مسيرة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه بذرة مقالة عن مسيرة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والذي غير اسمة الى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي تحتاج للنمو والتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.


http://www.almejlis.org

تقديم ربما لا تكون الكتابة سهلة ومتيسرة بحجم هذا العرض الموجز عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، الذي امتدت حركته لاكثر من عشرين عاما بكل ما فيها من انجازات على المستويات السياسية والاعلامية والجهادية والخدماتية في الساحة العراقية الواسعة، وهي انجازات موثقة وذات انعكاسات مشهودة. وقد حاولنا في هذا العرض المختصر ان نقدم تعريفا واقعيا للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق كمؤسسة جهادية، واطار سياسي، وكيان مفتوح للقوى السياسية الاسلامية العراقية، نستجيب به لحاجة ملحة في الساحة، ونجيب به على تساؤلات بدوافع مختلفة عن طبيعة وانجازات واهداف وخصائص وتشكيلات ومبادئ عمل هذا الكيان، الذي واجه تحديات حقيقية، وطوى مراحل عمل اعترضته فيها عقبات عديدة حتى وصل الى مرحلة الاعتراف به كأمر واقع قبل سقوط النظام وبعده.

حاولنا في هذه الاوراق ان نجيب على تساؤلات الباحثين عن الحقيقة، وفي نفس الوقت نسد الطريق على تخرصات الاعداء الداخليين والخارجيين، ومحاولات التشوية المتعمد تارة والمنبعث احيانا من سوء الظن او الجهل او التسقيط والاحكام المسبقة؛ كما حاولنا في هذا العرض قدر المستطاع تثبيت الحالة الواقعية للمجلس الاعلى في الساحة العراقية، واتاحة الفرصة امام الاخوة العراقيين من المثقفين الرساليين ومن العاملين في الحقول السياسية والثقافية والاعلامية، ولابناء شعبنا عموما؛ للتعرف بشكل واقعي على هذه المؤسسة في هيكليتها ووظائفها واهدافها وخصائصها وانجازاتها التي تتفرد بها عن غيرها من التشكيلات السياسية في الساحة، ليكون التقييم مستندا الى الارقام والنتائج والحصيلة، ليكون بذلك اقدر على ازالة الالتباس واختلاط الالوان (ولاتبخسوا الناس اشياءهم).

ان دافعنا في هذه الدراسة الموجزة هو اداء للتكليف الشرعي، وحفظ لامانة المسؤولية تجاه شعبنا الكريم وهذه المؤسسة التي تكرّس الخط الاسلامي الاصيل،وبذلك نكون قد حافظنا على قدسية دماء الشهداء ورسالة المجاهدين، وتعبئة الامة بإتجاه الحياة الكريمة. كما لا يفوتنا ان نؤكد ان هدف هذه الدراسة للتعريف بأهدافنا في عراق المستقبل.

على ان الامانة تقتضي منا ان نعترف ان ما قام به المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق من اعمال وفعاليات وما حققه من نتائج لم يكن ليخلو من النواقص والمشاكل، شأن اي تشكيل يضم اراء متعددة واذواقاً مختلفة، ويواجه في نفس الوقت ظروفا خاصة بالعراق لا تشابهها ظروف أي بلد اخر في المنطقة او العالم، اذ واجهت المعارضة العراقية ـ في مواجهة النظام الفاشي المقبور ـ قمعاً واسعاً، وتعتيما على واقعها وتشويها لمنطلقاتها واهدافها، وتشتيتا لشملها، في محاولة لئيمة لعزلها عن قواعدها الداخلية، وقد كانت معاناة الشعب شديدة ايضا اذ كان يواجه نظاما وحشيا وتآمراً دولياً واقليمياً، وقدّم تضحيات غالية مما القى بظلاله على معالم المسيرة.

وينبغي الا نغفل فضل الدور الريادي لآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره" في تأسيس المجلس الاعلى وتطويره وترسيخ بنائه، واعطائه البعد الشعبي الواسع والاعتراف الاقليمي والدولي، فقد استمرت جهوده "رض" متواصلة منذ التأسيس وحتى سقوطه صريعا في محراب الجمعة الدامية في غرة شهر رجب الحرام 1424 بجوار ضريح جده امير المؤمنين عليّ "ع" متناثر الاشلاء الزاكية في سبيل الله.

في الختام ان هدف هذه الدراسة هو التعريف بالمجلس الاعلى في النظرية التي يقوم عليها وفي الخصائص التي يتميز بها وفي الانجازات التي حققها وفي المشاريع التي يسعى لانجازها في العراق الجديد خدمة للشعب والاهداف النبيلة المشروعة له... ومن الله سبحانه نستمد العون وهو حسبنا ونعم الوكيل.

التأسيس نبذة تأريخية:

لاشك ان استشهاد المرجع الديني ومفجر الوعي الاسلامي في العراق، وقائد التحرك الميداني ضد دكتاتورية السلطة والحزب العفلقي الفاشي، الامام السيد محمد باقر الصدر"قدس سره" في نيسان عام 1980م قد ترك فراغا كبيرا في قيادة الحركة الميدانية والسياسية للساحة الاسلامية العراقية، وهذا هو الذي كان يستهدفه النظام الدموي – المقبور- نظام صدام حين اقدم على تصفيته... من هنا كان ينبغي التحرك بسرعة لملئ الفراغ الذي ازداد الاحساس به بسبب تطورات الاحداث، وتصاعد وتيرة التصفيات لرموز التحرك الاسلامي من علماء دين ومثقفين رساليين ومجاهدين مخلصين، وا شتداد هجمة النظام لتصفية بؤر المعارضة، وتوالي التداعيات الاخرى التي ادت الى توتر الاوضاع السياسية والداخلية والاقليمية، حيث كان ذلك احد اسباب نشوب الحرب التي فرضها صدام على ايران الاسلامية بأمر من اسياده وانطلاقا من نزعته العدوانية ومن منهجه في نقل مشكلاته الداخلية الى الخارج.

وفي هذا الظرف