناها ويوحنا الحبيب هو الوحيد من التلاميذ الأثني عشر الذي لم يمت شهيداً بل تنيح بسلام بدون استشهاد .
القديس يعقوب الكبير :== نص عنوان رئيسي == يعقوب اسم عبري معناه ( يعقب ، يمسك بالعقب ، يحل محل ) . ويلقب القديس يعقوب ابن زبدى بيعقوب الكبير تمييزاً له عن يعقوب بن حلفا . وهو أخو يوحنا الحبيب الذي شاركه في دعوة السيد المسيح لهما وفي لقب أبني الرعد لأنهما طلبا نزول نار من السماء لإحراق إحدى مدن السامرة . وقد حضر حادثة تجلى السيد المسيح وإقامة أبنة يايروس وصلاة المسيح في جثسيمانى . وقد كان يعقوب الكبير أحد أربعة تلاميذ سألوا السيد المسيح عن وقت خراب هيكل أورشليم ( مر1:13ـ4 ) وكان أحد التلاميذ السبع الذين ظهر لهم السيد المسيح عندما كان يصطادوا في بحيرة طبرية ، وبعد حلول الروح القدس ظل يعقوب يبشر بالسيد المسيح في بلاد فلسطين وخاصة في اليهودية والسامرة ثم أرتحل إلى أسبانيا حيث أجتذب إلى الإيمان عدد كبير من الوثنيين وبنى هناك أول كنيسة باسم العذراء مريم ولما عاد إلى أورشليم حيث كان يوصى الشعب بتقديم الصدقات وأعمال الرحمة للفقراء والضعفاء والمساكين فوشى به بعض الناس إلى هيرودس أغريباس ملك اليهودية فاستدعاه وسأله [ هل أنت تدعو الناس أن لا يعطوا الجزية لقيصر بل يصرفوها على الفقراء وعلى الكنائس ] ثم ضربه بالسيف وقطع رأسه ( أع21:12 ) حوالي عام 44م . وبذلك يكون أول شهيد بين التلاميذ . ويذكر القديس أكليمنضس أن الرجل الذي وشى بيعقوب واقتاده إلى ساحة الإعدام ، تأثر حين رأى قوة إيمان القديس وتاب وأستغفر وأعترف بإيمانه بالسيد المسيح فاقتيدا كلاهما إلى الخارج وفي طريق توسل للقديس يعقوب أن يسامحه فقال له القديس ( سلام لك ) وقبله وهكذا قطعت رأس الاثنين في وقت واحد . أما جسد القديس فدفن عند الهيكل في أورشليم ويوجد تقليد أسباني يروى أن الجسد نقل إلى سانتياجو كومبو ستيلافى شيلى في أمريكا الجنوبية . وتعيد الكنيسة بعيد القديس في السابع عشر من برمودة المبارك .
القديس بطرس الرسول :== نص عنوان رئيسي == كان القديس بطرس يسمى سمعان بن يونا أو يوحنان . فلما تبع السيد المسيح سماه صفا أي صخرة وهذا الاسم ينطق باللغة الآرامية كيفا وباليونانية بيترس ومن ثم اصبح ينطق بالعربية بطرس . ولد القديس بطرس في بيت صيدا على ساحل بحر الجليل غير أنه أقام بعد ذلك مع عائلته في كفر ناحوم ( مت18:4 ، 8:14 ،2:10 ،16:16، 17 ، 25:17 ، مر16:1، 29، 30 ، 36 ، لو3:5، 4، 5، 8، 10 ، 31:22 ، 34:24 ، يو40:1ـ 44 ) وكان بطرس صياد للسمك ، ومن المرجح أنه كان تلميذاً للمعمدان مع أخيه أندراوس الذي حين أكتشف أن يسوع هو المسيا أتى إلى بطرس وجاء به إلى السيد المسيح وقد دعاهما السيد المسيح ليكونا تلميذين له عندما كانا يصطادان على بحر الجليل . وكان بطرس متزوجاً وحدث أن أصيبت حماته بحمى فأتى السيد المسيح وشفاها ( مت14:8، 15 ) ويذكر الإنجيل معجزة صيد السمك الكثير وما نتج عن ذلك من تسليم نفسه للمسيح( لو1:5ـ11 ) ثم دعوته ليكون رسولاً وتأهيله روحياً لذلك (مت2:10 ) والتصاقه بسيده كما ظهر في محاولته السير على الماء ( مت28:14 ) نفس الارتباط ظهر في قوله للرب " يا رب إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك " (يو68:6 ) وعندما سأل السيد المسيح تلاميذه عن اعتقادهم فيه أجاب بطرس " أنت المسيح ابن الله الحي " فطوّبه السيد المسيح ولكن عندما تكلم المسيح عن صلبه نهاه بطرس عن ذلك فوبخه السيد المسيح ( مت13:16ـ23 ) وقد شاهد حادثة التجلي وإقامة أبنة يايرس من الموت وصلاة المسيح في بستان جثسيماني . وعندما أراد السيد أن يغسل أرجل التلاميذ رفض بطرس ذلك في الأول ولكنه عاد وأراد أن يغتسل بأكمله ( يو1:13ـ10 ) وعندما أخبر المسيح تلاميذه أنهم سيشكون فيه نفى بطرس ذلك عن نفسه فأخبره المسيح أنه سينكره ثلاث مرات وحدث ذلك بالفعل ( مت69:26ـ75 ) وقد كان بطرس أحد الاثنين مع يوحنا اللذان ذهبا ليعدا الفصح ( لو7:22) وعند القبض على السيد المسيح أندفع بطرس وقطع أذن ملخس (يو10:18ـ12) وفي صباح يوم القيامة عندما سمع أخبار القيامة من المريمات أسرع هو ويوحنا لرؤية القبر ( يو1:20ـ10 ) كما أن الملاك ذكر اسمه خاصة للنسوة ( مر7:16 ) وفي نفس اليوم يرى بطرس يسوع حياً قبل أي تلميذ ( لو34:24 ، 1كو5:15 ) ثم عند بحيرة طبرية يعطى الرب الفرصة لبطرس للاعتراف ثلاث مرات بحبه له ومرة أخرى يجدد الرب دعوته لبطرس " اتبعني أنت " ( يو21 ) وبعد صعود السيد المسيح مكث بطرس مع بقية التلاميذ في العلية منتظرين حلول الروح القدس وفي هذه الأثناء طلب بطرس تعيين تلميذاً آخر بدلا من يهوذا الخائن وألقوا قرعة فأصابت متياس ( أع15:1ـ26 ) وفي يوم الخمسين ألقى عظة أمن فيها ثلاثة آلاف نفس ( أع2 ) ثم وهو برفقة يوحنا يشفى الأعرج عند باب الهيكل فيلقى القبض عليهما ( أع4،3 ) ثم يقبض عليه مرة أخرى ويجلد ( أع5 ) ثم بعد ذلك يذهب هو ويوحنا إلى السامرة ليقبل أهلها الروح القدس ( أع8 ) ثم يعود لأورشليم حيث يظن أن بولس قد زاره وقتها ( غلا18:1 ) وبعد ذلك يشفى اينياس في لدة ثم أقام طبيثا من الموات في يافا التي مكث فيها أيام كثيرة رأى في أثنائها على سطح البيت رؤيا أقنعته بأن يكرز للأمم ثم ذهابه إلى بيت كرنيليوس حيث عمده هو وأهل بيته ( أع10،9، 11 ) وكان بطرس شديداً جداً في الحق فيذكر سفر الأعمال قصة حنانيا وسفيرة وعاقبة كذبهما ( أع5 ) وبعد فترة وجيزة صار اضطهاد على الكنيسة فقتل يعقوب الكبير ثم حبس بطرس في السجن إلا أن الملاك أخرجه ( أع1:12ـ10 ) ثم يظهر بعد ذلك في مجمع أورشليم ( أع15 ) وبعد ذلك زار إنطاكية وكانت له شركة مع المؤمنين من الأمم ولكن لما أتى قوم من عند يعقوب كان يؤخر ويفرز نفسه خائفاً من اليهود وأضطر بولس إلى مقاومته لأنه كان ملوكاً ( غلا11:2ـ14 ) وكان القديس بطرس يجول يخدم مصطحباً معه زوجته (1كو5:9 ) وكان الرب يتمجد على يد القديس بطرس فكان الناس يخرجون بالمرضى إلى الشوارع محمولين على مضاجع وأسره عسى أن يمر بطرس الرسول فيقع ولو ظله على أحد منهم وأجتمع جمهور المدن المحيطة إلى أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة وكانوا يبرءون جميعهم ( اع15:5،16 ) وقد كرز بطرس الرسول فيما بعد في أورشليم وظل يعلم بين اليهود حوالي 12 سنة ثم ذهب إلى إنطاكية حيث بشر وعمد الكثيرين وأنشأ كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم وأقام لها أسقفا يخلفه وقسوساً وشمامسة وظل هناك حوالي 7 سنوات ثم طاف بعد ذلك ببلاد البنطس وكبادوكية وبيثينية وآسيا الصغرى وبعد ذلك ذهب إلى روما حيث قاوم سيمون الساحر وبعد ذلك كرز باسم السيد المسيح وجذب الكثيرين إلى الإيمان .ولما شعر نيرون بخطر المسيحية على عرشه قبض على بطرس كما كان قد سبق أن قبض على بولس فلما أحس المؤمنين بذلك مهدوا لبطرس سبيل الهرب من روما فخرج منها ولكنه التقى خارج روما بالسيد المسيح ورآه حاملاً خشبة الصليب فسأله إلى أين أنت ذاهب يا رب ؟ فأجابه الرب قائلاً " إلى روما لأصلب عنك ثانية " فخجل مار بطرس من نفسه ورجع إلى روما وظل يبشر حتى اعتقلته السلطات وظل حبيسا تسعة أشهر ثم صدرت الأوامر بإعدام كلا من بولس وبطرس فقطعوا رأس بولس الرسول بالسيف ولما أرادوا أن يصلبوا القديس بطرس طلب منهم أن يُصلب منكس الرأس فأجابوه إلى طلبه وصلبوه على جبل الفاتيكان ولعل هذه الميتة هي التي أشار إليها السيد المسيح في ( يو18:21، 19 ) وتعيد الكنيسة القبطية لذكرى استشهاد الرسوليين بطرس وبولس في الخامس من شهر أبيب . وتؤمن كنيستنا القبطية أن الذي أسس كرسي روما وبشر فيها أولاً هو القديس بولس الرسول وليس القديس بطرس الرسول كما يقول أخوتنا الكاثوليك
أندراوس الرسول :== نص عنوان رئيسي == على الرغم من أن أندراوس من سبط بنيامين إلا أنه يحمل اسما يونانياً ومعناه ( رجلا حقا أو رجل يتمتع بالرجولة الحقة ) . ولد القديس أندراوس في بيت صيدا وهو الشقيق الأصغر لسمعان بطرس وأبوه يونا وأمه يوأنا وكان أندراوس رجلاً باراً يصعد إلى أورشليم في الأعياد الكبرى ويؤدى في الهيكل فرائض الصلاة . وعندما ظهر يوحنا المعمدان تبعه أندراوس وصار من تلاميذه وعن طريق المعمدان سمع أندراوس عن عظمة " حمل الله " فتبعه ( يو40:1 ) وهو الذي عرف بطرس على السيد المسيح ( يو41:1 ) ومن الجائز أن يكون قد رافق السيد المسيح في عودته إلى الجليل وبذلك فقد كان حاضراً في عرس قانا الجليل ( يو2:2 ) وقد شهد معجزة شفاء حماة بطرس ( مر29:1ـ31 ) وكان مع المسيح في كفرناحوم ( يو12:2 ) وفي الفصح اليهودي في أورشليم ( يو13:2 ) وعند المعمودية في اليهودية ( يو22:3 ) ولعله اشترك هو نفسه في التعميد ( يو2:4 ) وفي السامرة ( يو5:4 ) وعند عودته إلى الجليل عاد أندراوس بعض الوقت لمهنته الأولى وهي الصيد . إلى أن دعاه السيد المسيح مرة ثانية ليتبعه (مر16:1ـ18 ) بعد معجزة صيد السمك الكثير ( لو1:5ـ11 ) وقد ذكرت عن أندراوس بعض الحوادث الأخرى : فعند إشباع الخمسة آلاف عند بحر الجليل لفت أندراوس نظر السيد المسيح إلى الغلام صاحب الخمسة أرغفة من الشعير والسمكتين ( يو8:6، 9 ) وفي عيد الفصح عندما أتى بعض اليونانيين طالبين من فيلبس رؤية السيد المسيح أتى فيلبس وقال لأندراوس ثم ذهبا كلاهما معا وأخبرا المسيح ( يو20:12ـ36 ) وعلى جبل الزيتون سأل أندراوس وبطرس ويعقوب ويوحنا السيد المسيح عن خراب أورشليم ونهاية العالم ( مر3:13ـ23 ، مت3:24ـ28 ) وجاء في وريقة باللغة القبطية ترجع للقرن الرابع الميلادي أن أندراوس لمس قدمي السيد المسيح بعد توما الرسول بعد القيامة وجاء في الوثيقة الموراتورية أن يوحنا الحبيب كتب بشارته نتيجة لإعلان أعطى لأندراوس . وبعد حلول الروح القدس ذهب القديس أندراوس ومعه تلميذه فليمون صاحب الصوت الشجي إلى مدينة اللد في كبادوكية التي سبق أن كرز فيها بطرس الرسول . فلما وصلا إلى المدينة دخلا إلى الكنيسة وبدأ فليمون يصلى التسبحة والمؤمنون يرددون عليه وهكذا أرتفع صوتهم ، فلما سمع كهنة الأوثان هذا الصوت العالي أسرعوا إلى الكنيسة ليروا ويسمعوا إن كان تلاميذ المسيح يشتمون ألهتهم وعندئذ يقتلونهم . فسمعوا فليمون يصلى المزمور ( مز3:115ـ8 ) فتأثروا وبكوا من حلاوة وعذوبة صوت فليمون ، فدخلوا إلى الكنيسة وخروا عند قدمي القديس أندراوس وطلبوا منه أن يقبلهم في هذه الديانة فأخذ القديس يعظهم ثم عمدهم وأقام لهم كهنة وشمامسة مما أهاج عدو الخير وحدث أم كان صبيان يلعبان أحدهما ابن يوحنا قس المدينة فحرك الشيطان الشر داخلهما فضرب ابن القس رفيقه ضربة شديدة أماته فيها فلما علم أبو الصبي أتى مسرعا وأمسك بالقس قائلاً له [ سلم لي ولدك لأقتله كما قتل أبني وإلا سلمتك للوالي ليقتلك عوض أبني ] فبكى القس أمام الشعب وطلب منهم أن يضمنوه أمام الرجل حتى يحضر القديس أندراوس ليقيم ولده من الموت فنفذ الشعب طلبه . فأسرع إلى القديس أندراوس وطلب منه أن يأتي معه بعد أن أخبره بما حدث . ولما كان القديس مشغولاً بعماد المؤمنون تعذر عليه الذهاب ولكنه شجع القس وأمر تلميذه فليمون أن يذهب معه ويقيم الصبي من الموت . وفي أثناء ذلك أتى الشيطان إلى والي المدينة في شبه شيخ كبير محذرا إياه أنه إن لم ينتقم من القاتل فسوف يخبر الملك . فخاف الوالي على منصبه وأتى غاضباً إلى الموضع الذي فيه الميت وأسرته يندبون عليه وللوقت هرب كل أهل المدينة إلى خارجها خوفاً من الملك . وعند ذلك حضر فليمون والقس يوحنا فقال فليمون للوالي [ أيها الوالي هل توليت على هذه المدينة لتخربها ؟ أين أهلها ؟ ] فحينئذ غضب الوالي وأمر جنوده أن يعلقوا فليمون في موضع العذاب . ولصغر سن فليمون فقد تأثر بما حدث له وأستعطف الوالي قائلاً [ أليس في قلبك رحمة وأنت تنظر إلى وأنا غلام صغير ؟ أفما لك ولد حتى تتحن علىّ وترحمني أليس فيكم من يذهب إلى معلمي ويخبره بما حدث لي ] وعند ذل أتى القديس أندراوس ، فأمر الوالي الجند أن يحلوا فليمون من قيده . حينئذ أتجه أندراوس وكل الجمع إلى الميت وأمر فليمون أن يصلى عليه ويقيمه من الموت ، فصلى عليه وأنهضه باسم السيد المسيح فأمن الجميع باسم السيد المسيح بما فيهم الوالي الذي وزع جميع أمواله على المساكين وبعد ذلك بإرشاد من الله ذهب القديس أندراوس وتلميذه فليمون إلى القديس برثولماوس وذهب ثلاثتهم إلى مدينة البربر الذين كانوا يحتفلون بعيد ألهتهم ولما وجدوا التلاميذ أتوا بهم إلى الوالي . فطلب منهم الوالي عمل أعجوبة تبرهن عن أن السيد المسيح هو الإله الحقيقي . فتقدم أندراوس إلى المكان الذي فيه الأصنام وسألها إن كانت بالفعل ألهه فردت بالنفي فأجابهم أندراوس قائلاً " باسم السيد المسيح ارتفعوا إلى أعلى سور المدينة إلى أن آمركم بالهبوط إلى الجحيم " وللوقت ارتفعت الأصنام واستقرت فوق سور المدينة وطلب أندراوس من كهنة الأوثان أن يأمروها فتعود إلى أماكنها فلم يستطيعوا ذلك . وفي تلك الساعة نطق الشيطان من داخل الأصنام قائلاً " يا أهل هذه المدينة إن لم تمسكوا هؤلاء الرجال وتحرقوا جسدهم بالنار فسوف نخرج من مدينتكم ونترككم فتهلكون " فغضب الشعب ورجموا التلاميذ وأمر الوالي أن يقيدوهم بسلاسل ويطرحوهم في النار إلا أن ملاك الرب نزل وخلصهم مما أدهش أهل المدينة غير أنهم عادوا وأمسكوا التلاميذ ورجموهم بشدة . فقال الوالي لأندراوس " إن لم تكفوا عن أفعالكم السحرية وتخرجوا من مدينتنا سوف أمر بسلخ جلودكم وإلقائكم إلى الوحوش لأنكم أخرجتم ألهتنا وهي غاضبة علينا " فأجاب أندراوس الرسول " آلهتكم هذه ليست ألهه ولا يوجد إله سوى الثالوث القدوس " فغضب الشعب لسماع ذلك وطلبوا الوالي بقتل التلاميذ . فأمر الوالي بنشرهم بالمناشير الحديدية ثم يلقونهم في البحر لكن لما هم الجنود بأحضار المناشير يبست أيديهم . فأتى الوالي والشعب إلى التلاميذ عارضين عليهم أموالاً كثيرة ليتركوا المدينة فرفضوا وهنا ربط الشعب التلاميذ بالحبال وجروهم خارج المدينة وتركوهم بين الحياة والموت وعند ذلك ظهر السيد المسيح للتلاميذ وقواهم وشفاهم وطلب منهم دخول المدينة مرة أخرى . وكان الوالي قد أمر بإغلاق جميع أبواب المدينة مع تشديد الحراسة عليها ولكن ما أن وصل التلاميذ إلى البواب حتى سقطت وأنحل الحديد فهرب الحراس خائفين وأخبروا الوالي بكل ذلك فخرج الجميع حاملين آلات الحرب وأحاطوا بالتلاميذ وهنا أجرى الرب على أيدي التلاميذ معجزات شفاء وعجائب كثيرة ، ففي الحال أمن الوالي وكل أهل المدينة معه . فأخذهم التلاميذ إلى البحر وعمدوهم ، وبنوا لهم كنائس وأقاموا أسقفاً وقسوس وشمامسة . ثم بشر أندراوس الرسول في تركيا ثم أخائية في اليونان وفي غلاطية وبيثينية وتساليا ونيقية ونيفوس وبرنطية وأرجلاوس وفي القوقاز جنوب غرب الاتحاد السوفيتي سابقاً ، وفي كردستان وبيزنطية حيث أسس كنيسة القسطنطينية وقبل أن يغادرها أقام يوسطاثيوس أسقفاً لها . ثم بشر مكدونية وسيكيثيا وألبانيا . وكانت لهذا القديس غيرة كبيرة على خلاص الخطاة فذكر أنه لما كان في كورنثوس شاهد شيخاً يُدعى نيقولاوس قد شاخ على الرذيلة والذهاب إلى بيوت الرذيلة . وواظب الرسول على الصلاة والصوم من أجله مدة طويلة ، فحدث أن لما دخل منزل العاهرات وكان بيده الإنجيل ذعرت العاهرة من منظره وطردته بإهانة وأوصت البواب بعدم دخوله ولم يعلم الشيخ السبب فخجل وبدأت الندامة تشغل ضميره من ذلك الوقت ثم أفتقده الرسول وعظه كثيراً حتى أبكاه وفي تلك الليلة سمع الرسول أثناء صلاته من يقول له [ أنى سمعت لك من أجل الشيخ وإنما يلزم أن يشاركك في الأمانة والتقشف ] فعرض عليه أن يصوم ، فصام ووزع أمواله على المساكين والأرامل ولازم الرسول حتى تنيح . وأخيرا عاد إلى باترا في أخائية وبشر بالمسيح فأمن كثيرون مما أثار غضب كهنة الأوثان فمسكوه وضربوه ثم عروه من ثيابه وربطوه بحبال وجروه وطافوا به المدينة ثم أوقفوه أمام الوالي أجيا الذي سأله [ هل أنت أندراوس الذي هدم هياكل الآلهة وأجتذب الناس إلى ديانة مرزولة ؟ ] فأجابه القديس [ بل أنا رسول الحق وأدعوك أن تترك عبادة الأوثان وتعبد الإله الحق ] ثم أخذ يشرح للوالي سر التجسد وعمل الفداء وصلب السيد المسيح ، فسخر الوالي عند سماعه معبوداً أماته اليهود وقال للرسول [ إن لم تذعن لقولي ولآلهتي فسوف أعلقك على صليب كما علق اليهود إلهك ] فأجابه الرسول [ إن الموت في سبيل الحق هو أفضل عندي من الحياة مع النفاق وعبادة الباطل ] وهنا غضب الوالي من جرأته وصدر أمر بضرب القديس بالسياط حتى سال دمه ثم أودعه في السجن فظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام وأخبره أنه سوف ينال الإكليل في الغد وفي الصباح أوقفوه أمام الوالي الذي أمره بتقديم الذبيحة للأوثان وإلا فأنه سوف يموت مصلوباً . فأجابه أنه يقدم كل يوم ذبيحة حية طاهرة هي ذبيحة حمل الله فغضب الوالي وأمر أن يرفعوه على الصليب فتقدم القديس بكل فرح وعانق الصليب فعلقوه على خشبتين متصالبتين بشكل × ولم يكتفوا بصلبه بل كانوا يرجمونه بالحجارة ولما كان القديس مربوط فقط على الصليب بغير مسامير فقد ظل على الصليب لمدة يومين لم يتوقف في أثنائهما عن كرازته بالمسيح والإنجيل وكان لما علق الجند أندراوس على الصليب أن تجمع حوالي 20 ألف من المؤمنين فلما شاهدهم الوالي خاف من تجمهرهم فأمر بتنزيله من على الصليب فلما مد الجند أيديهم ليحلوا ربطه يبست وشلت . فصلى حينئذ القديس إلى الله أن لا يسمح بنزوله من على الصليب قبل تمام جهاده وللوقت ـالق وجهه بالنور وأستمر كذلك نحو نصف ساعة ثم تنيح بسلام في الرابع من شهر كيهك ولما تنيح أتى المؤمنون وأنزلوه من على الصليب وقد ساعدت زوجة الملك مكسيميان في تكفين جسد القديس ودفنه بكل إكرام . وقد ظهرت من جسده معجزات كثيرة كانت سبباً في إيمان الكثيرين ، وقد تم فيما بعد نقل جسد القديس إلى القسطنطينية في عهد قسطنطين الكبير وقد بُـنيت فيها كنيسة باسم القديس ( 29 أبيب ) ويوجد الآن جزء من صليب القديس أندراوس في كنيسة القديس بطرس في روما . وقيل أن ذراع القديس تم نقلها إلى اسكتلندا . ويروى تقليد قديم أن سفينة كانت تحمل جزء من رفات القديس أندراوس قد تحطمت وغرقت في خليج بالقرب من اسكتلندا . ولذلك صار هذا الخليج يحمل اسم خليج القديس أندراوس وهناك أيضاً كنيسة القديس أندراوس . وله عندهم صليب في وسطه وردة يعرف باسم القديس أندراوس . وهكذا أصبح القديس شفيعاً لاسكتلندا من سنة 750م وهو أيضاً شفيع لروسيا واليونان .
فيلبس الرسول :== نص عنوان رئيسي ==فيلبس اسم يوناني معناه ( محب الخيل أو الخيال ) وكان من بيت صيدا في الجليل وقد أنصبّ منذ الصغر على قراءة الأسفار النبوية فأستدل منها على قرب مجيء المسيا . تتلمذ أولاً علي يد يوحنا المعمدان وبينما كان السيد المسيح متجهاً إلى الجليل رأى فيلبس وقال له اتبعني فتبعه في الحال . وبعد ذلك قابل فيلبس نثنائيل وقال له قد وجدنا الذي كتب عنه موسى والأنبياء فأجابه نثنائيل " أمن الناصرة يمكن أن يكون شئ صالح " فقال له فيلبس تعال وأنظر ، وهكذا أحضره إلى السيد المسيح وصار هو الآخر تلميذاً له ( يو43:1ـ46 ) . وعندما جاء بعض اليونانيين وأرادوا أن يروا المسيح قالوا لفيلبس " يا سيد نريد أن نرى يسوع " فجاء فيلبس وقال لأندراوس ثم قال أندراوس وفيلبس ليسوع " ( يو20:12ـ22 ) وفي معجزة إشباع الجموع سأل المسيح فيلبس " من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء " وقد قال ذلك لكي يمتحنه فأجاب فيلبس " لا يكفيهم خبز بمائتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً " وفي خميس العهد عندما كان السيد المسيح يلقي خطابه الوداعي على التلاميذ قال لهم " ليس أحد يأتي إلى الأب إلا بي لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً " فقال له فيلبس " يا سيد أرنا الآب وكفانا " قال له يسوع أنا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس ، الذي رآني فقد رأى الآب " ( يو6:14ـ9 ) أي أن فيلبس إلى هذه الساعة لم يكن قد أدرك بعد شخصية السيد المسيح الحقيقية . وكان فيلبس موجود مع التلاميذ في العلية منتظرين حلول الروح القدس ( أع12:1ـ14 ) ويفهم البعض خطأ أن الذي بشر الخصي الحبشي وعمده هو فيلبس الرسول ولكن الصحيح هو أنه فيلبس الشماس أحد السبعة شمامسة ( أع6 ) وبعد حلول الروح القدس بشر فيلبس الرسول في إيران وبعض أقاليم آسيا الصغرى " تركيا " وخصوصاً إقليم فريجية ولما دخل مدينة هيرا بوليس وجد أن أهلها يعبدون أفعى أسمها جوبيتر أي المشترى فحزن الرسول على ضلالهم وأعلمهم خطأ عبادة الأوثان ودعاهم لطاعة الإله الواحد وأظهر الله على يديه عجائب كثيرة من شفاء للمرضى وإقامة للموتى إلى إخراج للشياطين ، فتعجب الناس جداً وأمنوا بالسيد المسيح . غير أن عدو الخير هيّج كهنة الأوثان ومعهم بعض الوثنيين الآخرين من شعب المدينة فقبضوا على الرسول وقيدوه ، أما هو فكان يبتسم في وجوههم قائلاً لهم " لماذا تبعدون عنكم الحياة الأبدية ولا تفكرون في خلاص نفوسكم " أما هم فلم يهتموا بكلامه وعذبوه كثيراً ثم صلبوه منكس الرأس ولكن أثناء الصلب حدث زلزال عظيم فأرتعب الجميع وفروا . فجاء بعض المؤمنين وحاولوا إنزال القديس من على الصليب لكنه رفض ذلك ورجاهم أن يتركوه مصلوبا حتى يُكمل جهاده . وهكذا أسلم روحه بيد المسيح في الثامن عشر من شهر هاتور سنة 80م بالغاً من العمر 87 سنة . ويذكر بعض المؤرخين أنه بعد موته جاءت أخته ماريمنا التي كانت تصحبه في أسفاره وأخذت جسده ودفنته في هيرابوليس . وفي القرن السادس نقلوا أعضاؤه المقدسة إلى روما . ويروى التاريخ أنه في سنة 394م وقد كان الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير (379ـ395 ) في حرب ضد أوجانوس المغتصب أن الإمبراطور رأى في حلم رجلين مرتديين ثياب بيضاء وكل منهم راكباً على حصان أبيض من نور فوعداه بأنهما سيحاربان معه عدو الله وعرّفاه بشخصيتهما وكان أحدهما هو يوحنا الحبيب والآخر فيلبس الرسول . فلما أستيقظ الملك من نومه وحارب أوجانوس وهزمه وتحقق من الغلبة والفوز فتبين كرامة القديسين يوحنا الحبيب وفيلبس الرسول وشفاعتهما المقبولة عند الله .
برثولماوس الرسول :== نص عنوان رئيسي ==الاسم برثولماوس بالعبرية يعنى ( ابن تولماى أي ابن الحارث ) وقد ورد في الأناجيل أربعة مرات ( مت3:10 ، مر18:3 ،لو14:6 ،أع13:1 ) . ويسمى أيضاً نثنائيل الذي معناه ( عطية الله ) وقد ورد هذا الاسم مرتين ( يو45:1ـ49 ، يو2:21 ) وقيل أن اسمه الأصلي كان يوحنا ولكن الرب غير أسمه تميزاً له عن يوحنا الحبيب . وكان القديس برثولماوس من سبط نفتالى من قانا الجليل ولقد أشتغل بصيد السمك ومع ذلك فقد كان مثقفاً وواسع المعرفة بالتوراة والمزامير وأسفار الأنبياء ولهذا لما دعاه فيلبس وأخبره أنه وجد المسيا وهو يسوع الناصري ، أعترض برثولماوس على أن يخرج من الناصرة شئ صالح ( أقرأ يو41:7 ، 52 ،2مل25:14 ) ولما رآه السيد المسيح قال عنه " هوذا حقاً إسرائيلي لا غش فيه " وهى شهادة تدل على أن برثولماوس كان رجلاً يسلك بالاستقامة حسب حق الكتب المقدسة ، ولهذا سأل المسيح " من أين تعرفني " فأجابه يسوع وقال له " قبل أن يدعوك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك " فأندهش برثولماوس من معرفة السيد المسيح وقال له " يا معلم أنت هو ابن الله أنت هو ملك إسرائيل " ( يو45:1ـ49 ) ولشجرة التينة هذه قصة لا يعرفها غير برثولماوس وأمه وذلك أنه حدث حينما أرسل هيرودس جنوده ليقتلوا أطفال بيت لحم ، أن برثولماوس كان طفلاً رضيعاً فلما شعرت أمه بحركة الجنود خافت عليه ووضعته في سفط وصعدت به إلى أعلى شجرة التين التي في حديقة بيتها ووضعته بين أغصانها الكثيفة ، فدخل الجند البيت ولم يعثروا على شئ وهكذا حينما أخبره السيد المسيح بموضوع التينة آمن به فوراً . وبعد يوم الخمسين ذهب برثولماوس إلى الواحات وبشر فيها وصنع العديد من الآيات والعجائب فأمن أهلها بالمسيح . وذهب إلى ليكاؤنية بارمنيا . ثم أنطلق مع بطرس إلى بلاد آسيا الصغرى ، ولما لم يتمكنا من دخول البلاد ، احتالا على ذلك بحيلة روحية بأن باعه القديس بطرس عبداً لأحد عظماء البلاد وقد أشتغل هناك في كرم وكان كلما هيأ أغصان الكرم تثمر لوقتها . وحدث أن مات ابن رئيس المدينة فأقامه من الموت فأمن الكثيرون بالمسيح وبعد أن عمدهم ثار عليه كهنة الأصنام وصلبوه مع القديس فيلبس لكن أثناء الزلزال الذي حدث ، أنزله بعض المؤمنين من على الصليب فأمره السيد المسيح أن يمضى إلى بلاد البربر مع أندراوس الرسول وقد وجدا من الناس مقاومة شديدة ، فلم يفشلا وظلا يبشرانهم حتى أمن العديد منهم بالسيد المسيح ( راجع قصة أندراوس الرسول ) ثم مضى القديس برثولماوس إلى الهند حيث بشر أهلها وترك عندهم إنجيل القديس متى المكتوب بالعبرية وقد أحضره إلى الإسكندرية القديس بينتينوس أثناء زيارته للهند ( 180م ) وقد بشر برثولماوس أيضاً في الإقليم الجنوبي الغربي من بلاد العرب ، ثم أجتاز إلى البلاد التي على شاطئ بحر كسبيان بارمينيا وبشر هناك وحض أهلها على العفاف ، فثار عليه كهنة الأصنام وشكوه إلى الملك أغريباس بن أرسطوبولس بن هيرودس الكبير فحنق عليه وأمر بسلخ جسده حياً ثم قطع رأسه ووضعوا جسده في كيس بعد أن ملؤه بالرمل وطرحوه في البحر . وهكذا استشهد القديس في الأول من شهر توت ، أما جسد القديس فعثر عليه المؤمنين ونقلوه إلى جزيرة ليبارى حيث ظل هناك محفوظاً إلى عام 839م حيث دخلت عساكر الشراكسة الجزيرة ودمروها وأخرجوا أعضاء القديس من مكانها وأهانوها . إلا أن أحد الرهبان اليونانيين استطاع أن يجمع الأعضاء ويخفيها بحرص شديد . فلما بلغ الخبر إلى سيكاردوس أمير مدينة بانافانتو بالقرب من نابولي ، أهتم بتحريض أسقف مدينة أورسوس في نقل ذخائر القديس إلى بانافانتو . وفي أوائل القرن الحادي عشر تم نقل بعض الرفات إلى روما ووضعت الرفات في كنيسة شيدت على اسم القديس برثولماوس في مكان يدعى الجزيرة التيارية .
== متى الرسول : ==== نص عريض == أسمه الأصلي لاوى وهو اسم عبري معناه " مقترن " ثم أعطاه السيد المسيح بعد دعوته له اسم متى وهو اسم عبري معناه " عطية الله " أما أبوه حلفى ( مر14:2 ) فهو غير حلفى والد يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا أولاد خالة السيد المسيح ( مت55:13 ) وكان القديس متى من سبط يسّاكر ومن أهل الناصرة ( أو قانا ) وكان واحداً من العشارين الذين كانوا مكروهين عند اليهود لأنهم كانوا جباة ضرائب رسميين يعملون لحساب الحكومة الرومانية ويجمعون من الناس العشور وأيضاً ما يشاءون لحسابهم الخاص وكانت الحكومة الرومانية تزودهم بالجند والعسكر لتسهيل مهمتهم ، لذا كان اليهود يعدونهم بين الخطاة والظالمين . ولابد أن القديس مت أستمع إلى السيد المسيح كثيراً وتابع سيرته وشاهد معجزاته حتى أنه استجاب فوراً لدعوة الرب يسوع ، إذ أن السيد المسيح لما قال له [ أتبعني ] ترك القديس متى كل شئ وقام وتبعه ( لو28:5 ) ولفرط محبته لسيد المسيح أراد أن يهيئ لزملائه العشارين فرصة الاجتماع بالمسيح والاستماع إليه ، فأقام وليمة عظيمة دعي إليها عدد كبير من العشارين ( لو29:5ـ32 ) ومن فضائل متى الرسول كما يخبرنا أكليمنضس الإسكندري أنه ألتزم العفة الكاملة فعاش بتولاً وكان في عظاته يحض على التمسك بحياة البتولية . كما أنه كان زاهداً ولم يتذوق اللحم أبداً مكتفياً بالأعشاب والحبوب والبقول . وبعد حلول الروح القدس كرز القديس في أورشليم وفلسطين وصور وصيدا لمدة 15 عام وفيها كتب إنجيله لليهود بالعبرية وبعد ذلك ترجمه بنفسه إلى اليونانية . وبعد ذلك ذهب إلى حبشة آسيا ثم سوريا وإيران وميديا وبلاد العرب ومكدونيا وبلاد في إفريقيا كان أهلها من أكلة لحوم البشر . وأخيراً ذهب إلى أثيوبيا حيث التقى بالخصى الحبشي الذي عمده فيلبس الشماس . ولما أراد أن يدخل بلاد الكهنة ظهر له السيد المسيح في صورة شاب وقال له [ أنك لا تستطيع الدخول إلا إذا حلقت رأسك ولحيتك وأمسكت بيدك سعفة ] وذلك لكي يظهر كأحد كهنة الوثنيين ففعل ذلك ثم دخل هيكل أبُلون ورأى كيف يعبدون الأصنام ، فتحدث إلى رئيس الكهنة مبيناً له أن أصنامه لا تسمع ولا تعي إنما الخالق الحقيقي هو رب السماء والأرض . ولقد أيده الله بآيات وعجائب أجراها على يديه منها أنه هبطت عليه مائدة من السماء وأشرق حوله نور عظيم . فلما رأى أرميوس الكاهن ذلك سأله " ما هو اسم إلهك ؟ " فأعلمه القديس أن إلهه هو يسوع المسيح ، فأمن الكاهن ومعه عدد كبير بالسيد المسيح ولما علم بذلك حاكم المدينة أمر بإحراقهم جميعاً ، ولكن حدث أن ابن الوالي مات فصلى القديس عليه وأقامه من الموت فآمن الوالي هو وأهل المدينة فعمدهم القديس ورسم لهم أسقفاً وكهنة وشمامسة وبنى لهم كنيسة وأقام في الحبشة ثلاثة وعشرين سنة . وحدث أنه لما دخل مدينة نادابير أنه وجد فيها ساحرين كانا قد أضلا أهلها بالخيالات والسحر فقاومهما الرسول وأبطل سحرهما ، فرذلهما الشعب والتصقوا بالرسول فلكي ينتقم الساحران منهم جلبا ثعبانين هائلين على المدينة فصلى القديس وخرج للقائهما وحالما شاهدهما رشم عليهما علامة الصليب فأستأنسا وعادا من حيث أتيا . ويذكر عن القديس أنه كان في تعليمه يشجع البتولية ويظهر أمجادها ،فتأثرت أفجانيا أبنة ملك الحبشة ونذرت البتولية ومعها عدد كبير من بنات الأكابر . ولكن بعد ذلك مات الملك فأغتصب أخوه الملك وأراد أن يتزوج بافجانيا ولي العهد . فاعتذرت أفجانيا لأنها نذرت نفسها للمسيح فأحضر الملك الجديد القديس متى وأمره بأن يلزم تلميذته بالزواج منه فلم يستجب الرسول بل أخذ يشجع أفجانيا على حفظ بتوليتها . ومضى إلى الكنيسة ليرفع ذبيحة القداس وما كاد ينتهي من خدمة القداس حتى دخل عليه الجند وضربوه بشدة حتى فارق الحياة نحو سنة 62م في الثاني عشر من شهر بابه . أما ذلك المغتصب فقد اعتراه مرض خطير وجن وقتل نفسه ، وفي الفن المسيحي صار يرمز للقديس متى بصورة الإنسان ( رؤ7:4 ) وكذلك يصورونه سيفاً وحقيبة نقود وزاوية نجار .
يعقوب بن حلفى الرسول :== نص عنوان رئيسي ==القديس يعقوب ابن حلفى يسمى بيعقوب الصغير ( مر40:15 ) تميزا له عن يعقوب الكبير بن زبدي وذلك إما لأنه كان أقصر قامة أو لأنه أصغر سنا أو لأن دعوته جاءت بعد دعوة بن زبدى . كما يُسمى أيضاً (يعقوب أخي الرب) (مت55:13 ، غلا19:1) وذلك لأنه ابن خالة السيد المسيح، وكان اليهود يعتبرون أبناء الخالة إخوة (تك8:13 ، 43:27 ، 10:29) فأمه هي مريم أخت السيدة العذراء (يو25:19). أما أبوه فكان يحمل إسمين : الأول منهما هو (حلفي) (مت3:10 ، مر18:3 ، لو5:6 ،أع13:1) وهو اسم آرامي معناه تبادل ، والاسم الآخر أسم يوناني وهو (كلوبا) (يو25:19 ، مر40:15). أما إخوة يعقوب فهم يوسي وسمعان ويهوذا (مت55:13 ، مر3:6 ، مر40:5 ، مت56:27). والقديس يعقوب يُلقب أيضاً بيعقوب البار وقد عُرف بين اليهود بأنه أعظم بار بين البشر ، فلقد كان مُقدّساً من بطن أمه ولم يشرب خمراً ولا أكل لحماً ولم يعل رأسه موس ولم يدهن نفسه بالزيت وكان مسموحاً له وحده بدخول القدس، وكان من عادته دخول الهيكل وحده . وكثيراً ما كان يوجد جاثياً على ركبتيه طالباً الصفح عن الشعب حتى صارت ركبتاه خشنتين كركب الجمل . وقال عنه ذهبي الفم أن أعضاء جسمه كانت ميتة أى أنه كان روحاً خالصاً . وقد لقبه اليهود أيضاً بأنه " حصن الشعب " والعدل . ولقد ظهر السيد المسيح للقديس يعقوب البار على حده ( 1كو7:15 ) وبعد عيد العنصرة بشر القديس في غزة وصور وبلاد العرب أما معظم كرازته فقد كانت في أورشليم حتى أنه يقال بأنه أسقف الأساقفة . ولقد كان القديس يعقوب رئيساً لمجمع أورشليم ( أع 15 ) وعندما خرج بطرس الرسول من السجن طلب من المجتمعين في العلية إخبار يعقوب بهذا ( أع17:12 ) ، وعندما دعى بولس الرسول للخدمة لم يرى في أورشليم غير بطرس إلا يعقوب البار ( غلا19:1 ) وفي كل مرة يعود القديس بولس إلى أورشليم كان يذهب أولاً لمقابلة أسقفها يعقوب البار ( أع18:21 ) وقد تكلم عنه بولس بأنه الأسقف المسئول عن كرسي أورشليم ( غلا12:2 ) وقد كتب يعقوب البار أول رسالة من رسائل الجامعة وهى المسماة باسمه .
وحدث لما مات فستوس والى اليهودية أن الإمبراطور عين البينوس خلفاً له . وقبل أن يصل الوالي الجديد أنتهز حنانوس رئيس الكهنة فرصة عدم وجود والي ومجمع مجلس السنهدريم ودعي أمامه يعقوب البار وآخرين وأتهمهم بنقض الناموس وحكم عليهم بالرجم إلا أن المعتدلين في المدينة طلبوا من البينوس أن يأمر حنانوس بالكف عن هذه التصرفات فأقتنع الوالي بكلامهم وهدد حنانوس بعقابه ونتيجة لذلك حرمه الملك أغريباس من رئاسة الكهنوت .
أما عن استشهاد القديس يعقوب البار فيذكر أنه لما كثر عدد المؤمنين بالمسيح من اليهود أن رؤساء اليهود والفريسين شعروا بالخطر من كثرة اتباع المسيح ، فأتوا إلى القديس يعقوب وتوسلوا إليه أن يشهد بما يعرفه عن شخص السيد المسيح لما عرفوه عنه أنه بار ولا يحابي بالوجوه وعليه أن يقنع الشعب بألا يضلوا من جهة يسوع وأوقفوه على جناح الهيكل ليراه جميع الشعب ويسمعوا كلماته وكان ذلك في عيد الفصح حيث يجتمع جميع اليهود في أورشليم ، فلما رآه الجمع سألوه عن اعتقاده في المسيح فقال لهم " لماذا تسألونني عن يسوع ابن الإنسان ؟ أنه هو نفسه يجلس في السماء عن يمين القوة وسوف يأتي على سحاب السماء " فأمن كثير من المجتمعين بالمسيح وصرخوا قائلين " أوصانا يا ابن داود " أما الكتبة والفريسين فقالوا بعضهم لبعض " لقد أسأنا التصرف إذ مهدنا لشهادة كهذه ليسوع . ولكن لنصعد ونطرحه إلى أسفل لكي يخافوا أن يصدقوه " وهكذا صرخوا قائلين " آه لقد انحرف البار أيضاً " وصعدوا وطرحوا القديس إلى أسفل الهيكل . لكنه لم يمت بسبب سقوطه بل جثا على ركبتيه طالباً الصفح من الله لهم إى أنهم بدأوا يرجموه فصرخ أحد الكهنة قائلاً " كفوا ، ماذا تعملون أن البار يصلي لأجلكم " إلا أن أحدهم وكان صباغاً تقدم إلى القديس وضربه على رأسه بعصى غليظة وهكذا استشهد القديس في العاشر من شهر أمشير سنة 62م فدفنوه بجانب الهيكل . ولقد قال المؤرخ اليهودي يوسيفوس عن خراب أورشليم " لقد حلت هذه الأمور باليهود انتقاماً لدماء يعقوب البار لأن اليهود قتلوه رغم أنه كان شخصاً باراً جداً " .صلاته فلتكن معنا أمين
توما الرسول :== نص عنوان رئيسي == توما اسم آرامي معناه التوأم وباليونانية ديديموس لأنه كان توأما في ميلاده الجسدي ، اسم أبيه ديونانوس واسم أمه رواوس والقديس توما من سبط أشير ولد في شمال الجليل ثم نزح والديه إلى أنطاكية وبعد ذلك عاد واستقر في منطقة الجليل الجنوبية وقد اشتغل القديس توما بالنجارة ولهذا يصورونه وهو يمسك زاوية نجار . ولكن عندما أنتقل إلى منطقة بحيرة طبرية أشتغل في صيد السمك . وقد وهبه الله نفساً صالحة وقلباً تقياً يميل إلى الفضيلة فكان محباً لقراءة الكتب المقدسة إلى معرفة الحق ، وقد دعاه السيد المسيح ليكون أحد التلاميذ ( مت3:10 ) وحين أعلن المسيح قصده في الذهاب إلى بيت عنيا ليقيم لعازر من الموت بالرغم من الخطر الذي كان يحدق به من اليهود هناك ، كان توما هو الوحيد الذي قاوم سائر التلاميذ الذين حاولوا أن يثنوه عن عزمه واحتج قائلاً : " لنذهب نحن أيضاً لكي نومت معه " ( يو16:11 ) . وكان توما مدققاً للغاية ، ففي خميس العهد عندما قال السيد المسيح للتلاميذ " حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً وتعلمون حيث أذهب وتعلمون الطريق . قال له توما يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق . قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة . ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي " ( يو3:14ـ 6 ) . ويبدو أن توما بعد صلب السيد المسيح ، قطع علاقته بباقي التلاميذ بعض الوقت حيث أنه لم يكن موجوداً معهم حينما ظهر لهم السيد المسيح بعد القيامة في أول مرة ( يو24:20 ) ولكن حينما لم تفلح شهادتهم ـ التلاميذ ـ في إقناعه بحقيقة القيامة وقال لهم " إن لم أبصر في يديه أثر المسامير .. لا أؤمن " ( يو25:20 ) كان ذلك حافزاً له على التواجد معهم بعد ثمانية أيام في العلية وهناك تحقق ما كان يطلبه وظهر لهم السيد المسيح وجعله يلمس جراحات جسده فأعترف قائلاً " ربي وإلهي " ( يو28:20 ) . ثم كان توما أحد التلاميذ الذين ظهر لهم السيد المسيح على طبرية في حادثة صيد السمك الكثير ( يو1:21ـ11 ) ويذكر توما لآخر مرة في العهد الجديد عندما كان مع بقية التلاميذ منتظرين حلول الروح القدس ( أع13:1 ) . وكان في فترة وجود النسيج على الأرض أنه كان هناك ملك للرها اسمه أبجر الأسود مصاباً بمرض شديد عجز الطب وقتها عن شفائه . ولما سمع بخبر معجزات السيد المسيح أرسل إليه رسالة جاء فيها " السلام من أبجر حاكم الرها إلى يسوع المخلص السامي الذي ظهر في مملكة أورشليم . لقد سمعنا عن أنبائك والآيات العظيمة والشفية التى صنعتها بدون أدوية أو عقاقير . فقيل أنك تجعل العمي يبصرون والعرج يمشون وأنك تطهر البرص وتخرج الشياطين وتشفي المصابين بالأمراض المستعصية وتقيم الموتى . وإذ سمعت كل هذه الأمور عنك استنتجت أنه إما أن تكون أنت ابن الله فتصنع هذه الأمور بقوة الآب السماوي ، أو تكون أنت هو الله نزلت من السماء فلهذا تصنع بك هذه الأمور . فأنا أسألك أن تكلف نفسك مشقة التعب فتأتي إليّ لتشفيني من المرض الذي أعانيه خاصة وأنى سمعت أن اليهود يتذمرون عليك ويتآمرون لإيذائك .. لكن لديّ مدينة جميلة جداً ومع صغرها لكنها تتسع لكل منا " فرد عليه السيد المسيح برسالة مع نفس الساعي قائلاً " طوباك يا من أمنت بي دون أن تراني لنه مكتوب أن الذين رأوني لم يؤمنوا بي وأما الذين لم يرونني فأمنوا وخلصوا . أما بخصوص ما كتبته لي لكي آتي إليك ، فيلزمني أولاً أن أتمم هنا كل الأشياء التى من أجلها أرسلت . وبعد اتمامها سأصعد ثانياً إلى الذي أرسلني . وبعد صعودي أرسل إليك أحد تلاميذي ليشفيك من مرضك ويهب لك حياة ولمن معك " وهكذا بعد صعود السيد المسيح أرسل توما الرسول الذي أخذ معه تداوى الرسول إلى الرها بدأ يبشر بالمسيح وصنع العديد من المعجزات حتى سمع به الملك وعلم منه أنه التلميذ الذي وعد به السيد المسيح أن يرسله إليه ليشفيه . فقال له " لقد أمنت بالمسيح لدرجة أنني وددت لو جررت جيشاً لأهلك به أولئك اليهود الأغبياء الذين صلبوه لو لم يؤخرني عن ذلك سلطان الرومانيين " فشفاه أدى الرسول ( أحد السبعين رسول ) فأمر الملك أن يجمع مواطني المدينة لكي يستمعوا إلى تعاليم الرسول عن السيد المسيح وهكذا قبلوا كلمة الله واعتمدوا جميعاً . أما توما الرسول فمضى إلى بلاد فارس حيث التقى بالمجوس الثلاثة وعلمهم الإيمان ثم عمدهم وتركهم ليكملوا الكرازة هناك وبعد ذلك أقام أدى أسقف على مدينة الرها وكنائس العراق حيث ظل أدى الرسول هناك إلى أن استشهد وسميت مدينة الرها بعد ذلك باسمه حيث عُرفت باسم أوديسا . وقبل نياحة السيدة العذراء مريم بثلاثة أيام أتاها ملاك وأخبرها بذلك ، ثم حضر جميع الرسل محمولين بالروح إلى أورشليم ما عدا توما الذي أبطأ في الحضور . أما السيدة العذراء فأعلمت التلاميذ بأنها ستتنيح فأمضوا الليل معها في الصلاة وفي يوم الأحد في الساعة الثالثة من النهار حل الروح القدس في شكل سحابة وأمتلئ المكان من رائحة عطره وسمعوا أصوات سماوية تقول " كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات " ( نش2:2 ) ولما تراءى الرب سقط التلاميذ على وجوههم ثم ارتفع وفي يديه روح السيدة العذراء مضيئة . ولما أفاق التلاميذ من ذهولهم ، حملوا جسد السيدة العذراء ودفنوه في وادي يهو شافاط ثم أغلقوا القبر ومضوا ، ولكن الملائكة ظلت بجوار الجسد ثلاثة أيام ثم بعد ذلك أبرق نور من السماء حيث حملوا الجسد وصعدوا به إلى السماء دون أن يشعر بهم أحد . فدبرت العناية الإلهية أن يرى توما جسد العذراء يحمله الملائكة فعلم أن العذراء قد تنيحت فتوسل إلى روحها أن تباركه فإذا بزنارها [ منطقتها ] يسقط عليه من فوق فأسرع وألتقطه ثم جاء توما إلى التلاميذ ، فقال له بطرس " لولا شكك يا توما وعدم إيمانك لما حرمت من حضور نياحة أم المخلص " فطلب منه توما الصفح وطلب أن يروه مكان القبر فأسصحبه التلاميذ إلى القبر ولما رفعوا الحجر لم يجدوا الجسد فأرتاعوا وظنوا أن توما لن يصدق نياحة العذراء ، إلا أن توما طمئنهم وأخبرهم كيف شاهد جسد السيدة العذراء تحمله الملائكة إلى السماء وأراهم زنار العذراء فمجدوا الله وطلبوا الصفح من توما وبعد ذلك صاموا وصلوا خمسة عشر يوما إلى أن ظهرت لهم السيدة العذراء . ويذكر المؤرخون أن توما وصل إلى الهند حوالي عام 52م ، ويبدو أن توما كان متخوفاً أول الأمر من الذهاب إلى الهند إلا أن السيد المسيح شجعه ودبر طريقة ذهابه إلى الهند . إذ حدث أن تاجراً من الهند يدعى عبانيس وشهرته حبان جاء إلى أورشليم مرسلاً من قبل الملك جون دافروس ليبحث له عن نجار ماهر ، فظهر السيد المسيح للتاجر وقال له أن لديه عبد نجار ويريد أن يبيعه وهكذا تمت الصفقة وقبض المسيح الثمن وأعطى التاجر صك الملكية مكتوب فيه " أنا يسوع ابن يوسف النجار أقر واعترف أني بعت عبدي المسمى توما إلى عبانيس التاجر الموفد من قبل جون دافروس ملك الهند " وهكذا أخذ التاجر توما . وفي الطريق إلى الهند توقفت السفينة في ميناء أندرابوليس وكانت هناك احتفالات زفاف لأبنة حاكم المنطقة وقد ألزم جميع أهل المدينة بالحضور إلى العرس وبالتالي حضر توما فأظهر إعجابه بما تغنيه احدى الفتيات على الناي إذ كانت المقطوعة على غرار المزمور 45 وأنتهز توما الفرصة فتحدث لهم عن النفس البشرية في ضخص عروس النشيد وعن عظم محبة المسيح لها وأنشد لهم المزمور 45 . وفي تلك الليلة ظهر السيد المسيح للعروسين ودعاهما للإيمان ، فلما سمع الحاكم بذلك أرسل في طلب توما ومن معه ولكنهما غادرا المكان إلى الهند . ولما وصلا إلى الهند أخذ التاجر توما إلى الملك . وقد أعجب به الملك وأحبه لحكمته وعفته ولما سأله عن صناعته أجابه توما بأنه يشيد القصور الفخمة وكان الملك سيسافر إلى أطراف المملكة ، فطلب من توما أن يشيد له قصر وأعطاه المال الكافي لذلك وسافر . وأما توما فأخذ المال وأنفقه على الفقراء ولما عاد الملك وسأل عن القصر قال له توما " لقد أقمته لك لكنك لا تستطيع أن تشاهده أو تتمتع بجماله في هذه الحياة وستراه وتستريح فيه بعدما تفارق هذا العالم . فغضب الملك وأمر بسجن توما وكان للملك أخ مريض غارق في سبات عميق فشاهد قصرا عظيماً في الهواء وسمع صوتاً يقول " هذا هو القصر الذي بناه العبد العبراني للملك " فلما استيقظ حكى للملك الرؤيا وطلب منه أن يشترى هذا القصر فرفض الملك وأمن بالسيد المسيح وأعتمد هو وأهل بيته وأطلق صراح القديس وترك له حرية التبشير . فقام القديس بجولات تبشيرية في العديد من مدن الهند . ولما كان في مدينة مليابور أمن على يديه الكثير من أهلها فأستأذن الملك في بناء كنيسة فلم يأذن . وحدث أن أمواج البحر ساقت إلى الميناء خشبة عظيمة وثقيلة جداً فأراد الملك أن يأخذها لبناء قصر له فلم يتمكن رجاله أن يحركها لثقلها . حينئذ تقدم توما الرسول إلى الملك وطلب منه أن يهبه هذه الخشبة لبناء كنيسة وسوف يحملها وحده . فأراد الملك أن يعرف صدق كلامه ووافق له بأخذها فربط القديس الخشبة بمنطقته ورشم عليها علامة الصليب وسحبها بسهولة فأمن الملك وكل رجال قصره بالسيد المسيح ، وسمح للقديس ببناء الكنيسة . وتوجه القديس بعد ذلك إلى مدارس حيث أقام هناك سبع كنائس ثم بشر في جزيرة ولبارباتم وفي مدن كثيرة وقيل أنه وصل إلى حدود الصين . ثم مضى إلى مدينة تسمى قنطورة فوجد شيخاً يبكي لأن الملك قتل أولاده الستة فصلى القديس عليهم فأقامهم الرب بصلاته ، فهاج عليه كهنة الصنام وأرادوا رجمه فرفع أول واحد حجر ليرجمه فيبست يده فرسم القديس عليهما علامة الصليب فشفيت فأمنوا جميعهم بالسيد المسيح. ثم وصل إلى مدينة مازادت ووجه متاعب كثيرة مع الملك لأنه قد حوّل زوجته وأبنته إلى الإيمان . وبعد ذلك عاد وتفقد إيبارشيته في الهند والعجم وفارس ، وقيل أن الملك مازدياس ملك ملابور قبض على توما وسجنه ، وفي السجن بشر توما جميع المسجونين وقد حضر إليه زوجة الملك وأبنته لينالوا سر العماد المقدس وبينما هم هناك جاء ملاك الرب وفتح أبواب السجن وأخرج القديس فمضى إلى بيت ابن الملك وصنع عشاء الرب وناولهم ثم مضى للسجن ثانياً وأغلق عليه الملاك الأبواب . وفي الصباح طلب بعض المؤمنين من الملك ألا يقتل القديس ولكن حارس السجن أخبر الملك بما حدث بالليلة الماضية . فأتى الملك ووجد الأبواب مغلقة والأختام كما هي فأوصى القديس ولكنه لم يستطع أن يقتله بسبب كثرة المجتمعين فأمر بعض جنوده أن يأخذوه إلى خارج المدينة ، فصعدوا به إلى قمة جبل ولما شعر القديس بقرب ساعته صلى إلى الله ثم طلب من الجنود أن يتمموا قتله فهجم عليه الربعة جنود وطعنوه بالحراب حتى أسلم الروح وذلك في السادس والعشرين من شهر بشنس . فأخذه المؤمنون ودفنوه في مقبرة الملوك . أما ابن الملك ووالدته فلم يغادرا المكان . وفي منتصف الليل ظهر لهما القديس وأوصاهما أن يخبرا المؤمنون ألا يتزعزعوا عن الإيمان وأعلمهما أن الملك نفسه سيؤمن بالمسيح . وبعد هذه الأيام مرض أحد أبناء الملك ودخله شيطان ولم يقدر أحد أن يشفيه فذهب الملك إلى قبر القديس ليحمل أحد عظامه ويلمس بها أبنه ليبرأ . ولما مضى إلى هناك لم يجد عظام القديس لأن أحد الأخوة كان قد نقلها إلى جنوب المملكة ولكن القديس ظهر للملك وأعلمه أن السيد المسيح شفوق وسوف يعطيه طلبته . فأخذ الملك بعض من تراب القبر ووضعها على أبنه وهو يقول " امنت بك أيها المسيح " فشفى أبنه في الحال . أما عن مكان استشهاد القديس فيرجح أنه في مدينة كلامينا التى سميت فيما بعد باسم القديس . وتوجد الآن في مدينة ميكلابور مقبرة يقال أنها مقبرة القديس توما ، وبجوار جبل يسمى جبل القديس توما ، أما العلامة ابن كبر فيذكر أن جسد القديس موجود في جزيرة سوماطره وأنه شاهده بنفسه حيث أن القديس توما في يوم احتفاله يخرج كفه خارج المقبرة بارزة رطبه لم يصبها الفساد وأصابعه التى لمس بها جراح المخلص باقية بأظافرها وتمسك يده بواحد ممن يصافحونه فيقوم هذا الشخص بخدمته سنه وإذا انقضت يمسك غيره في يوم عيده فيخدمه في هذه السنة وهكذا . ومن الجدير بالذكر أن القديس توما يرسم وهو يمسك مسطره بيده والمقصود بذلك أنه لا يصدق خبراً حتى يقيسه .
سمعان القانوى :== نص عنوان رئيسي ==عرف القديس سمعان بالقانوى تميزا له عن سمعان بطرس ( مت4:10 ، مر18:3 ) وذلك إما لكونه من قانا الجليل ، أو لأن كلمة القانوى بالآرامية تعنى الغيور ( لو15:6 ، أع13:1 ) ولقب الغيور أكتسبه القديس إما لأنه كان غيورا ومتحمساً في إيمانه ، أو لأنه كان من جماعة الغيورين الثائرين الذين كانوا معروفين بتمسكهم الشديد بالطقوس الموسوية . والقديس سمعان القانوى ليس هو سمعان أحد أبناء خاله السيد المسيح الذي كان أسقفاً لأورشليم حتى سنة 106م خلفاً للقديس يعقوب البار. القديس سمعان الغيور من سبط أفرايم ، وأسم أبيه فيلبس ، ويقال أنه كان صاحب عرس قانا الجليل الذي حول فيه السيد المسيح الماء إلي خمر ، مما جعله بعد تلك الآية أن يترك كل شئ ويتبع المخلص ، صار من التلاميذ الإثنى عشر. كما كان حاضرا في معجزة الخمس أرغفة والسمكتين لذلك تصوره الأيقونات اليونانية حاملا سنارة بها سمكة ، كما يحمل سلة خبز . بشر القديس في شمال أفريقيا ( قرطاجنة ) ثم أسبانيا ، فجزر بريطانيا مع القديس يوسف الرامي وأسس كنيسة هناك ثم رحل إلي سوريا وفلسطين وكان معه القديس تداوس الرسول ( يهوذا الرسول ) ثم ذهبا إلي بلاد ما بين النهرين ( العراق ) وبلاد فارس . فلما وصلا بلاد فارس وجدا جيوشها تستعد لمهاجمة بلاد الهند ، ولما دخلا المعسكر صمت الشياطين التي كانت تنطق بالنبوات علي أيدي السحرة . ونطقت في إحدى الأصنام وقالت أن ذلك بسبب تداوس وسمعان رسولا السيد المسيح ، فأحضرهما القائد ليعرف السبب ، فبشراه بالسيد المسيح ، ثم قالا له " غدا سيأتيك رسل من الهند حاملين صلحا لأجل مصلحتك " وقد كان ، فعظمت منزلتهما لديه وأمن بالسيد المسيح ، كما تبعه شعب غفير ، وجال الرسولان مبشران حتى دخلا شنعار ، فثار كهنتها التي للأوثان ، فأمسكوهما وطرحوهما في السجن ، ثم أمروهما تقديم العبادة للشمس والكواكب ، فرفضوا مجاهرين بأسم الرب يسوع بكل شجاعة ، فقتلوا القديس تداوس بفأس وحربة ، ونشروا القديس سمعان القانوي . وتوجد رفاته تحت مذبح الصليب في كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان. وتعيد الكنيسة بالقديس في الخامس عشر من شهر بشنس المبارك ، كما تعيد له الكنيسة الرومانية يوم 28 أكتوبر.
يهوذا الرسول :== نص عنوان رئيسي ==يهوذا اسم عبري معناه " يحمد " ويسمى أيضاً تداوس ولبّاوس (اسم عبري معناه : شجاع أو محبوب أو القلب ) ( مت3:10 ) ويذكر في الإنجيل بأنه " يهوذا ليس الأسخريوطي " ( يو22:4 ) تمييزا له عن يهوذا الخائن. وهو ابن خالة السيد المسيح ( مر3:6 ) ويذكره الإنجيل في موضوع واحد فقط : فحينما كان الرب يتكلم قائلاً " الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني " قال يهوذا للرب " يا سيد ماذا حدث حتى أنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم " ( يو21:14، 22 ). وقد كتب لنا القديس آخر رسالة من رسائل الجامعة . وقد بشر القديس يهوذا في اليهودية والسامرة والجليل وأدوم وبلاد العرب والأرمن . وقد تقابل مع سمعان القانوى في بلاد العجم ، وحدث أنهما لما دخلا مدينة أن الشياطين صمتت ولم تعد تجيب سائليها كالمعتاد فتحير برداش قائد الجيش لأنه كان مزمعاً أن يقاتل جيوش الهند فأستشار كهنة الأصنام فقالوا له أن طريقه سيكون محفوفاً بالمخاطر ولابد من سفك دماء كثيرة وكانا الرسولان يسمعان فكذباهم وأكدا للقائد أنه غذاً سيأتيه سفراء من قبل قائد جيوش الهند لعقد شروط الصلح . فلما تم ذلك أمن القائد هو ومعظم جنوده بالسيد المسيح ومنح الحرية للرسولين أن يطوفا البلاد ، ويدعو الناس إلى الإيمان بالمسيح فنجح على أيديهما التبشير غير أن كهنة الأصنام ترصدوا لهما وقتلوهما . وتعيد الكنيسة للرسول في الثاني من شهر أبيب .
متياس الرسول :== نص عنوان رئيسي ==اسم متياس هو الصيغة اليونانية للاسم العبري ( متثيا ) أى عطية يهوى أو عطية الله وقد ولد القديس متياس في بيت لحم وكان ضمن السبعين رسولا الذين عينهم الرب ، ولازمهم منذ البداية وسمع تعاليمه وشاهد آياته . فلما سقط يهوذا الأسخريوطي من رتبته بعد خيانة سيده وانتحاره ، كان لابد أن يقام آخر عوضاً عنه اتماماً لنبوة المزمور عن يهوذا " لتكن أيامه قليلة ووظيفته ليأخذها آخر " ( مز8:109 ) فاجتمع التلاميذ ليختاروا آخر بدلاً منه . فتكلم بطرس وناشدهم أن يختاروا واحداً ممن اجتمعوا معهم كل الزمان الذي فيه دخل إليهم السيد المسيح وخرج منذ معمودية يوحنا إلى وقت صعوده ليشهد معهم بقيامته. فأقام التلاميذ أثنان من السبعين رسولاً وهما : يوسف المدعو برسابا المُلقب يُسطس ، ومتياس. وصلوا إلى الرب طالبين إظهار إرادته في أيّ من الأثنين يختار ، ثم ألقوا قرعة فوقعت القرعة على متياس فحُسب مع الأحد عشر تلميذاً (أع 15:1-26). وقد قيل أن متياس بشر في اليهودية والسامرة وبعض مُقاطعات أسيا الصغرى. وقد وصل في تبشيره إلى بلاد يأكل أهلها لحوم البشر ، وكان من عاداتهم أنهم عندما يقع في أيديهم غريب أنهم يضعونه في السجن ويطعمونه من الحشائش مدة ثلاثين يوماً ثم يخرجونه ويأكلون لحمه. فلما وصل القديس متياس وبشرهم قبضوا عليه وقلعوا عينيه ثم سجنوه. ولكن قبل أن تنقضى المدة أرسل الله أندراوس وتلميذه ، فذهبا إلى السجن ورأيا المسجونين وما يُعمل بهم. فأراد أهل المدينة أن يقبضوا عليهما ويقتلانهما ، ولما هموا بذلك صلي القديسان إلى الله فتفجّرت عين ماء من تحت أعمدة السجن وفاضت في كل المدينة حتى بلغت المياه إلى الأعماق. فلما ضاق الأمر بأهل المدينة ويأسوا من الحياة أتوا إلى الرسولين معترفين بخطاياهم ، فقالا لهم الرسولان [ آمنوا بالرب يسوع وأنتم تخلصون ] فآمنوا جميعهم وأطلقوا القديس متياس الذي تولى مع القديس أندراوس وتلميذه تعليمهم الإيمانبعد أن أنصرفت عنهم تلك المياه بصلواتهم ، ثم عمّدوهم وصلوا إلى السيد المسيح فنزع عنهم الطابع الوحشي ، ورسموا لهم أسقفاً وكهنة وبعد ذلك تركوهم ، وكان الشعب يسألونهم سرعة العودة. وبعد ذهب القديس متياس إلى دمشق وبشر فيها ، لكن أهل المدينة غضبوا عليه وأخذوه ووضعوه علي سرير حديد وأوقدوا النار تحته ، فلم تؤذه بل كان وجهه يتلألأ بنور كالشمس فتعجبوا جداً وآمنوا بالسيد المسيح ، فعمدهم القديس ورسم لهم كهنة. وفي هذه الأثناء قرر رؤساء الكهنة نفس السيدة العذراء إلى احدى البراري ، فلما علمت ذلك كانت متوجعة القلب وظهر لها السيد المسيح وطمئنها أنه لا يستطيع أحد أن يمسها ، وطلب منها المضى إلى مدينة برطس حيث كان القديس متياس مُقيد بسلاسل حديدية وفي ضيقة عظيمة. فلما وصلت السيدة العذراء إلى المدينة رأت إمرأة عجوز تبكي فقالت لها " لماذا تبكين أخبريني بما حدث لك وأبني يسوع يخلصك " فقالت لها المرأة أن لا تذكر اسم يسوع لئلا ينالها أذى وأخبرتها أنه منذ ثلاثة أيام أتى رجل يدعى متياس وصنع عجائب كثيرة بهذا الاسم فلما سمع الوالى خبره قبض عليه وقيده بالسلاسل وألقاه في السجن وأعلمت العذراء أنها تنتظر رجوعه للمدينة حتى يشفى أبنها المعذب من روح نجس ، فمضت معها السيدة العذراء إلى بيتها وفور وصولها هرب الشيطان من الصبي . ثم طلبت منها السيدة العذراء أن تذهب معها إلى السجن الذي فيه متياس الرسول ، فقامتا وذهبتا إلا أنهما وجدتا أبواب السجن مغلقة بمتاريس من حديد والسجناء بداخله ياقسون عذاباً أليماً . فصلت السيدة العذراء وللحال فتحت المتاريس والأقفال الحديدية ، فخرج السجناء بفرح معلنين ايمانهم بإله متياس . فلما علم الوالى بذلك أمر بقتلهم جميعاً . ولما أراد الجنود تنفيذ أمره تحولت السيوف في ايديهم إلى سائل فأندهشوا جميعاً وفيما هم هكذا دخل رئيس السجن إلى الوالى وأخبره أنه بينما كانوا يأكلون ويشربون ذاب أبريق النحاس الذي به الخمر وتحول إلى سائل ، فلما أراد أن يضرب العبد الذي كان يسقيهم بقضيب من حديد ذاب القضيب أيضاً وفيما هم جلوس إذ بسحابة من نور ملأت المكان وصوت من السماء يقول للمسجونين " من أجل يسوع أدركتكم نعمة مريم والدة يسوع وليعلم الوالى أن كل المسجونين باسم يسوع لم يصيبهم أى أذى " ثم رأى كل الآلات الحديدية قد ذابت . فغضب الوالى وأكر بإعدام السّجانين لكنه لم يتمكن من ذلك لأن كل حديد المدينة قد ذاب . فعظم الأمر فى عيني الوالى وقال في نفسه " أنه لجدير بي الآن أن أذهب بنفسي لأرى أبني المعتوه فإن كان شفى من جنونه فلابد أن أؤمن بإله متياس " وقام مسرعاً إليه فوجده بحالة تعقل فسأله عمن شفاه فأخبره أن إمرأة يضيئ نورها كالشمس زارته بالأمس فصرخ الشيطان وخرج منه . فصاح الوالى ومن معه بأنه لا يوجد إله آخر في السماء والأرض سوى يسوع ابن الله الحي الذي بشرنا به القديس متياس وقام مسرعاً وأرسل إلى الملك يشرح له ما حدث فحزن الملك على ما كان فيه من ضلال ورجع إلى الرب بكل قلبه وكتب للوالى يشكره ، فسر الوالى وبحث عن العذراء حتى وجدها في بيت المرأة العجوز وطلب منها الموعنة فنزلت وسلمت عليه وطلب منها أن تزوره في منزله لتباركه وأعد الطريق الموصل إليه من منزل العجوز ورتبوا المنزل بكل الجواهر الثمينة ونصبوا كرسياً كبيراً من ذهب للعذراء ، فلما وصلت إلى المنزل صلت طالبة من السيد المسيح إعادة الآلات الحديدية المذابة إلى ما كانت عليه وقد تم ذلك وفي الغد قامت العذراء والقديس متياس وطافا المدينة وباركا أهلها وقد حذرتهم العذراء من أن يعودوا لعبادة الأصنام وأمرت متياس الرسول أن يعمدهم وقد تم ذلك بفرح . وقيل أن القديس متياس نال إكليل الشهادة بعد أن رجمه اليهود رميا بالحجارة في أورشليم وتعيد الكنيسة بالقديس متياس في اليوم الثامن من شهر برمهات المبارك .
بعض المراجع == نص عنوان رئيسي ==
1. الكتاب المقدس.
2. السنكسار المقدس.
3. قاموس الكتاب المقدس.
4. دائرة المعارف الكتابية (جزء 2،1).
5. الكنيسة في عصر الرسل : المتنيح الأنبا يؤانس.
6. الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة : الأنبا إيسيذوروس الأسقف.
7. تاريخ الكنيسة : يوسابيوس القيصري.
8. التلاميذ الأثنى عشر (جزئين) : نيافة الأنبا أغريغوريوس.
9. تاريخ الأقباط (جزء 11 الكتابين الأول والثاني) : المستشار / ذكى شنودة.
10. القديس يوحنا الحبيب : القمص / بيشوي عبد المسيح (دمياط).
11. القديس توما الرسول : القمص / بيشوي عبد المسيح (دمياط).
12. أندراوس الرسول : أحد رهبان دير مار مينا بمريوط.
13. ميامر السيدة العذراء : القمص / سمعان السرياني.

