فيرارا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Ferrara فيرارا ، مدينة في شمال إيطاليا تقع ضمن إقليم إيميليا رومانيا عدد سكانها 130,500 نسمة وتعد عاصمة لمقاطعة فيرارا وهي مصنفة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي حسب اليونسكو. شهدت المدينة قتالا عنيفا في أواخر الحرب العالمية الثانية انتهى باستيلاء قوات الحلفاء عليها .
تقع 50 كلم شمال شرق بولونيا على بو دي فولانو و هو الرافد الرئيسي لنهر بو الواقع على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال . شوارع المدينة واسعة و بها العديد من القصور التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر إبان حكم عائلة إستي .
حصل تجديد للنشاط الصناعي في العصر الحديث . فيرارا على خط السكك الحديدية الرئيسي بين بولونيا و بادوفا و البندقية ، و له فروع مثل رافينا .
[تحرير] التاريخ
أصل فيرارا غير مؤكد ؛ و يفترض البعض أنه من غير المحتمل أن تكون تحتل موقع ساحة ألييني القديمة ، و من لعلها استوطنت من سكان اللاغونات عند مصب نهر بو ؛ و كان هناك مركزين من أوائل مراكز الإستيطان واحدة قريبة من الكاتدرائية و الأخرى castrum bizantino و أصبحت منطقة سان بيترو . ظهر اسم فيرارا لأول مرة في وثيقة لملك اللومباديين أستولفو عام 754 بوصفها مدينة تشكل جزءا من ولاية رافينا البيزنطية . رهن ديسيديريوس (آخر ملوك اللومباديين) دوقية فيرارا اللومباردية عام 757 إلى البابا ستيفن الثاني . بعد عام 984 كانت إقطاعية لتيدالدو كونت مودينا و كانوسا و ابن شقيق الامبراطور أوتو الأول ، و بعد ذلك جعلت نفسها مستقلة ، و في عام 1101 استولت عليها بعد حصار الكونتيسة ماتيلدا . و قد حكمت في هذه الفترة من عئلات كبيرة عدة من بينها عائلة أديلاردي .
في عام 1146 توفي غولييلمو أديلاردي آخر حكام آل أديلاردي ، و ذهبت فيرارا مهرا لابنة أخيه الماركيزيلا لأتسو السادس إستي . كان هناك عداء بين الداخل حديثا و أسرة سالينغويرا ، و لكن بعد كفاح كبير رشح أتسو السابع نوفيلو حاكما دائما عام 1242 ؛ و في عام 1259 أخذ إتسيلينو الثالث دا رومانو حاكم فيرونا أسيرا في معركة . و استخلفه حفيده أوبيتسو الثاني (حكم في الفترة 1264-1293) و قد نصب سيدا دائما من سكان المدينة . و استقر آل إيستي من الآن فصاعدا في فيرارا ، و في عام 1289 كان ايضا اختيار سيدا لمودينا و بعد عام واحد كان سيدا لريدجو .
نيكولو الثالث (حكم في الفترة 1393-1441) استقبل العديد من البابوات ببالغ الروعة ، وخاصة البابا يوجين الرابع الذي عقد مجلسا هنا عام 1438 . تلقى ابنه بورسو إستي لقب دوق لإقطاعتي مودينا و لريدجو الإمبراطوريتين من الإمبراطور فريدريك الثالث في عام 1452 (السنة التي ولد فيها هنا جيرولامو سافونارولا) ، و في عام 1471 اعتمده البابا بولس الثاني دوقا لفيرارا . أقام إركولي الأول (حكم في الفترة 1471-1505) حربا على البندقية و زاد روعة المدينة .
و في عهد إركولي الأول الذي يعد من أهم رعاة الفنون في أواخر القرن الخامس عشر و أوائل القرن السادس عشر في إيطاليا بعد آل ميديتشي نمت فيرارا إلى مركز ثقافي اشتهر خاصة بالموسيقى . جاء الموسيقيون إلى فيرارا من كافة أنحاء أوروبا و خصوصا فرنسا و فلاندر ، و قد عمل جوسكوين ديس بريز للدوق إركولي الأول لفترة من الزمن (منتجا Missa Hercules dux Ferrariæ التي كتبها له) ؛ و جاء ياكوب أوبريشت إلى فيرارا مرتين (و مات أثناء تفشي وباء الطاعون سنة 1505) ؛ و أنطوان بروميل الذي اعتبر الموسيقي الرئيسي عام 1505 . ألفونسو الأول ابن إركولي هو ايضا راعي مهم ؛ تفضيله الآلات الموسيقية جعل فيرارا تصبح مركزا مهما للتركيب آلة العود.
و تزوج ألفونسو من سيئة السمعة لوكريسيا بورجا ، و واصل الحرب ضد البندقية بنجاح . في عام 1509 عزله البابا يوليوس الثاني ، و غلب الجيش البابوي مدافعا عن رافينا في عام 1512 .
و سقط غاستون دو فوا في المعركة التي كان يدعم فيها ألفونسو . و مع نجاحاته على البابوات كان قادرا على صنع السلام . و قد كان راعيا للشاعر لودوفيكو أريوستو من عام 1518 فصاعدا . ابنه إركولي الثاني تزوج الدوقة ريناتا ، وهي ابنة لويس الثاني عشر ملك فرنسا ؛ و قام أيضا بتزيين فيرارا حلال ملكه (1534-1559).
ابنه ألفونسو الثاني تزوج من لوكريسيا ابنة كوزيمو الأول دوق توسكانا و ثم بربارا شقيقة الإمبراطور ماكسيميليان الثاني و أخيرا مارغريتا غونزاغا ابنة دوق مانتوفا . و قد أوصل مجد فيرارا إلى ذروته ، وكان راعي توركواتو تاسو و جوفاني باتيستا غواريني و تشيزاري كريمونيني مفضلا إكمال مسيرة أمراء عائلته من قبله في رعاية الفنون و العلوم. لم يكن لديه ابن شرعي ذكر كوريث ، و في عام 1597 أعلن البابا كليمنت الثامن فيرارا إقطاعية شاغرة ، كما هو الحال في كوماكيو .
في عهد ألفونسو الثاني تطورت فيريرا أكثر على الصعيد الموسيقي لتكون مركزا موسيقيا رائعا لا ينافسه في إيطاليا إلا مدينة البندقية القريبة و مراكز الموسيقى التقليدية مثل روما و فلورنسا و ميلانو . ملحنون من أمثل لودزاسكو لودزاسكي و لودوفيكو أغوستيني و لاحقا كارلو جيزوالدو يمثلون الطليعة الموسيقيين هناك والذين لحنوا للفنانين الموهوبين ، بما في ذلك فرقة concerto di donne المكونة من ثلاثة مغنيات موهوبات : لاورا بيفيرارا و أنا غواريني و ليفيا داركو . أشاد فينشنزو غاليليي بأعمل لودزاسكي و الذي تعلم على يديه جيرولامو فريسكوبالدي . و أتى الزوار ليسمعوا الأعمال المدهشة لموسيقيي إستي ، معظم توقفت الأنشطة في 1598 مع زوال حكم آل إستي .
شيد حصنها البابا بولس الخامس في موقع القلعة تسمى "قلعة تيدالدو" في الزاوية الجنوبية الغربية من المدينة . ظلت المدينة جزءا من دول الكنيسة ، الحصن احتلته حامية نمساوية من عام 1832 حتى عام 1859 عندما أصبح جزءا من مملكة ايطاليا الموحدة .

